لا يوجد حتى الآن إجماع بين العلماء حول الأسباب الدقيقة للميول الجنسية للفرد سواء كان مغاير (رجل وامرأة)، أو مثلي (رجل ورجل)، أو مثلية (امرأة وامرأة)، أو مزدوج الميول الجنسية (رجل أو امرأة).
رغم أن العديد من الأبحاث قد بحثت في التأثيرات الجينية، والهرمونية، والتنموية، والاجتماعية، والثقافية المحتملة على الميول الجنسية، إلا أنها لم تُظهر أي نتائج تسمح للعلماء بمعرفة العوامل التي تحدد الميول الجنسية للفرد.
بالتالي، لا يوجد سبب محدد للميول الجنسية للفرد عامة، كما لا يوجد إثبات على أن التربية والجينات والهرمونات والثقافة المحيطة تؤثر على الميول الجنسية للفرد.
والخلاصة أنه لا يوجد سبب في كون الشخص مثلي، كما أن التربية لا علاقة لها بكون الشخص مثلي أم لا.
ما هي الميول الجنسية؟
تشير الميول الجنسية إلى نمط ثابت من الانجذابات العاطفية والرومانسية والجنسية تجاه الرجال أو النساء أو الاثنين أو عدم الانجذاب الجنسي أو العاطفي للآخرين مثل اللاجنسية واللاعاطفية. كما تشير الميول الجنسية إلى شعور الشخص بهويته بناءً على تلك الانجذابات، والسلوكيات المرتبطة بها، والانتماء إلى مجتمع يشكله الأفراد الآخرين الذين يتشاركون تلك الانجذابات.
عادةً ما تناقش الميول الجنسية ضمن ثلاث فئات الأكثر شيوعًا:
مغاير الجنس: الانجذاب العاطفي أو الرومانسي أو الجنسي تجاه أفراد من الجنس الآخر
مثلي/مثلية: الانجذاب العاطفي أو الرومانسي أو الجنسي تجاه أفراد من نفس جنسه
مزدوج/مزدوجات الميل الجنسي: الانجذاب العاطفي أو الرومانسي أو الجنسي تجاه كل من الرجال والنساء
تتواجد هذه المجموعة من الميول الجنسية بأشكال ومسميات مختلفة حسب الثقافة العامة حول العالم. كما تستخدم الشعوب مسميات مختلفة في وصف أصحاب الميول الجنسية السابقة مثل (مثلي، جاي Gay، ليز، لزبيان، Lesbian، مثلية، باي، بايسكشوال، مزدوج الميول الجنسية، ينفع للاتنين، وهكذا).
تختلف الميول الجنسية عن غيرها من مكونات الجنس والجندر، بما في ذلك الجنس البيولوجي (الخصائص التشريحية والفسيولوجية والجينية المرتبطة بكون الشخص ذكرًا أو أنثى أو انترسكس)، والهوية الجنسية (الشعور النفسي بكون الشخص رجلاً أو امرأة أو عدم الشعور بالانتماء إلى الاثنين)،* والدور الاجتماعي للجندر (المعايير الثقافية التي تُحدد السلوك الأنثوي والرجولي مثل التصرفات والمظهر).
يُناقش التوجه الجنسي عادةً كما لو كان سمة فردية فحسب، مثل الجنس البيولوجي أو الهوية الجنسية أو العمر. هذا المنظور غير مكتمل لأن التوجه الجنسي يُعرّف من حيث العلاقات مع الآخرين. يُعبّر الناس عن توجههم الجنسي من خلال سلوكياتهم مع الآخرين، بما في ذلك أفعال بسيطة مثل إمساك الأيدي أو التقبيل. وبالتالي، يرتبط التوجه الجنسي ارتباطًا وثيقًا بالعلاقات الشخصية الحميمة التي تُلبي احتياجات عميقة للحب والتعلق والحميمية. بالإضافة إلى السلوكيات الجنسية، تشمل هذه الروابط المودة الجسدية غير الجنسية بين الشريكين، والأهداف والقيم المشتركة، والدعم المتبادل، والالتزام المستمر.
لذلك، فإن التوجه الجنسي ليس مجرد سمة شخصية داخل الفرد. بل إن التوجه الجنسي للإنسان يحدد مجموعة الأشخاص الذين من المرجح أن يجد فيهم علاقات رومانسية مرضية ومثمرة تشكل عنصرا أساسيا في الهوية الشخصية لكثير من الناس.