أطياف
مثلية

ديزني تقدم أول شخصية مثلية رئيسية في أفلامها من خلال Jungle Cruise

في تطور لافت لمسار التنوع والتمثيل في أفلام الرسوم المتحركة والسينما العائلية، أعلنت شركة “ديزني” في أغسطس 2018 عن اختيار الممثل والكوميديان البريطاني جاك وايتهاول (Jack Whitehall) لأداء دور أول شخصية مثلية الجنس رئيسية في أحد أفلامها الجديدة بعنوان Jungle Cruise، المقرر طرحه عام 2019.

الفيلم، الذي يجمع بين النجمين دواين جونسون (The Rock) وإيميلي بلنت (Emily Blunt)، يستند إلى لعبة شهيرة في متنزهات ديزني الترفيهية، وينتمي إلى فئة المغامرات العائلية. ويؤدي وايتهاول دور “شقيق الشخصية الرئيسية” التي تجسدها بلنت، ويُقدم كشخصية كويرية علنية.

خطوة نحو تمثيل أوسع في أفلام ديزني

اختيار شخصية رئيسية مثلية في فيلم ضخم من إنتاج ديزني يُعد خطوة بارزة نحو مزيد من التمثيل العادل لمجتمع الميم (LGBTQ+) في السينما العائلية، خاصة أن ديزني تُعد من أبرز الشركات التي تخاطب الأطفال والعائلات حول العالم.

يُذكر أن ديزني تعرضت خلال الأعوام الماضية لانتقادات كثيرة بسبب افتقار أفلامها لتمثيل واضح وصريح للشخصيات المثلية أو العابرة جندريًا، وغالبًا ما كانت تكتفي بإشارات رمزية أو شخصيات ثانوية تُقرأ ضمنيًا كمثلية دون إعلان صريح.

الجدل: لماذا ممثل مغاير الجنس؟

رغم أن الإعلان لقي ترحيبًا في أوساط المدافعين عن التنوع، إلا أنه أثار أيضاً موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن اختيار ممثل مغاير الجنس (Heterosexual) لأداء دور مثلي الجنس يُعد استحواذاً ثقافياً وفرصة ضائعة لإعطاء الدور لممثل ينتمي فعليًا للمجتمع الكويري.

ومن أبرز المنتقدين كان الممثل والنشاط الحقوقي عُمر الشريف جونيور، حفيد النجم المصري العالمي عمر الشريف. وقد أعرب عن استيائه من قرار ديزني، معتبرًا أن “تمثيل الأقليات يجب أن يشملهم فعليًا، لا أن يُمنح لممثلين لا يعيشون واقع هذه الهوية”.

هل تُعد ديزني متأخرة في هذا المسار؟

مقارنةً بشركات إنتاج أخرى، لا تزال ديزني تُتهم بأنها تتحرك ببطء في مجال تمثيل الأقليات الجنسية والجندرية، خاصة في أسواقها الأساسية في الشرق الأوسط وآسيا، حيث غالبًا ما تتجنب إثارة الجدل المحلي المرتبط بالمثلية.

في المقابل، شركات مثل Netflix وAmazon Prime قطعت شوطًا أطول في عرض شخصيات كويرية متعددة الأبعاد ضمن أعمالها الأصلية، في حين لا تزال ديزني تحاول الموازنة بين صورتها المحافظة والضغوط التقدمية المتزايدة من جمهورها العالمي.

تمثيل مجتمع الميم في الإعلام: لماذا هو مهم؟

تؤكد دراسات متعددة أن التمثيل الإيجابي والمتنوع لمجتمع الميم في وسائل الإعلام يساهم في:

  • تقليل التحيزات والأفكار النمطية
  • تعزيز قبول الذات لدى الشباب الكويري
  • تحسين الصحة النفسية وتقليل معدلات الاكتئاب والعزلة

وقد نشرت منظمة GLAAD، التي ترصد تمثيل مجتمع الميم في الإعلام، تقريرًا يُظهر أن 20% من الجمهور الأمريكي بين عمر 18-34 يتعرفون بأنهم LGBTQ+، مما يجعل من الضروري أن تعكس الأعمال الفنية هذا التنوع المتزايد.

بين التقدير والتحفظ، النقاش مستمر

خطوة ديزني نحو إدخال شخصية مثلية رئيسية إلى عالمها السينمائي هي بلا شك تطور إيجابي يُحسب لها، لكنه في الوقت ذاته يفتح نقاشًا ضروريًا حول من يحق له تجسيد هذه الشخصيات، وكيف يتم ذلك دون إقصاء الهويات الأصلية.

في ظل تغير السياقات الاجتماعية وزيادة الوعي الحقوقي، يبدو أن أمام ديزني وباقي عمالقة الصناعة فرصة ذهبية لإعادة تعريف التمثيل، ليس فقط كمظهر خارجي، بل كقيمة أصيلة تنبع من الداخل.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.