أطياف

واقع مجتمع الميم تحت حكم بايدن

بعد سباق رئاسي هو الأكثر استقطاباً في التاريخ المعاصر، وفي سياق امتلأ حتى فاض بالأخبار الكاذبة والشائعات ونظريات المؤامرة، تسلمت الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها في العشرين من يناير 2021.

فبعد إدارة اتسمت بحماية ودعم العنصرية العرقية والتمييز على أسس جنسية وجندرية ودينية وإطلاق الأخبار الكاذبة ودعم المتطرفين الإنجيليين البيض، انتهت حقبتها بأداء جوزيف ر. بايدن القسم، ليصبح بذلك الرئيس السادس بعد الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

ومن بعده كامالا هاريس كنائب له، ليسجل هذا اليوم تاريخياً بأنه اليوم الذي أصبح فيه للولايات المتحدة أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس وأول “رجل ثاني للولايات المتحدة”.

ومن بعدهما باقي الإدارة التي تعد الأكثر تنوعاً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تشهد حضور بارزاً للأعضاء من مجتمعات التعدديات الجنسية والجندرية والعديد منهم كانوا في مناصب بالبيت الأبيض خلال إدارة أوباما 2009-2017.

حيث من أعضائها الذين عادوا إلى البيت الأبيض كارلوس اليزاندرو، الذي عاد ليشغل منصب المسؤول الاجتماعي للبيت الأبيض، وهو أول أفراد الإدارة المثليين الذين تم الإعلان عنهم في الإدارة الجديدة، وكان كارلوس مسؤولاً إجتماعياً لنائب الرئيس (جو بايدن آنذاك) خلال إدارة أوباما 2009-2017.

كذلك ستيوارت ديليري، كنائب مستشار البيت الأبيض، حيث كان مدعِ عام للرئيس وكان أول مثلي يشغل منصب مدع عام في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي تولى تمثيل الإدارة الأمريكية في الدفاع عن تشريع زواج المثليين على مستوى فدرالي.

كذلك من إدارة أوباما تولى غوتام راجافان مهمة نائب مدير مكتب الرئيس، والذي كان يشغل خلال فترة أوباما مهمة التواصل مع النشطاء والمجموعات المعنية بالدفاع عن حقوق مجتمعات التعدديات الجنسية والجندرية.

أما الوجوه الصاعدة في الإدارة الجديدة والتي تشغل مناصب أكثر أهمية، فمنها بيت بوتغيغ، عمدة ساوث بيند السابق والمرشح السابق للانتخابات التمهيدية الرئاسية عن الحزب الديمقراطي 2020، الذي عُين كوزير للنقل، وهو مثلي. سجلت حملته للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي أول قبلة لزوجين مثليين في حملة انتخابية على المستوى الوطني، وُصفت بأنها عملاً راديكالياً؛ وهو بالإضافة إلى عمله السياسي فقد كان ضابطاً سابقاً بالاستخبارات البحرية الأمريكية. 

أما وزارة الصحة فقد حصلت على راشيل ليفاين، وهي طبيبة ترانس أدت دوراً هائلاً ومتميزاً في ولاية بنسلفانيا خلال الجائحة عام 2020، هذا التعيين التاريخي الذي يعد كسراً لحاجز فرضته إدارة ترامب أمام مجتمع الترانس في مختلف مجالات العمل.

والوجه الجديد للبيت الأبيض كارين جاين- بيير، التي أصبحت أول مثلية وأول امرأة إفريقية تصبح الناطقة باسم البيت الأبيض، والتي كانت كبيرة موظفي كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية 2020.

كما عُينت بيلي توبار كأول مثلية تشغل منصب مسؤول الاتصالات بالبيت الأبيض، وقد كانت مسؤول الاتصالات خلال حملة بايدن – هاريس 2020. وكذلك جيف ماروتاين، عين مستشاراً للشؤون البيئية، وكان قبلها مسؤلاً عن إدارة النقل في مقاطعة كولومبيا بالعاصمة واشنطن.

هذه الإدارة التاريخية مع اغلبية ديمقراطية في غرفتي الكونغرس، سارعت ومنذ اليوم الأول في إطلاق أجندتها السياسية بتوقيع الرئيس الجديد 42 أمراً تنفيذياً، منهم ما هو متعلق بالحقوق المدنية وقضايا المناخ والرعاية الصحية؛ ومنها كذلك ما كان لاغياً لأوامر تنفيذية أطلقها سلفه.

فالرئيس الجديد و خلال أول 24 ساعة وقع على إعادة انضمام الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للتغير المناخي التي وُقعت في إدارة أوباما وانسحبت منها إدارة ترامب.

كذلك وفيما يتعلق بقضايا مجتمعات التعدديات الجنسية والجندرية في الولايات المتحدة الأمريكية، أصدر الرئيس أمراً تنفيذياً بمنع ومكافحة التمييز في أماكن العمل على أسس الهوية الجندرية والتوجه الجنسي، كذلك وقع أمراً تنفيذياً لاغياً لأمر ترامب التنفيذي الذي تم بمقتضاه منع الأفراد الترانس من الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية.

هذه الإدارة الجديدة التي تتسم بالتنوع، والتي تعد ثورية في تمكين الأفراد من مجتمعات التعدديات الجنسية والجندرية، شرعت خلال أيامها الأولى في تنفيذ وعودها الانتخابية المتعلقة بمجتمعات التعدديات الجنسية والجندرية.

بداية من الحماية من التمييز في أماكن العمل والترانس من الخدمة العسكرية، وهو ما قد يمهد للمزيد من القرارات والتشريعات خلال العامين القادمين، التي ستهدف إلى تعزيز وضع النساء والرجال من مجتمعات التعدديات الجنسية والجندرية، خاصة في ملفات التمييز الهيكلي في الشرطة والجيش، والعنف في أماكن الدراسة والمنازل، بالإضافة إلى تجريم ما يسمى بعلاج المثلية على مستوى فيدرالي.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.