أطياف

هل سبب المثلية التربية والأسرة؟

لا، المثلية الجنسية ليست نتيجة عن سوء التربية أو عن مشكلة أو صدمة حصلت أثناء الطفولة كما أنها ليست سبب المثلية.

هذه الخرافة المنتشرة لا أساس علمي لها ونشرها سببه الأفلام والمسلسلات ووسائل الإعلام وبعض الأطباء الذين يتربحون من المتجارة بخرافة “علاج المثلية” وساعد المجتمع الأكبر في نشر هذه الخرافة لأنها تعتبر تفسير عن وجود المثليين ومبرر للكراهية والرفض والعنف ضد المثليين، مما يجعل المؤسسات الدينية والحكومية تدعم هذه الخرافات لتبرير التنكيل بالمثليين.

كيف أثبتت الأبحاث العلمية أن المثلية الجنسية ليست نتيجة عن سوء التربية أو عن حادثة أو صدمة حصلت في الطفولة؟

التوجه الجنسي ليس نتيجة لأسلوب وطريقة التربية 

لا يوجد دليل علمي على أن أساليب التربية، أو بنية الأسرة، أو سلوك الوالدين تُحدد ما إذا كان الطفل سيكون مثليًا أو مثلية أو مزدوج الميول الجنسية أو مغاير أو لاجنسي أو غيرها من الميول الجنسية وطيفها الواسع والمتنوع.

ينتمي المثليين إلى عائلات متنوعة شأنهم شأن أي إنسان في العالم بغض النظر عن ميوله الجنسية، حيث قد تكون عائلاتهم صارمة، أو متساهلة، أو داعمة، أو مُهملة، أو مكونة من أب واحد أو أم واحدة نظرًا للانفصال أو السفر أو الوفاة لأحدها، أو عائلة من أب وأم موجودين وحاضرين، أو عائلة متدينة، أو عائلة غير متدينة، وكل ما بينهما أو غير ذلك.

لو كانت التربية هي السبب، كان سيوجد نمط ثابت لشكل العائلة التي يكون أحد الأبناء أو أكثر من ابن فيها مثليين أو مزدوجي التوجه الجنسي أو لاجنسيين أو غيرها ولكن لا يوجد نمط واحد ثابت ومحدد.

مما يعني أن طبيعة العائلة وشخصيات أفرادها وطريقة التربية لا تلعب أي دور في كون الشخص مثلي أو مغاير أو مزدوج الميول الجنسية أو لاجنسي أو غيرها.

صدمة الطفولة ليست سبب المثلية الجنسية

في حين أن الصدمة في الطفولة يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية، إلا أنها لا تُحدد التوجه الجنسي.

لم يتعرض العديد من المثليين لصدمات كبيرة أثناء نشأتهم، شأنهم شأن كافة أفراد المجتمع، ولا يزال العديد ممن تعرضوا لصدمات يبلغون ويصبحون مغايرين.

يشجع ويرسخ ربط الصدمة بالتوجه الجنسي الصور النمطية المؤذية ويساهم في رفض وكراهية المثليين وأحيانًا يشجع العنف ضدهم من عائلاتهم وأحبتهم ومن المجتمع الأكبر والمؤسسات الدينية والحكومية.

ما الذي يؤثر فعليًا على الميول الجنسية ويلعب سببًا فيها؟

لم يتوصل العلم إلى أسباب تفصيلية مؤكدة عن أسباب الميول الجنسية في المجمل سواء المغايرة أو المثلية أو ازدواجية الميول الجنسية، ولكن بعض الأبحاث تشير إلى تأثر الميول الجنسية بمجموعة من العوامل المعقدة والمتداخلة، منها:

الجينات (وُجدت بعض العوامل الوراثية في دراسات التوائم)

بيولوجيا ما قبل الولادة (مثل الهرمونات التي تلعب دورًا في تشكل الجنين داخل رحم الأم)

ولكن لا يوجد “سبب” واحد – فالميول الجنسية هي جزء طبيعي وعادي ومعقد في الهوية البشرية.

ما رأي المنظمات الطبية الرئيسية في أن المثلية الجنسية سببها التربية والأسرة؟

تتفق جميع المنظمات الطبية المهنية الرئيسية على هذه النقطة:

الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين American Psychological Association: “لا يوجد إجماع بين العلماء حول الأسباب الدقيقة التي تجعل الفرد يكون ميولا جنسية معينة سواء كان مغايرًا أو مزدوج التوجه الجنسي أو مثليًا أو مثلية… فالميول الجنسية ليست نتيجة تربية أو صدمة أو اختيار واعٍ أو قرار شحصي.”

الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics: “التوجه الجنسي ليس خيارًا، ولا ينتج عن تربية سيئة أو صدمة نفسية في الطفولة”.

لماذا تُعدّ خرافة “سوء التربية” مؤذية؟

يؤدي الاعتقاد بأن كون الشخص مثليًا أو مثلية ناتج عن تربية سيئة أو صدمة نفسية إلى:

  • يُوصم المثليين باعتبار هويتهم نتيجة خلل وظيفي أو سلوكي أو نفسي.
  • يدفع المثليين إلى كراهية أنفسهم ورفض ميولهم الجنسية الطبيعية مما يؤثر على صحتهم النفسية ويعيقهم من عيش حياتهم بشكل طبيعي.
  • يُلقي باللوم ظلمًا على الآباء، وخاصة الأمهات، على أمر طبيعي لا يخضع لسيطرتهم ولا دخل لهم به.
  • يشجع ممارسات ضارة غير علمية مثل “العلاج التحويلي” أو “علاج المثلية”، الذي أُدين على نطاق واسع وثبت أنه يُسبب ضررًا نفسيًا بالغًا مثل الاكتئاب الحاد والميول الانتحارية والانتحار الفعلي.

الخلاصة:

المثلية الجنسية ليست مشكلة وليست نتيجة عن سوء التربية أو الصدمة النفسية في مراحل الطفولة والنشأة والبلوغ.

المثلية الجنسية جزء طبيعي من التنوع البشري. لطالما وُجد المثليين، عبر الثقافات والتاريخ، وأثروا فيه وأثروه بإبداعهم ومعرفتهم وشخصياتهم المحبة والمعطاءة مثلهم مثل كافة أفراد وفئات المجتمع.

كما أن المثليين يزدهرون في عائلات مُحبة وداعمة ومتقبلة – تمامًا مثل أي شخص آخر، وتقبل المثليين وفهمهم يقلل من ثقافات الكراهية والعنف ويحميهم من الأضرار النفسية والجسدية الجسيمة الناتجة عن كراهية النفس وكراهية الغير والتنكيل والقمع المؤسسي والحكومي.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.