أطياف

حصاد 2020: الخطاب الديني ومجتمع المثليين

يعتبر الخطاب الديني التقليدي المعادي لمجتمع المثليين من أبرز الخطابات التي تتناول أفراد مجتمع المثليين وقضاياهم في العالم.

ومع بداية تفشي جائحة فيروس كورونا في بداية عام 2020، كان ذلك بمثابة فرصة لرجال الدين المعادين لمجتمع المثليين في دول مختلفة من أماكن متفرقة من العالم للربط بين فيروس كورونا وبين مجتمع المثليين، وتصديره على أنه عقاب إلهي نتيجة لوجود حركات حقوقية تناضل من أجل حقوق مجتمع المثليين في كافة دول العالم ونتائج هذا النضال المثمر.

وقد صار هذا الربط تصرفًا اعتاد عليه العديد من رجال الدين بمختلف عقائدهم ومذاهبهم من الربط بين مجتمع المثليين وبين الأمراض والعدوى والكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب في صنعها الإنسان.

نستعرض هنا أبرز ما جاء طوال العام من رجال الدين والمؤسسات والقضايا الدينية ويتقاطع مع أفراد مجتمع المثليين وقضاياهم.

  1. مجتمع المثليين المتسبب في جائحة كورونا

على مر سنوات عديدة ومع تبلور الحركات الحقوقية لمجتمع المثليين في كافة دول العالم، يستخدم رجال الدين مجتمع المثليين في تبرير أسباب الأمراض والعدوى والكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب في صنعها الإنسان، ضمن استخدام أي فئات مجتمعية أو قضايا تخالف منظورهم التقليدي وجعلهم سببًا لأي كارثة تهدد البشرية في تصرف يخلو من المنطقية وتوجهه العاطفة الدينية وكراهية المثليين.

نستعرض هنا بعض التصريحات التي اتبعت هذا النهج ضمن عشرات التصريحات التي انتشرت في أنحاء العالم من عقائد ومذاهب مختلفة مع بداية تفشي الجائحة وحتى الآن:

  • تصريح بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني
تواضروس الثاني/ برنامج قصص للحياة/ قناة CTV

قال تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر في تصريح في شهر أبريل أن مجتمع المثليين وزواجهم من الأشياء المتسببة في الحروب وانتشار الإرهاب العالمي وتفشي الأمراض والأوبئة، وأن كل الشرور في العالم يصنعها المثليين.

  • تصريح رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر
مقتدى الصدر/ تصوير: علاء المرجاني/ رويترز

قال مقتدى الصدر (رجل الدين الشيعي وزعيم التيار الصدري والذي يعتبر أكبر تيار شيعي شعبي في العراق) في شهر مارس أن “من أفدح الأمور التي تسببت بانتشار هذا الوباء هو تقنين زواج المثليين، من هنا أدعو كل الحكومات إلى إلغاء هذا القانون فورًا وبلا توانٍ، لعله يكون بمثابة الندم على الذنب، وإلا فلات حين مندم.”

  • تصريح رجل الدين السلفي محمد مصطفى عبد القادر
محمد مصطفى عبد القادر/ مقاطع فيديو/ يوتيوب

قال رجل الدين السلفي محمد مصطفى عبد القادر، ويعتبر واحدًا من أبرز رجال الدين في السودان في خطبة له في شهر مارس، “استحلوا اللواط، وما يأتي الكورونا؟ وأنهم يخرجون المثليين في مسيرات للمطالبة بحقوق” كما أشاد بواقعة اشتهرت في السودان حيث قام حشد من الناس برجم رجلين مثليين في حديثه.

