أطياف
خالد أبو النجا

خالد أبو النجا يجدد دعمه لحقوق المثليين ويشعل النقاش مجددًا في مصر

في ظل استمرار التجاهل القانوني والوصم الاجتماعي الذي يطال مجتمع الميم (LGBTQ+) في العديد من الدول الناطقة بالعربية، عاد اسم الممثل المصري خالد أبو النجا ليتصدر المشهد بعد تصريحاته الأخيرة الداعمة لحقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والترانس، مما أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في مصر.

خالد أبو النجا يتحدث مجددًا عن المثلية: “صفة طبيعية وليست مرضًا ولا حرامًا”

في 26 سبتمبر 2018، كتب خالد أبو النجا عبر حساباته الرسمية منشورًا صريحًا جاء فيه:

“للمرة الألف.. علم الرينبو لا يمثل غير حقيقة مؤكدة علميًا، وهي أن هناك أطيافًا للحب كما النور بأطيافه.. مطاردة هذا العلم عك”.

وأضاف:

“المثلية ليست اختيارًا ولا مرضًا ولا انحرافًا سلوكيًا ولا حرامًا… المثلية صفة لمن يولد بجينات انجذاب معكوسة لنفس الجنس بدلاً من الجنس الآخر. فهي كما تولد ببشرة سمراء أو شعر أشقر، ليست اختيارًا ولا مرضًا، وهي صفة لهذه الطبيعة – ولو أنها نسبة صغيرة – وليست الفعل الجنسي بالمناسبة، لذلك فهي ليست حرامًا. فهم خلق الله. إنقاذ حياة شاب مثلي واجب. #كفاية_عك”.

ردود فعل واسعة في الشارع المصري والعربي

تفاوتت ردود الفعل على ما كتبه النجم المعروف بمواقفه الجريئة. فبينما رحب البعض بتجديد خالد أبو النجا الحديث عن قضايا حقوق الإنسان وحقوق المثليين، شنَّ آخرون هجومًا حادًا عليه، موجهين له اتهامات بنشر “الانحلال” أو معاداة “الهوية الدينية”، في مشهد يعكس حجم الانقسام المجتمعي حول قضايا الهوية الجنسية.

وكان أبو النجا قد سبق له في 14 أغسطس من العام نفسه أن كتب تغريدة قال فيها:

“أنا أقول ما يمليه عليّ ضميري، أن تُفرق في حق المثليين أن يعترف بوجودهم المجتمع هو بالضبط كأنك تُفرق بين من وُلد ببشرة سوداء! المثليين وُلدوا بميول رومانسية لنفس الجنس وهذا موثق علميًا الآن، ومؤكد ككروية الأرض! الجهل بهذه الحقائق هو ما ينقص المجتمع لفهم ما يعانيه المثليين”.

العلم يدعم ما قاله أبو النجا: المثلية ليست خيارًا

تصريحات أبو النجا تستند إلى إجماع علمي دولي تقره مؤسسات مثل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (APA) ومنظمة الصحة العالمية، التي رفعت المثلية الجنسية من قوائم الأمراض النفسية منذ عام 1990. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن المثلية ترتبط بعوامل بيولوجية وجينية وهرمونية، ولا يمكن تغييرها عبر العلاج أو القمع.

مصر ومجتمع الميم: قمع متواصل رغم الغياب القانوني

رغم أن القانون المصري لا يجرم المثلية الجنسية صراحة، إلا أن السلطات غالبًا ما تستخدم تهمًا مثل “الفجور” أو “التحريض على الفسق” لملاحقة المثليين.

ومن أشهر الحملات الأمنية كانت تلك التي تلت رفع علم قوس قزح في حفل فرقة مشروع ليلى في القاهرة عام 2017، حيث تم اعتقال العشرات، من بينهم الناشطة سارة حجازي.

دعم فني نادر في مواجهة الصمت

يُعد خالد أبو النجا من قلائل الفنانين في الدول الناطقة بالعربية الذين يتحدثون بصراحة عن قضايا مجتمع الميم، إلى جانب أسماء مثل المغنية اللبنانية إليسا، رغم أن الأغلبية تلتزم الصمت خوفًا من الهجوم الإعلامي أو فقدان شعبيتها.

هل يتغير الخطاب المجتمعي؟

في وقت يحتاج فيه المثليين في الدول الناطقة بالعربية إلى الدعم، تُشكل تصريحات مثل تلك التي أدلى بها خالد أبو النجا بارقة أمل في مسار التغيير الثقافي والمجتمعي.

وبينما لا يزال الطريق طويلاً، فإن مجرد وجود نقاش علني – ولو محتدمًا – هو بحد ذاته خطوة نحو الاعتراف، والفهم، والقبول.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.