تحذير: يحتوي الخبر على تفاصيل عنيفة تتضمن عنف جسدي، قد يجدها البعض غير مريحة، كما قد تحفز ذكريات مؤلمة.
تدوال فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين لإمراة ترانس تُدعى جيسيكا تعرضت للعنف الجسدي على يد مجموعة من أعضاء ميليشيا “جنود الرب” والتي تنشط في استهداف أفراد يتصور أو بالفعل من مجتمعات الميم. وقع الاعتداء في منطقة برج حمود بالعاصمة اللبنانية بيروت، ليلة الاثنين 21 أغسطس، حيث كانت جيسيكا في طريقها لمقابلة مجموعة من الأصدقاء وبعد توجهها للمكان، تفاجأت بـ 4 شبان، ترجلوا من سيارة في الشارع، وبدأوا يضربونها ويوجهون إليها الشتائم والإهانات.
تؤكد جيسيكا في حوار مع موقع الحرة، أنهم “كانوا من جنود الرب، يلبسون صلبانًا كبيرة، وبعضهم لديهم وشوم لصلبان على أعناقهم، كسّروني من الضرب، ثم راحوا يدوسون على رجلي ويدهسونها حتى تحطمت عظام ساقي وركبتي، أخذوا مني هويتي وهاتفي ورحلوا، ثم جاء بعدهم شخص على دراجة نارية ودهس رجلي المكسورة أيضًا وهرب، وتُركت مرمية في الشارع”.
خضعت جيسيكا لعملية زراعة شرائح حديدية في ساقها، ومعالجة كسور الركبة. وتقول أنه حضر عناصر من أفراد الأمن إلى المستشفى، تحدثوا إليها وأخبرتهم بما جرى، “لكنهم لم يفتحوا أي تحقيق بالحادثة، وغادروا دون أن يفعلوا أي شيء، ولم يتواصلوا معي بعدها، حتى اليوم، وهذا كان من الأسباب التي دفعتني لعدم التقدم بشكوى”.
تتحدث جيسيكا عن خوف كبير بات يتملكها اليوم بسبب كونها امرأة ترانس، “أخشى حتى الخروج من المنزل للتوجه إلى عيادة الطبيب لتلقي علاجاتي، إلى هذا الحد وصلت الأمور”.
ويشدد مسؤول التواصل في جمعية “حلم”، ضوميط قزي على أن حادثة الاعتداء على جيسيكا، ليست الأولى من نوعها وإنما هذه الحادثة التي عرفت وسلط عليها الضوء.
يأتي هذا الاعتداء في وقت ترتفع فيه حدة خطابات وممارسات الكراهية والعنف ضد أفراد مجتمعات الميم في لبنان، وصلت إلى حد هدر الدماء والدعوات المباشرة إلى القتل، صدرت عن جهات دينية متطرفة مثل مجموعة “جنود الرب” و”حزب الله”، بالتزامن مع تضييق وقمع السلطات اللبنانية التي تستجيب لضغوط المجموعات الدينية المتطرفة والمسلحة وتأخذ جانبها. حسبما نقل موقع الحرة.
وحذرت مجموعات حقوقية من مخاطر الوضع في لبنان على حياة أفراد مجتمعات الميم في الأيام القليلة الماضية مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”.