أطياف
Beach Rats

فيلم المثليين Beach Rats: سوداوية استكشاف الهوية والضياع في مراهقة مضطربة

فيلم ينتظر الكثير من الجدل والتأمل

في 3 أغسطس 2017، أعلنت شركات التوزيع السينمائي عن الموعد الرسمي لعرض فيلم “Beach Rats” في صالات السينما الأمريكية، حيث تقرر إطلاقه يوم 25 أغسطس الجاري.

الفيلم الذي أخرجته إليزا هيتمان Eliza Hittman يُعد أحد أكثر الأعمال المرتقبة لهذا الصيف، خاصة بعد أن جذب الانتباه في المهرجانات السينمائية الكبرى ونال جائزة أفضل إخراج في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2017.

يُطرح الفيلم كدراما نفسية تدور في أحياء بروكلن، ويستعرض عبر عدسة قاتمة حياة شاب يعيش تمزقًا داخليًا بين هويته الجنسية ومحيطه الاجتماعي والأسري المحافظ.

القصة: ضياع المراهق في بحر الهوية

يروي الفيلم قصة فرانكي، شاب في أواخر سنوات المراهقة يعيش في بروكلن مع والد مريض وأم تضغط عليه للعثور على “صديقة مناسبة”.

بينما يبدو من الخارج فتى طبيعيًا، يعيش فرانكي صراعًا داخليًا مع ميوله الجنسية التي يحاول إنكارها أو إخفاءها.

يقضي فرانكي وقته بين التدخين وتعاطي الحبوب والملاكمة، ولكنه في الخفاء يدخل مواقع دردشة للقاء رجال أكبر سنًا.

تتطور القصة عندما يتورط في علاقة مع امرأة خلال رحلة بحرية، بينما يستمر في اصطياد الرجال والتورط في علاقات سرية تُشعره بالقلق والخزي.

في قلب هذه الازدواجية يعيش فرانكي أزمة هوية قاسية تزداد تعقيدًا كلما اقترب من الانكشاف أمام محيطه.

أسلوب إخراجي سوداوي وأداء تمثيلي لافت

استطاعت المخرجة إليزا هيتمان أن تُقدم معالجة واقعية وحادة لموضوع حساس عبر أجواء بصرية قاتمة واستخدام مكثف للضوء الطبيعي والكاميرا المحمولة.

تميز أداء الممثل هاريس ديكنسون Harris Dickinson، الذي جسد دور فرانكي، بقدرته على التعبير الصامت عن الألم النفسي والخوف والانكسار الداخلي. أداءه الصادق والحساس أكسب الفيلم عمقًا وجاذبية خاصة، وجعل من الشخصية حالة سينمائية مؤثرة يصعب نسيانها.

مقارنة بفيلم Moonlight: دراما أكثر سوداوية

رغم أن المقارنة بفيلم Moonlight الحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم عام 2016 تبدو تلقائية، إلا أن النقاد يجمعون على أن “Beach Rats” يذهب إلى أماكن أكثر ظلمة وسوداوية.

ففي حين كان Moonlight فيلمًا شاعريًا عن النمو والهوية، فإن “Beach Rats” هو تأمل مؤلم في قمع الذات والانزلاق إلى العنف الذاتي والمجتمعي نتيجة الخوف من الرفض.

الفيلم لا يُقدم إجابات سهلة، بل يطرح الأسئلة الصعبة حول ما يعنيه أن تكون شابًا مثليًا في بيئة لا تقبل الاختلاف، دون أن يضع أي بطل في صورة الضحية أو الجلاد بشكل تقليدي.

نقد اجتماعي وواقعية قاتمة

يطرح الفيلم بشكل ضمني نقدًا للمجتمع الذكوري المحافظ، حيث يُجبر الأفراد على الالتزام بأدوار جنسانية صارمة قد تودي بهم إلى العنف أو الانهيار النفسي.

كما يُبرز الفيلم الانفصال بين العالمين الرقمي والواقعي، حيث يشعر فرانكي بحرية أكبر خلف شاشة الهاتف بينما يعجز عن الإفصاح عن ذاته في الحياة اليومية.

إشادات نقدية وتوقعات عالية

نال الفيلم إشادات من النقاد الذين وصفوه بـ”الصادم والصادق”، واعتبروه من أهم أفلام 2017 التي تناولت الهوية الجنسية من منظور مختلف.

  • كتبت مجلة Variety: “أداء ديكنسون مدهش، وهيتمان تقدم عملاً سينمائيًا لا يُنسى”.
  • أما صحيفة The Guardian فقد اعتبرت الفيلم “تجربة بصرية مقلقة، لكنها ضرورية”.

فيلم للباحثين عن العمق والتجربة الإنسانية

يُعد “Beach Rats” أكثر من مجرد فيلم عن مراهقة مثليّة. إنه دراسة نفسية حادة عن العزلة، والإنكار، والبحث عن الذات في عالم لا يرحم.

بأسلوبه القاتم وأداءه اللافت، يقدم الفيلم تجربة سينمائية تُحفر في الذاكرة وتثير نقاشًا ضروريًا حول الهوية والتقبل في المجتمعات الحديثة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.