  • تصريح رجل الدين السلفي الحسن بن علي الكتاني
الحسن بن علي الكتاني/ قناته الرسمية عبر يوتيوب

قال رجل الدين السلفي الحسن بن علي الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي ومدير أكاديمية ابن عبد البر للعلوم الشرعية، ويعتبر واحدًا من أبرز رجال الدين في المغرب في فيديو مسجل له نشره عبر الإنترنت في شهر مارس، إن الوباء سببه انتشار “اللواط والسحاق” وتشريع زواج المثليين في العالم، وأن المطالب الحقوقية في المغرب بتشريع زواج المثليين ضمن إطار الحريات الفردية تعتبر سببًا أيضًا في انتشار الوباء.

  • تصريح رئيس إحدى أكبر الكنائس الأرثوذكسية في أوكرانيا
البطريرك فيلاريت

قال البطريرك فيلاريت رئيس إحدى أكبر الكنائس الأرثوذكسية في أوكرانيا في شهر سبتمبر أن فيروس كورونا “انتقام إلهي” سببه السماح بزواج المثليين.

  • تصريح إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
خالد الجندي/ برنامج لعلهم يفقهون/ قناة DMC

قال خالد الجندي الإمام والخطيب والمدرس بوزارة الأوقاف المصرية في إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني في شهر أبريل أن فيروس كورونا من “جنود الله” وأنه جاء كي يجعل العالم منضبطًا أخلاقيًا، وأنه منع المثليين من ممارسة “الفاحشة”.

  • تصريح حاخام يهودي بارز في إسرائيل
مئير مزوز/ صحيفة هاآرتس

قال الحاخام اليهودي مئير مزوز في شهر مارس أن سبب انتشار فيروس كورونا يرجع إلى مسيرات المثليين في إسرائيل وأن مسيرات المثليين “ضد الفطرة والطبيعة، والله ينتقم منا بسبب ذلك”.

  • تصريح مستشار ترامب الديني
رالف دارلينغر/ فيسبوك

قال رالف دارلينغر المستشار الديني للرئيس السابق لالولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في شهر مارس أن من أسباب تفشي فيروس كورونا المثليين والمثليات، وأن ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية من إصابات ووفيات بسبب الفيروس غضب من الله على البلاد.

  • تصريح رئيس لجنة الحريات الدينية في الداخل الفلسطيني
كمال الخطيب/ عربي 21

قال رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني رجل الدين كمال الخطيب في منشور له عبر حسابه على فيسبوك في شهر مارس أن فيروس كورونا عقابًا إلهيًا بسبب المثليين، وأنه عقاب ينذر بعقاب أسوأ.

  • تصريح رئيس الشؤون الدينية في تركيا
علي أرباش

صرح علي أرباش رئيس الشؤون الدينية في تركيا في شهر أبريل قائلاً: “المثليين سبب الأمراض وفساد الأجيال، وعلينا محاربتهم.”

  • تصريح كبير أئمة المسلمين في غانا
عثمان نوح شاروبوتو/ وكالة فرانس برس

استخدم الشيخ عثمان نوح شاروبوتو كبير الأئمة المسلمين في غانا فيروس كورونا في التحريض على كراهية المثليين وتغذية العنف تجاههم.

  1. بابا الفاتيكان يدعم حقوق المثليين في تكوين أسرة
البابا فرنسيس/ إعلام الفاتيكان/ /EPA/SHUTTERSTOCK

قال البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وبابا الفاتيكان في الفيلم التسجيلي Francesco، والذي أذيع في روما في شهر أكتوبر أنه “يجب أن يشمل القانون الأزواج المثليين، إننا بحاجة إلى قوانين تشرع الزواج المدني للمثليين، فلهم كل الحق في أن يكونوا جزءًا من عائلة، إنهم أبناء الله ولهم الحق في أن يكون لديهم عائلة.”

  1. الكنيسة الإنجيلية والأرثوذكسية يمارسون علاج المثلية الكاذب ودار الإفتاء المصرية تدعمه
أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر/ تواضرس الثاني، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية/ شوقي علام، مفتي الديار المصرية

أعلنت الكنيسة الإنجيلية في مصر والتي تعتبر الأبرز في شمال أفريقيا والشرق الأوسط في شهر ديسمبر ما أسمته مدرسة “التعافي” من المثلية الجنسية، ويقوم على تلك المدرسة رجل دين وهو القس طوني جورج.

