نانسي عجرم والمثليين – في منتصف أغسطس 2018، وجدت النجمة اللبنانية نانسي عجرم نفسها وسط موجة من الجدل بعد مشاركتها في مهرجان”يوبتوري الثقافي” في مدينة غوتنبرغ السويدية، الذي صادف انعقاده مع أسبوع الفخر الأوروبي (EuroPride). الحدث، الذي يُعد من أكبر احتفالات دعم مجتمع الميم (LGBTQ+) في أوروبا، شهد جدلاً واسعاً بعد تداول تقارير تفيد بطلب نانسي إزالة أعلام قوس قزح من مسرح الحفل.
الادعاءات: طلب إزالة الأعلام وتقييد دخول المثليين
وفقاً لتقارير صحافية، أبرزها ما نشرته الصحافية اللبنانية يمنى فواز، تم منع دخول أعلام الفخر إلى حفل نانسي الذي حضره أكثر من 90 ألف شخص في 17 أغسطس، وهو ما أثار موجة انتقادات حادة. وأشارت فواز إلى أن المعلومات وصلت إليها من “زملاء صحافيين في السويد”، مؤكدة أنها لم تكن بصدد مهاجمة الفنانة شخصياً.
التقارير زعمت أن فريق نانسي عجرم أو مدير أعمالها جيجي لامارا هو من أصدر تعليمات بمنع الأعلام، ما أعطى انطباعاً بأن الفنانة تتخذ موقفاً سلبياً تجاه جمهورها المثليين وأفراد مجتمع الميم من حضور الحفل.
نانسي ترد عبر تويتر: لا علاقة لي بقرار المنظمين
بعد أيام من الصمت، خرجت نانسي عن صمتها في تغريدات نشرتها يوم 22 أغسطس 2018 عبر حسابها الرسمي على تويتر، لتوضح ملابسات ما حدث:
“بعد الضجة التي أثيرت حول حفلي في السويد وما رافقه من اتهامات، يهمني توضيح نقطة أساسية جداً وهي أنني وإدارة أعمالي لا علاقة لنا على الإطلاق بموضوع أعلام المثليين، وأن إزالة الأعلام تم بقرار من منظم الحفل وليس منا أبداً.”
“يهمني أيضاً أن أوضح لمرة واحدة وأخيرة أنني أحترم خيارات جميع الناس من دون أي تفرقة أو تمييز، ولم أكن يوماً في موقع الإدانة أو إطلاق الأحكام المسبقة على أي كان.”
ردود الفعل: انقسام بين الدعم والنقد
رد نانسي أثار ردود فعل متباينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
البعض رأى في توضيحها احتراماً لحقوق الأفراد وحرصاً على عدم الإساءة، واعتبر أن المسؤولية تقع على الجهة المنظمة.
آخرون اعتبروا التصريح متناقضاً، حيث علقت إحدى المتابعات: “هي بتحب الجميع وتحترم الجميع، لكن لا تدعمهم.”
مغرد آخر كتب: “المثلية ليست خياراً يا نانسي، بل هوية.”
كما علّق مستخدمون على سلوك إدارة أعمالها، مشيرين إلى أن هذه ليست الحادثة الوحيدة التي أثارت فيها نانسي أو فريقها الجدل في مناسبات دولية، في إشارة إلى حفلات سابقة في المغرب وغيرها.

الجدل بين الفن وحقوق الإنسان
القضية أثارت نقاشاً أوسع حول موقف النجوم في الدول الناطق من قضايا مجتمع الميم، خاصة عند مشاركتهم في فعاليات دولية تتزامن مع مناسبات تدعم حقوق الأفراد المضطهدين والمهمشين من مجتمع الميم.

الجدل مستمر والتواصل مطلوب
سواء كانت نانسي عجرم مسؤولة مباشرة عن القرار أو لا، فإن الحادثة أضاءت على هشاشة العلاقة بين الفن العربي وحقوق الإنسان العالمية. ومع تزايد مشاركة الفنانين العرب في محافل دولية، تبدو الحاجة ملحة لفهم أعمق للسياق الحقوقي والثقافي في هذه الفعاليات.
إن احترام التنوع لا يقتصر على التصريحات التجميلية، بل يتطلب وعيًا عمليًا ينعكس في السلوك والمواقف، خاصة عندما تكون المنصة عامة ومفتوحة لكل الفئات.