في سيرته الذاتية المتخيلة Salvation Army «جيش الخلاص» الذي صدر عام (2013)، يروي الكاتب المغربي عبد الله الطايع قصة عبد الله المراهق الذي يقيم مع عائلته الكبيرة والمتواضعة في حي شعبي في الدار البيضاء.
تتكون شخصية عبد الله الحساسة والهشة في ظل حضور أنثوي وازن وصورتين رجوليتين: إحداهما عنيفة وذكورية تعود للأب، وأخرى هادئة ومغرية تعود إلى الأخ الأكبر الذي يكن له شغفاً حقيقي.
يرسم الكتاب والفيلم معاً شخصيات متناقضة تتفاعل وقف سلسلة متداخلة من العنف المستمر داخل المجتمع المغربي حيث الكل ضحية وجلاد في آن واحد.
تفضح علاقة عبد الله الشاب بعشيقه السويسري التوتر الحاصل بين الغرب والعرب، بين الأغنياء والفقراء، وبين المغاربة أنفسهم، بين من نجح في تخطي البؤس، ومن بقي مكبلاً بواقعه الاجتماعي.
وتكمن أهمية ما أنتجه ولا زال ينتجه عبد الله الطايع في كسر تصوير المثلية الجنسية على أنّها «شر» يصّدره الغرب «الإمبريالي».
حيث يرى الطايع مستنداً إلى سلسلة من المعطيات السوسيوتاريخية أن رهاب المثلية هو ما يعد «إمبريالياً» واستعمارياً، فالقوانين التي تجرم المثلية في العالم العربي تم استيرادها فقط من خلال المستعمرات البريطانية ونحن ما زلنا بقايا هذا الإرث.
فيلم جيش الخلاص… تجربة سينمائية مثلية غير مسبقولة في المغرب
الفيلم من تأليف وإخراج عبد الله الطايع، كما تجدر الإشارة إلى أنه الكاتب المغربي الأول الذي يجاهر بمثليته ويناضل ضد رهاب المثلية والعنف الممارس، ليس فقط على المثليين، بل ضد كل أشكال العنف الذي يتعرض له المجتمع المغربي وينتجه أيضاً.
حصد الفيلم عدة جوائز سينمائية منها جائزة لجنة التحكيم الكبرى: فيلم روائي فرنسي بمهرجان أنجيه السينمائي، وجائزة البرمجة الخاصة للإنجاز الفني بمهرجان أوتفيست السينمائي، وجائزة أفضل فيلم روائي أول بمهرجان ديربان السينمائي الدولي.