فيلم تاريخ الصوت: قصة حب مثلية مثقلة بالصمت والموسيقى والذكريات

تاريخ الصوت The History of Sound هو فيلم درامي رومانسي تاريخي مثلي من تأليف الجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس.

الفيلم مقتبس عن قصة قصيرة كتبها الأمريكي بن شاتوك ونُشرت لأول مرة عام 2018.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ78 في 21 مايو 2025، حيث نافس على جائزة السعفة الذهبية.

الفيلم من بطولة الممثل الإيرلندي بول ميسكال والبريطاني جوش أوكونور، حيث يقدمون أدوار ليونيل وديفيد على التوالي، وهما شابين تجمعهما علاقة تتشكل من خلال الموسيقى، والصمت، والمسافات في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن العشرين.

من قصة قصيرة إلى الشاشة الكبيرة

اكتشفت شركة الإنتاج End Cue القصة الأصلية في مجلة أدبية مغمورة، وأقنعت الكاتب بن شاتوك بتحويلها إلى سيناريو.

استغرق تطوير المشروع سنوات، تأثر خلالها بجائحة كوفيد-19، وتعارض الالتزامات الخاصة بفريق العمل، وصعود نجومية أبطاله. 

رغم التأجيلات المتكررة، ظلت الرؤية قائمة. وفي أوائل 2025، حصلت شركتي الإنتاج السينمائي Mubi وFocus Features / Universal Pictures على حقوق التوزيع في أمريكا الشمالية والعالم.

قصة الفيلم عن حب محفور في الأغاني والصمت

تدور أحداث الفيلم بين عامي 1917 وبداية العشرينيات، حول ليونيل (ميسكال)، شاب خجول من كنتاكي يمتلك “سينستيزيا” (يرى الألوان من خلال الأصوات)، وديفيد (أوكونور)، شاب ميسور الحال من رود آيلاند.

يلتقي الشبان في معهد بوسطن الموسيقي، ويجمعهما الشغف بالموسيقى الشعبية. بعد الحرب العالمية الأولى، ينطلقان في رحلة عبر ولاية مين لتسجيل الأغاني الشعبية الأمريكية، مستخدمين أسطوانات شمعية، وجامعين ذكريات وعواطف غير قابلة للنسيان.

تُروى الرومانسية بينهما بهدوء وحنان، وتتحدى التوقعات في محاولة لتجنب الصور النمطية المأساوية عن تجارب المثليين والكويريين في هذه الفترة الزمنية.

كما أشار المخرج هيرمانوس: “لا تدور قصة الفيلم حول استكشاف الميول الجنسية المثلية وإعلانها، أو الشعور العار والتخفي. بل تركز على حب موجود ببساطة.”

الإنتاج: طريق طويل، وشغف مستمر

بدأ التصوير في فبراير 2024، بعد تأجيلات نتيجة تضارب الجداول الزمنية وأعمال المخرج السابقة. صُوّر الفيلم في ماساتشوستس، نيوجيرسي، ولاحقًا في إيطاليا. الأجواء البصرية للفيلم تتميز بالطبيعة الخشبية والألوان الترابية، وتعكس رومانسية الزمن البعيد.

تعلم الممثل جوش أوكونور عزف البيانو، بينما تدرّب بول ميسكال على لهجة سكان ولاية كنتاكي وتاريخ الأغاني الشعبية خلال تصويره فيلم Gladiator II، والذي كان من أبرز أفلام عام 2024.

ردود النقاد على الفيلم متباينة

رغم ترشيحه في كان، تلقى الفيلم آراء متباينة:

• Rotten Tomatoes: تقييم إيجابي بنسبة 68%.
  
• Metacritic: 63/100، مما يشير إلى “تقييمات إيجابية بشكل عام”.
  

ركزت الإشادات على جمال الصورة، والكيمياء الهادئة بين بطلي الفيلم ميسكال وأوكونور، واستخدام الموسيقى كعنصر سردي.

بينا تمحورت الانتقادات حول افتقار الفيلم إلى العاطفة الحية، كما وصفه البعض بأنه “نسخة باهتة” من فيلم المثليين الكلاسيكي Brokeback Mountain.

يقدم الفيلم الموسيقى كـ ذاكرة

تشكل الموسيقى جوهر الفيلم، من خلال تعاون بين المؤلف أوليفر كوتس والمغني سام آميدون. من خلال أغاني مثل “Silver Dagger”، يتم التعبير عن مشاعر لا تصفها الكلمات.

“القصة بحد ذاتها تشبه أغنية شعبية”، كما يوضح مخرج الفيلم أوليفر هيرمانوس. “ليس مجرد فيلم عن الموسيقى، بل هو نفسه موسيقى.”

قصة حب خفية… لكنها مؤثرة

ما يميز فيلم “تاريخ الصوت” ليس الصخب بل صمته. إنه فيلم عن الحب غير المعلن، عن النظرات والذكريات والقرارات التي تفصل بين الناس.

“هذه قصة حياة ليونيل. الحب الذي شكّله، لم يعرّفه بالكامل. لكن صداه باقٍ.”، يقول الممثل بول ميسكال.

بين الرومانسية والحنين، يطرح الفيلم سؤالًا كبيرًا: ماذا تبقى من حب لم يُعاش كاملًا؟

وربما، كما تقول إحدى شخصيات الفيلم، “السعادة ليست قصة”، ولهذا فإن الفيلم يتحدث عن الحنين أكثر من السعادة.

من المقرر طرح فيلم “تاريخ الصوت” في دور السينما في وقت لاحق من هذا العام عبر شركة ومنصة Mubi المختصة في إنتاج وعرض الأفلام السينمائية.