أطياف
السودان

الناشط السوداني أحمد عمر يُسلّط الضوء على جرائم الكراهية ضد المثليين في السودان

في وقت ينشغل فيه العالم بمواجهة جائحة فيروس كورونا، اختار الفنان والناشط السوداني النرويجي أحمد عمر أن يُسلّط الضوء على قضية قديمة ومتجددة في السودان: جرائم الكراهية الممنهجة ضد أفراد مجتمع الميم/عين، والتي تُرتكب غالبًا في ظل صمت رسمي وتواطؤ اجتماعي وإعلامي.


جريمة أبو حمد: حين تتحول الكراهية إلى قتل جماعي

في منشور نشره عمر خلال افتتاح بينالي سيدني في متحف الفن المعاصر، حمل لافتة كتب عليها: “السودان يقتل المثليين بحماية من حكومته”، في إشارة إلى حادثة مروعة وقعت قبل نحو أسبوعين في منطقة أبو حمد شمال السودان.

وفقًا لرواية عمر:

  • تعرّض مجموعة من الرجال المثليين لهجوم وحشي من قبل عشرات المواطنين.
  • تم ضربهم ودهسهم بالحجارة.
  • لقي اثنان منهم حتفهما، فيما يرقد اثنان في حالة حرجة.
  • تم إحراق أكثر من 10 مقاهي مملوكة لأفراد من مجتمع الميم.
  • تم منع دفن الضحايا بعد أن حاصرت مجموعة من الأهالي المقبرة.

الأكثر إثارة للغضب، بحسب عمر، أن الحادثة مرت دون أي تعليق رسمي من السلطات، كما تجاهلتها وسائل الإعلام المحلية، في حين بقيت منظمات حقوق الإنسان صامتة.


السودان وقوانين القتل المؤسسي

لا تزال القوانين السودانية تُجرّم المثلية الجنسية، وتُعاقب عليها بعقوبات تتراوح بين:

  • السجن
  • الجلد
  • الإعدام

وقد صُنّف السودان لفترة طويلة ضمن الدول التي تنفذ أحكام إعدام بحق المثليين، وهو ما دفع أحمد عمر إلى القول:

“السودان لا يجب أن يُزال من قائمة الدول الراعية للإرهاب ما لم يصدر قانون يحمينا من الإرهاب الذي نواجهه يوميًا”.

ودعا عمر إلى قانون يعترف بكرامة وحقوق جميع المواطنين بغض النظر عن توجهاتهم أو هويتهم.


أحمد عمر: من النجاة إلى المقاومة بالفن

أحمد عمر، المولود في السودان عام 1988، هرب إلى النرويج عام 2008 لاجئًا سياسيًا بسبب ميوله الجنسية، ليصبح لاحقًا رمزًا فنيًا وحقوقيًا في النرويج وأوروبا. من أبرز ملامح مسيرته:

  • خرج للعلن كمثلي الجنس عام 2015.
  • عُرضت أعماله في أهم المؤسسات الثقافية الأوروبية.
  • تناولت أعماله مواضيع مثل الهوية، الطقوس الدينية، المنفى، والكرامة.

وقد عبّر في أكثر من مناسبة عن رغبته في رؤية مسيرة فخر في الخرطوم قبل وفاته، وأطلق مبادرة “عزة النيل” التي تهدف لتنظيم أول فعالية كويرية في السودان عام 2030.


الفن كشكل من أشكال المقاومة

يقول عمر إن صمته انتهى، وإن هذه المعركة هي معركته الشخصية، ويستخدم في ذلك فنه كأداة للمواجهة. في سلسلة صوره “شايل وش القباحة”، وضع وجهه فوق صور أفراد من مجتمع الميم في السودان، تأكيدًا على استعداده لتحمّل مسؤولية المواجهة نيابة عنهم.

كما قال في تصريحات سابقة:

“أريد أن أعيش في وطن ديمقراطي يساوي بين جميع مواطنيه، بغض النظر عن هوياتهم”.


خاتمة: معركة من أجل الحياة والكرامة

قضية أحمد عمر، وصوتُه الذي لا يهدأ، هو تذكير صارخ بأن التمييز ضد مجتمع الميم/عين في السودان ليس فقط قانونيًا، بل هو بنيوي وعنيف ومميت.

وفي ظل الصمت الدولي، تبقى هذه الأصوات الفنية والحقوقية هي الأمل الوحيد لتغيير واقع يعج بالعنف، الوصم، والقتل المجتمعي.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.