ما الفرق بين البيدوفيليا والمثلية الجنسية؟

يخلط الكثير من الأفراد في مجتمعاتنا بين المثلية الجنسية والبيدوفيليا، إما عن عمد بدافع كراهية المثليين وإما عن غير عمد بسبب غياب المعرفة العامة عن المثليين.

تختلف البيدوفيليا عن المثلية الجنسية تمامًا ولا توجد أي صلة بينهما، حيث أن المثلية هي توجه جنسي بين أشخاص من نفس الجنس ويجب أن يكونوا بالغين، بينما البيدوفيليا هي اضطراب نفسي لا علاقة له بالتوجهات الجنسية ويتمثل في انجذاب أشخاص بالغين للأطفال سواء كانوا ذكور أو إناث. وقد ينجذب رجل بالغ إلى طفلة أنثى، وتنجذب أنثى بالغة إلى طفل ذكر.

الأشخاص البيدوفيليين ليسوا مثليين ولا يعتبرون جزء من مجتمعات الميم، لأن البيدوفيليا ليست توجه جنسي وإنما هي تفضيل جنسي مرتبط بسن الأفراد، كما أنها تنتهك سلامة وحقوق الأطفال الأساسية والضرورية والتي يجب على كافة أفراد المجتمع حمايتها.

من الضروري التمييز بين الأشخاص المثليين والبيدوفيليين للحفاظ على الوضوح العلمي والقانوني والمجتمعي، وحماية كل من حقوق الأفراد البالغين وسلامة الأطفال من الاعتداءات.

ما هي البيدوفيليا؟

البيدوفيليا (Pedophilia) هي اضطراب نفسي يتمثل في انجذاب شخص بالغ جنسيًا إلى الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد بعد. تُصنف البيدوفيليا ضمن الاضطرابات الجنسية في أدلة الطب النفسي، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي.

  • لا تعني البيدوفيليا الاعتداء الجنسي فقط، بل تشمل أي انجذاب جنسي للأطفال حتى إن لم يتم تنفيذ أي أفعال تجاه الأطفال.
  • أي علاقة جنسية مع الأطفال تعتبر جريمة واستغلالًا، لأن الأطفال لا يمكنهم إعطاء الموافقة الرضائية والواعية والقانونية على أي نشاط جنسي.
  • تتسامح مجموعات مجتمعية مختلفة مع الاعتداءات الجنسية على الطفلات الإناث من الرجال البالغين تحت اسم الزواج والمعروف باسم “زواج القاصرات” أو “زواج الطفلات” في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

ما هي المثلية الجنسية؟

المثلية الجنسية (Homosexuality) هي توجه جنسي طبيعي يعني انجذاب شخص بالغ إلى أشخاص بالغين آخرين من نفس الجنس. على عكس البيدوفيليا، المثلية الجنسية ليست اضطرابًا نفسيًا ولا تعتبر انحرافًا أو مرضًا، بل هي جزء من التنوع الطبيعي للتوجهات الجنسية للبشر، كما أنها توجه جنسي مثلها مثل المغايرة الجنسية وليست تفضل جنسي كـ تفضيل الشباب أو كبار السن.

المؤسسات العلمية العالمية، مثل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (APA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ، أكدتا أن:

  • المثلية الجنسية ليست مرضًا ولا تحتاج إلى علاج وأي محاولة لعلاجها تسبب مشكلات عدة.
  • العلاقات المثلية بين البالغين الذين يوافقون عليها هي علاقات طبيعية مثل العلاقات المغايرة (بين رجل وامرأة).
  • تصنيف المثلية كاضطراب نفسي قديم وتم إلغاؤه رسميًا منذ عقود.

يعني ايه ميول جنسية؟

الفرق الجوهري بين البيدوفيليا والمثلية الجنسية

طبيعتها

البيدوفيليا: اضطراب نفسي وعبارة عن تفضيل وليست توجه

المثلية الجنسية: توجه جنسي طبيعي


الشركاء المستهدفون

البيدوفيليا: أطفال غير قادرين على الموافقة

المثلية الجنسية: بالغون قادرون على الموافقة الرضائية الواعية


القبول القانوني

البيدوفيليا: غير قانونية وجريمة في جميع الدول

المثلية الجنسية: قانونية في جميع دول العالم عدا 64 دولة لأنها تخضع للحرية الشخصية


الموقف الطبي

البيدوفيليا: تُعتبر اضطرابًا نفسيًا يتطلب تدخلًا علاجيًا

المثلية الجنسية: ليست مرضًا ولا تحتاج إلى علاج ومحاولات علاجها مؤذية

الاعتداء على الأطفال لا علاقة له بالمثلية الجنسية

  • تُظهر الأبحاث أن غالبية المعتدين على الأطفال هم من المغايرين جنسيًا، أي أشخاص يميلون إلى الجنس الآخر، لكنهم يستهدفون الأطفال بسبب عوامل أخرى مثل السلطة، القهر، أو الاضطرابات النفسية.
  • الاعتداء على الأطفال لا يعتمد على التوجه الجنسي، بل على ديناميكية القوة والسيطرة التي يستخدمها المعتدي ضد الطفل.
  • التعرض للاعتداء الجنسي في الطفولة لا يعني أن الطفل سيصبح مثليًا عندما يكبر.

ما سبب الخلط بين التوجهات المثلية والتفضيلات البيدوفيلية؟

يعود الخلط بين البيدوفيليا والمثلية إلى أسباب متعددة، منها:

  • التحيزات الاجتماعية والدينية: بعض المجتمعات ترفض المثلية لأسباب ثقافية ودينية، مما يدفعها إلى ربطها بممارسات إجرامية مثل البيدوفيليا مع التركيز على الرجال البالغين والذكور الأطفال وأحيانًا إظهار تسامح تجاه زواج الطفلات من رجال بالغين.
  • الجهل بالمفاهيم العلمية: عدم معرفة الفرق بين التوجه الجنسي والتفضل الجنسي الذي يخضع للاضطرابات الجنسية، مما يؤدي إلى نشر معلومات خاطئة.
  • الدعاية المغرضة: بعض المجموعات تستخدم البيدوفيليا كأداة لتشويه صورة المثليين والمثليات، رغم أن حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال الأكثر شيوعًا تحدث في بيئات أسرية أو دينية محافظة وتقليدية. كما ادعت تلك المجموعات كذبًا أن البيدوفيليا أصبحت جزءًا من مجتمعات الميم وزورا منشورات برموز للبيدوفيليا ومجتمعات الميم لدعم التشويه وتعزيز الكراهية والعنف ضد المثليين ومجتمعات الميم.

يؤدي الخلط بين المثلية والبيدوفيليا إلى:

  • تشويه صورة الأفراد المثليين ووضعهم في نفس فئة المعتدين على الأطفال دون وجه حق.
  • التقليل من خطورة البيدوفيليا الحقيقية وتأخير الجهود لعلاجها ومنع حدوث الاعتداءات ضد الأطفال.
  • تعزيز خطاب الكراهية الذي قد يؤدي إلى التمييز والعنف ضد أفراد مجتمعات الميم.
  • زيادة معاناة المثليين وأفراد مجتمعات الميم النفسية ودفعهم إلى كراهية أنفسهم.

هل المثلية مرض؟

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.