أطياف
سام سميث

سام سميث وبراندن فلاين: قصة حب علنية تجمع نجمين مثليين على الساحة العالمية

بداية رومانسية تحت الأضواء

في خطوة لاقت ترحيبًا كبيرًا من جمهور مجتمع الميم والداعمين له، كشفت وسائل الإعلام العالمية في بداية أكتوبر 2017 عن علاقة رومانسية تجمع بين المغني البريطاني الشهير سام سميث (Sam Smith) والممثل الأمريكي الصاعد براندن فلاين (Brandon Flynn)، أحد أبطال المسلسل الشهير “13 Reasons Why”.

وبعد أيام من الشائعات، أكدت عدسات المصورين ما كان يدور خلف الكواليس، حيث تم التقاط صور لسميث وفلاين وهما يتجولان في شوارع نيويورك ويمسكان بأيدي بعضهما البعض، في مشهد أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سام سميث: صوت فني وإنساني بارز

يُعد سام سميث من أبرز الأسماء في ساحة الغناء العالمي خلال السنوات الأخيرة، حيث حققت أغانيه شهرة واسعة لما تحمله من مشاعر صادقة وتجارب شخصية مؤثرة، وسبق له الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية عن “Writing’s on the Wall”، بالإضافة إلى عدة جوائز غرامي.

وكان سميث قد أعلن عن هويته الجنسية كمثلي في عام 2014، ليصبح من أوائل النجوم البريطانيين الذين يتحدثون علنًا عن ميولهم، مما جعله رمزًا فنيًا وإنسانيًا بالنسبة للكثيرين في مجتمع الميم حول العالم.

براندن فلاين: نجم شاب وصوت داعم

أما براندن فلاين، فقد اشتهر من خلال تجسيده لشخصية “جاستن” في المسلسل الدرامي الشهير “13 Reasons Why”، الذي أنتجته منصة نتفليكس وتناول قضايا حساسة مثل الانتحار، التنمر، والهوية.

في سبتمبر 2017، أعلن فلاين مثليته الجنسية في منشور على إنستغرام، دعماً للتصويت الذي كان يجري في أستراليا بشأن تشريع زواج المثليين. كتب حينها: “أنا من أولئك الذين كبروا خائفين من أن يُظهروا أنفسهم، ومن أولئك الذين يرون كيف لا يُعامل الناس بكرامة لأن من يحبونه لا يوافق عليه البعض”.

ردود فعل إيجابية وموجة دعم واسعة

تفاعل الجمهور مع قصة العلاقة بين سام سميث وبراندن فلاين بشكل إيجابي. فقد أشاد المتابعون بشجاعة الثنائي على الظهور العلني، واعتبروا أن خطوة كهذه تُشكل دعمًا هامًا للأفراد الشباب في المجتمعات التي لا تزال تُجرّم أو تهمّش الهويات المثلية.

كما علق العديد من النشطاء الحقوقيين على أن “ظهور نجوم مثل سميث وفلاين في علاقة حب علنية يمثل رسالة قوية بأن الحب لا يحتاج إلى تبرير، ولا يجب أن يُخفى.”

الحب في زمن التغيير: أهمية التمثيل الإعلامي

لا يمكن التقليل من أهمية أن يرى الشباب الكوير أنفسهم في نجوم الفن والموسيقى. فالعلاقات العلنية التي تجمع أفرادًا من نفس الجنس تساهم في كسر الصور النمطية، وتُشجع على القبول والتفاهم في مجتمعات لا تزال تخشى المختلف.

وفي هذا السياق، يقول الباحث في علم الاجتماع الإعلامي، الدكتور مارك فيليبس: “كل مرة يظهر فيها ثنائي مثلي في الإعلام بشكل إيجابي، تُصبح المساحة أكثر أمانًا لأشخاص آخرين يعيشون تجاربهم في الخفاء.”

من الخصوصية إلى العلنية: تحول في السرد الإعلامي

كانت العلاقات المثلية في السابق تُخاض سرًا، ويتجنب الكثير من النجوم الإفصاح عنها خوفًا من فقدان الشهرة أو التعرض للتمييز. لكن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا تدريجيًا، خاصة بعد دعم قضايا الزواج المثلي والمساواة من قبل مؤسسات فنية عالمية.

وبالنظر إلى تعامل سام سميث وبراندن فلاين مع علاقتهما، يبدو واضحًا أن النمط القديم القائم على “الخصوصية المشروطة” لم يعد القاعدة. فالمشهد اليوم بات أكثر انفتاحًا، والنجوم الكوير باتوا أكثر استعدادًا لإعلان حبهم دون تردد.

المستقبل: تمكين وتقبل

على الرغم من عدم استمرار العلاقة بين الثنائي لاحقًا بحسب ما أوردت بعض التقارير، إلا أن إعلانها في حينه مثّل لحظة فارقة، لا على المستوى العاطفي فقط، بل الاجتماعي والثقافي كذلك.

فقد ساهمت في خلق بيئة تشجع على التقبل، وتعزز من فكرة أن العلاقات المثلية ليست استثناءً بل جزء من النسيج الطبيعي للإنسانية.

وقد كتبت مجلة “Out” المتخصصة في قضايا الكوير، أن “ظهور علاقات مثل هذه هو ليس فقط خبراً ترفيهياً، بل يُعد دليلاً على تغير السرد السائد تجاه المثلية الجنسية في الإعلام.”

الحب لا يحتاج تفسيرًا

من خلال هذا الظهور العلني، فتح سام سميث وبراندن فلاين بابًا جديدًا في عالم المشاهير حيث تُروى قصص الحب من دون خوف أو خجل. قد تكون العلاقة بينهما انتهت لاحقًا، لكنها لم تكن مجرد قصة عابرة، بل كانت خطوة صغيرة في مسار طويل نحو تمثيل أكثر عدلاً وشمولًا.

فالحب، في النهاية، لا يحتاج إلى تبرير. وما دام هناك نجوم يختارون أن يحبوا علنًا، ستبقى هذه الخطوات مصدر إلهام للعديد من الشباب الذين لا يزالون يبحثون عن شجاعتهم الخاصة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.