أطياف

هل ينقرض الجنس البشري بسبب المثلية الجنسية؟

الإجابة المختصرة، لا، المثلية الجنسية لن تُنهي الجنس البشري. فالتكاثر البشري لا يعتمد فقط على توجه جنسي واحد محدد.

من المعلومات المغلوطة والحجج المستخدمة من كارهين المثليين وأحيانًا يكون سؤال جدي حول كيف يستمر البشر في التواجد مع وجود المثليين أو أن المثليين سـ يتسببون في انقراض البشرية.

لن يصبح كل البشر مثليين ولن تسيطر المثلية الجنسية على البشر

“كيف يستمر الجنس البشري لو أصبح كل البشر مثليين؟” سؤال شائع يستنكر وجود المثليين ويحاول تبرير قمع المثليين وكراهيتهم والتحريض وممارسة العنف ضدهم.

من المهم معرفة أن هذه الفكرة التي يبنى عليها السؤال غير منطقية وغير واقعية وغير علمية أيضًا، لأن البشر لن يكون توجههم الجنسي واحد. بمعنى، أن ما لم يجعل من كل البشر مغايرين جنسيًا، هو نفسه ما لم يجعل من كل البشر مثليين، وهو نفسه ما لم يجعل من كل البشر مزدوجي التوجه الجنسي (بايسكشوال).

وكان بالأحرى أن يكون كل البشر مغايرين بما أن الثقافة العامة الطاغية في كل العالم تعبر عن المغايرين ويسيطر عليها المغايرين جنسيًا. لكن ذلك لم يحدث، والمثليين ومزدوجي التوجه الجنسي موجودين، كما أن اللاجنسيين موجودين.

فبما أن فكرة وجود كوكب أو بلد أو قرية لا يعيش فيها إلا مثليين غير منطقية وغير واقعية وغير علمية. إذن، لا يمكن بناء قرارات أو آراء على أفكار غير منطقية وغير واردة الحدوث.

وبالتالي، لن يصبح كل البشر مثليين، كما لن يصبح كل البشر مغايرين، كما لن يصبح كل البشر مزدوجي التوجه الجنسي أي ينجذبون للرجال والنساء معًا، كما لن يصبح كل البشر لاجنسيين أي لا ينجذبون جنسيًا لأي أحد.

التوجهات الجنسية متنوعة عند البشر

المثلية الجنسية موجودة كتنوع طبيعي في السلوك الجنسي البشري. فبينما ينجذب بعض الأفراد إلى الجنس نفسه وهما المثليين، ينجذب آخرون إلى الجنس الآخر وهما المغايرين، بينما يختبر الكثيرون مجموعة من الانجذابات مثل ازدواجية الميول الجنسية والتي ينجذب أصحابها إلى الرجال والنساء معًا، أو شمولية الميول الجنسية والتي ينجذب أصحابها إلى كل البشر، أو اللاجنسية والتي لا ينجذب أصحابها جنسيًا لأي أحد من البشر. يضمن هذا التنوع استمرار وجود علاقات جنسية مغايرة للتكاثر.

وجود المثليين لن ينهي التكاثر

يمكن للمثليين إنجاب ورعاية الأطفال، وهم يفعلون ذلك، من خلال وسائل مختلفة مثل التبني، والتلقيح الاصطناعي، وتأجير الأرحام، أو الدخول في علاقات جنسية مغايرة. في مجتمعات اليوم، يُربي العديد من الأزواج من نفس الجنس أطفالًا، مما يُظهر أن استمرار الجنس البشري لا يعتمد على التوجه الجنسي المغاير وحده. بل أن وجود آباء مثليين يزيد من التبني وبالتالي يوفر الرعاية للأطفال بلا مأوى وبلا منزل ويحميهم من الوحدة وعدم تلبية الاحتياجات الأساسية مثل المأكل والملبس والتعليم والرعاية الصحية، أي أن الآباء المثليين يساهمون في تنمية المجتمع والحفاظ عليه من خلال دعم ورعاية الأطفال بلا رعاية.

