أطياف
مثليين

عرض فيلم المثليين الهندي Ka Bodyscapes الممنوع بعد إلغاء تجريم المثلية

بداية جديدة للسينما الهندية بعد إلغاء تجريم المثلية

في تحول جريء يعكس ملامح جديدة للسينما الهندية، بدأ عرض فيلم المثليين Ka Bodyscapes في صالات العرض المحلية بعد صراع قانوني دام أكثر من عامين.

الفيلم، الذي أُنتج عام 2015 وتم الانتهاء منه عام 2016، تعرض لحظر من قبل “مجلس الرقابة على الأفلام” في الهند، بسبب محتواه الذي يدور حول العلاقات المثلية.

لكن بعد صدور قرار المحكمة العليا الهندية بإلغاء تجريم المثلية في سبتمبر 2018، أعيد النظر في الفيلم، وتم السماح بعرضه.

قصة الفيلم: حب، وتمرد، وحرية

يروي الفيلم، الذي أخرجه المخرج المستقل جيان شيريان، قصة ثلاثة شبان يعيشون في ولاية كيرالا: الرسام المثلي الحرّ هاريس، ولاعب الكابادي القروي فيشنو، والناشطة سيا التي ترفض الامتثال لقواعد الأنوثة التقليدية.

في مجتمع تطغى عليه القيم المحافظة والتسلط الديني، يحاول الأبطال الثلاثة إيجاد مكان لأنفسهم لتحقيق الحرية والحب والتعبير عن الذات.

يركّز الفيلم على العلاقة الحميمة التي تنشأ بين هاريس وفيشنو، رغم انتمائهما لبيئات دينية واجتماعية مختلفة، فالأول مسلم والثاني هندوسي ينتمي لعائلة مرتبطة بتنظيم يميني متشدد.

يرغب هاريس في إقامة معرض بعنوان Ka Bodyscapes باستخدام فيشنو كنموذج لرسوماته الجسدية التي تُعبّر عن الحب المثلي، لكن الأمر يصطدم بجدران التعصب المجتمعي.

الرقابة والجدل السياسي حول المثليين

واجه الفيلم معارضة شديدة من “مجلس الرقابة المركزي للأفلام” (CBFC) الذي رفض منحه شهادة العرض، مبرّرًا قراره بأن الفيلم:

  • يُمجّد العلاقات المثلية
  • يحتوي على مشاهد عُري فني
  • يُسيء للهندوسية، خصوصًا بتصوير إله هانومان في سياق مثلي
  • يعرض مشهدًا لفتاة مسلمة تمارس العادة السرية
  • يستخدم لغة اعتُبرت مسيئة

ورغم الطعن القضائي الذي قدمه المخرج، استمر المجلس في رفضه، مما أدى إلى حملة دعم واسعة من المدافعين عن الحريات الفنية في الهند وخارجها. وصرّح شيريان: “السينما المستقلة تموت عندما تُقابل بالإسكات والقمع. الفن هو سلاحنا الوحيد للمقاومة.”

رمزية الشخصيات والصراع المجتمعي

يُعتبر الفيلم نقدًا مفتوحًا للتغيرات الاجتماعية والسياسية في الهند، خصوصًا تصاعد خطاب الكراهية ضد المثليين ومجتمع الميم، وتراجع الحريات الفردية في ظل نمو التيارات الدينية المتشددة.

كما يجسد الصراع بين هاريس وفيشنو التوتر بين الرغبة في التعبير عن الذات من جهة، والخوف من النبذ المجتمعي من جهة أخرى. يتمسك هاريس بأحقيته في التعبير كفنان وكمثلي، بينما يحاول فيشنو التوفيق بين مشاعره وانتمائه العائلي المحافظ.

أهمية فيلم Ka Bodyscapes في المشهد السينمائي الهندي

يُعد الفيلم من أوائل الأفلام الهندية التي تتناول المثلية الجنسية بصراحة وواقعية بعيدًا عن السخرية أو السطحية، ما يجعله علامة فارقة بعد إلغاء المادة 377 من قانون العقوبات الهندي، والتي كانت تُجرّم العلاقات المثلية.

أداء الممثلين الجدد راجيش كانان (في دور فيشنو) وجيسون جاكوب (في دور هاريس) لاقى إشادة كبيرة، حيث تمكنوا من تجسيد المعاناة والتمزق الداخلي للشخصيات بواقعية عالية.

خطوة جريئة نحو حرية التعبير

يشكل عرض Ka Bodyscapes محطة مهمة في تاريخ السينما الهندية المستقلة، حيث يفتح الباب أمام نقاشات ضرورية حول الحرية، والهوية، والجندر.

إنه ليس مجرد فيلم، بل فعل مقاومة في وجه الرقابة والعنف الرمزي.

ويُتوقع أن يُحدث الفيلم صدى واسعًا في الأوساط الحقوقية والفنية، كما قد يشجع صنّاع السينما على إنتاج محتوى أكثر جرأة وإنسانية.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.