أطياف
المثليين في مصر

خرافة “علاج” المثلية… آخر اعتداءات الكنيسة الإنجيلية على المثليين في مصر

تداولت عدة وسائل إعلامية محلية في مصر منذ أيام أخبار عن إطلاق الكنيسة الإنجيلية في مصر والتي تعتبر الأبرز في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ما أسمته مدرسة «التعافي» من المثلية الجنسية ضمن سلسلة اعتداءات الكنيسة وكراهيتها وممارستها للعنف ضد المثليين في مصر.

ويقيم على تلك المدرسة رجل دين وهو القس طوني جورج، ويصف طوني نفسه بـ«المختص» عند حديثه عن خرافة علاج المثلية مما يعطي انطباع أنه مختص نفسي في حين أنه متحدث تحفيزي ومختص ديني فقط.

يقوم القس طوني جورج بتلوين نظرته الدينية التقليدية لمجتمع المثليين بالعلوم النفسية والطبية محاولاً خلق دعم شرعي لمنظوره الذي لا أساس له مستخدمًا ألفاظًا مثل «خطية» و«توبة» و«الطبيعة التي خلق الله عليها» البشر وأن «كل ما هو خارج علاقة الرجل بامرأته كزوجة هو خطية».

كما يخلط طوني بين الهوية الجندرية والميول الجنسية، مما يدلل على طبيعة تفكير رجل الدين طوني جورج، وينفي عنه أي معرفة أو اختصاص نفسي أو علمي موثوق يستند إلى أسس حقيقية مثبتة.

ومن الكارثي معرفة أن القس طوني جورج لا يصدر نفسه كمعالج نفسي فيما يخص خرافة علاج المثلية فحسب، بل يصل الأمر إلى تكوين جمعيات تأخذ طابع طبي علاجي تعمل على علاج الإدمان.

وتعتبر هذه الجمعيات أن العلاقات الجنسية ومشاهدة الأفلام الجنسية للمغايرين مرض بحاجة إلى علاج ويندرج تحت الإدمان.

مما يؤكد أن طوني جورج ومن معه يعملون على أساس خلفيتهم ومعتقداتهم الدينية وليس ثمة أي سند علمي أو طبي يستندون إليه.

وتنشط تلك الجمعيات في محافظات مصرية مختلفة وتؤسس لتيارات من مروجي وممارسي المعلومات والسلوكيات المغلوطة بهدف علاجي والتي تسبب كوارث عند الضحايا الذين يتعرضون لها ليس فقط في مصر بل وفي شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وتجذب تلك التيارات المغلوطة بممارستها الإجرامية رجال دين أو مهتمين ومختصين نفسيين حقيقيين.

ما سبق ينفي الجدوى عن ما تقوم به تلك الجمعيات المسيحية سواء التي يقف وراءها طوني جورج أو غيره من رجال الدين والتي تأخذ طابع طبي علاجي، حيث يوجد من هذه الجمعيات العشرات.

كما يثبت أن رجال الدين تمادوا من تعريف بعض الأفكار والممارسات والهويات الطبيعية بالخطيئة إلى تعريفها بالمرض الذي يمكن أن يعالج واستعانوا بالآراء القديمة التي لا أسس علمية لها.

كون أن هذه الأفكار والممارسات خرجت عن أطباء نفسيين من خلفيات دينية مسيحية عند نشأة الطب النفسي قبل أن ينفصل عن التحيز للآراء الدينية والمجتمعية السائدة حينها لتدعيم توجهاتهم وممارستهم الكارثية، وهو ما يحدث الآن ومنذ سنوات في تعاملهم مع طبيعة مجتمع المثليين.

الكنيسة الإنجيلية اعتادت شن هجمات ثقافية وسلوكية ضد المثليين في مصر

ويأتي ذلك الاعتداء المباشر من الكنيسة الإنجيلية على مجتمع المثليين ضمن سلسلة اعتداءات ممنهجة تتبعها الكنيسة منذ سنوات عدة.

وظهر ذلك في تعبير رئاسة الطائفة الإنجيلية في عشرات المناسبات على فترات قصيرة آخرهم منذ أسابيع عن رفضها لحقوق مجتمع المثليين وخاصةً زواج المثليين وتقلد أو رسامة أشخاص مثليين في المناصب الكهنوتية أو الدينية، كما ترفض الكنيسة الإنجيلية رسامة النساء أيضًا.

تعادي الكنيسة الإنجيلية مجتمع المثليين من خلال العظات التي تقدم في مختلف الكنائس التابعة للطائفة والتي تحرض على كراهية ورفض المثليين.

يعتبر ترويج كنائس الطائفة ودعهما لخرافة علاج المثلية والممارسات الإجرامية التي تهدف إلى تغيير الميول الجنسية المثلية بل رعايتها وتقديمها الأقسى والأبشع على الإطلاق.

لما لهذه الممارسات من آثار مدمرة على نفس وجسد الضحايا الذين يتعرضون لها من مجتمع المثليين، ويزيد من المعاناة التي يتعرضون لها بالفعل.

خاصةً وأن فئة كبيرة ممن يخضعون لتلك الممارسات الإجرامية مراهقين وقصر ويخضعون لها بضغط وإجبار من العائلة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.