ويأتي ذلك الاعتداء المباشر من الكنيسة الإنجيلية على مجتمع المثليين ضمن سلسلة اعتداءات ممنهجة تتبعها الكنيسة منذ سنوات عدة، وظهر ذلك في تعبير رئيس الإنجيلية أندريه زكي في عشرات المناسبات على فترات قصيرة آخرها منذ أسابيع عن رفضها لحقوق مجتمع المثليين وخاصةً زواج المثليين وتقلد أو رسامة أشخاص مثليين في المناصب الكهنوتية أو الدينية، كما ترفض الكنيسة الإنجيلية رسامة النساء أيضًا.

كما تعادي الكنيسة الإنجيلية مجتمع المثليين من خلال العظات التي تقدم في مختلف الكنائس التابعة للطائفة والتي تحرض على كراهية ورفض المثليين، ويعتبر ترويج كنائس الطائفة ودعهما لخرافة علاج المثلية والممارسات الإجرامية التي تهدف إلى تغيير الميول الجنسية المثلية.

وبعد أسبوعين أعلن المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر عن تنظيم “اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان” التابعة للكنيسة، دبلومة تهدف إلى تدريب أشخاص على ممارسة السلوكيات الإجرامية التي تهدف إلى تغيير الميول الجنسية المثلية.

أما دار الإفتاء المصرية فكانت قد نشرت عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي في شهر يونيو منشورًا يوجه المثليين إلى اللجوء إلى الأطباء “للعلاج”.

  1. إعلان ديني يدعو لتجريم عالمي ممارسات علاج المثلية الإجرامية

انطلق تحالف ديني عالمي يهدف لإنهاء العنف والتمييز ضد أفراد مجتمع الميم وحظر علاج المثلية الكاذب تحت اسم Global Interfaith Commission on LGBT+ Lives.

وطرح التحالف إعلانًا مفتوحًا يحمل عنوان “قدسية الحياة وكرامة الجميع”، يدعو فيه لحظر عالمي للممارسات الإجرامية التي تهدف إلى تغيير الميول الجنسية المثلية.

وقع على الإعلان حتى اللحظة أكثر من 370 شخص من 35 دولة حول العالم من أديان ومذاهب مختلفة، بين قيادات دينية وأكاديميين ومختصين في الشؤون الدينية.

ويطالب التحالف الديني بوقف التعاليم الدينية التي “أسيء استخدامها عبر العصور المختلفة لإلحاق الأذى والضرر بالمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والترانس وبينيي الجنس”.

  1. كراهية باسم الله: تقرير يرصد خطابات الكراهية الدينية بعد رفع أعلام الفخر في القاهرة
غلاف تقرير كراهية باسم الله

أصدرت أطياف بالتعاون مع م مسلم في شهر سبتمبر تقرير كراهية باسم الله والذي يرصد ويحلل خطابات الكراهية على أساس الدين الإسلامي بعد رفع أعلام الفخر في القاهرة في حفل مشروع ليلى في 2017. ويرصد التقرير ويحلل خطابات المؤسسات الدينية الإسلامية مثل الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف بجانب رجال دين آخرين لا يتبعون إلى أي من تلك المؤسسات، ويكشف التقرير الدور الذي لعبه الخطاب الديني في تحريك حملة القمع الأمنية التي استهدفت أفراد مجتمع المثليين وأسفرت عن سجن العشرات، وما زالت وتيرة الخطابات الدينية في التحريض ضد مجتمع المثليين مستمرة حتى اليوم، سواء كان تحريض المجتمع الأم أو مؤسسات الدولة. يمكنكم قراءة وتحميل التقرير من هنا

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.