أي أن وجود المثليين لا يُشكل تهديدًا لبقاء البشرية، بل على العكس تمامًا، فوجود المثليين مهم لتوازن المجتمع. كما أن التنوع الجنسي موجود في جميع أنحاء مملكة الحيوان أيضًا، وقد تطورت المجتمعات البشرية لتتكيف مع أشكال مختلفة من هيكل الأسرة والتكاثر ويمكنها أن تتطور أكثر بما يضمن وصول الرعاية اللازمة لكل الأطفال وخاصة الرعاية التي لا يمكن أن توفرها الحكومات مثل وجود الأسر المحبة والداعمة والتي توفر الاحتياجات الأساسية والاحتياجات اللازمة للرفاهية الكاملة للأطفال بلا مأوى وبلا عائلة.

ليس بالتكاثر وحده تستمر البشرية ولا بالتكاثر وحده تقاس قيمة الأفراد

يُساهم المثليين في المجتمع بطرق لا تُحصى، تماماً كأي شخص آخر. لا تقتصر قيمتهم وأدوارهم على ميولهم الجنسية، ويمكنهم أن يكونوا جزءاً من مجتمع أوسع يُسهم في دعم مستقبل البشرية بطرق غير إنجابية أيضاً من خلال العمل والعلم والفن والقيادة وغيرها. حيث أن المثليين طوال التاريخ البشري قد ساهموا في تطور شتى المجالات التي حسنت حياة الناس ودفعتها نحو التطور، شأنهم شأن كل فئات وأفراد المجتمع.

كما أن استخدام حجج التكاثر من أجل تعزيز الرفض والكراهية والعنف ضد المثليين وإنكار قيمتهم وحقوقهم كـ بشر، يعني أن قيمة الأفراد تأتي من التكاثر وحده، مما يعني أن أي فرد في المجتمع لا يستطيع التكاثر لأسباب جسدية أو بيولوجية أو مالية أو لاختيار شخصي بعدم الإنجاب، لا قيمة لهم وأنهم معرضون للتنكيل والكراهية والعنف بسبب أنهم لا يستطيعون أو لا يردون الانجاب.

يعني ايه ميول جنسية؟

الانجاب المفرط قد يهدد وجود البشرية وكوكب الأرض وليس المثلية الجنسية

بينما يعيش في عالمنا وعلى كوكبنا اليوم أكثر من 8 مليار إنسان، فإن في واقع الأمر، التكاثر المفرط أو معدلات المواليد المرتفعة قد يكون لها آثار خطيرة على مستقبل البشرية وكوكب الأرض وعلى بقاء الأجيال القادمة. حيث يُشكل النمو السكاني السريع ضغطًا هائلاً على الموارد الطبيعية كالمياه والغذاء والطاقة والأراضي. ومع ندرة الموارد، تزداد صعوبة القدرة على تلبية احتياجات عدد أكبر من السكان.

ويساهم التكاثر المفرط في تسريع تغير المناخ، والتسبب في عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. كما يؤدي الاكتظاظ السكاني إلى استنزاف الموارد، وتدني جودة الحياة بانخفاض كبير في مستويات المعيشة، والاضطرابات الاجتماعية، وزيادة عدم المساواة، وإشعال فتيل الصراعات. لذلك، تلجأ الحكومات إلى تنظيم الأسرة لإدارة النمو السكاني وضمان مستقبل أكثر توازنًا للبشرية.

وهذه معلومات مؤكدة وليست افتراضًا غير واقعيًا يتصور عالمًا أو بلدًا أو قريةً تسود فيها ميول جنسية معينة دون غيرها.

الخلاصة

المثلية الجنسية لا تُهدد الجنس البشري. فالعالم يتنوع في الميول الجنسية، واستمرار البشرية يتطلب أكثر بكثير من مجرد التكاثر من خلال الأزواج من جنسين مختلفين. فكل فئة مجتمعية – بغض النظر عن ميولها الجنسية – تلعب دورًا هامًا في نمو المجتمع واستدامته. ومن المهم اللجوء إلى المعلومات الحقيقية والمؤكدة وتجنب الافتراضات غير المنطقية عند مناقشة حقوق فئات مجتمعية معينة. الاعتراف بكافة فئات المجتمع ووقف الاضطهاد الذي تتعرض له وضمان حقوقها أسهل وأوقع وأكثر فائدة للمجتمع الأكبر وللدول وللعالم من الإنكار المبني على افتراضات وتصورات غير علمية وغير واقعية وغير منطقية.

هل المثلية مرض؟

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.