أطياف
مثليين

كبير أئمة غانا يحرض على المثليين في خطابه حول كورونا المستجد

في وقت يواجه فيه العالم واحدة من أخطر الأزمات الصحية في العصر الحديث بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، استغل بعض رجال الدين الفرصة ليس لتوحيد الصفوف أو الدعوة للتضامن، بل لتحويل بوصلة الخطاب نحو التحريض والكراهية، وبالأخص ضد مجتمع الميم/عين.

ومن أبرز الأمثلة الصادمة مؤخرًا، كان تصريح الشيخ عثمان شاروبوتو، كبير الأئمة المسلمين في غانا، الذي ألقى خطابًا دينيًا اتسم بالتحريض المباشر ضد المثليين، مروجًا لفكرة أن وجودهم يشكل خطرًا على المجتمع ويجب مقاومتهم، حتى في خضم جائحة تهدد حياة الملايين.


استخدام الدين لنشر الكراهية: سابقة خطيرة

في خطبته، اختار شاروبوتو أن يربط بين فيروس كورونا و”غضب إلهي” بسبب ما وصفه بانحرافات أخلاقية، على رأسها “انتشار المثلية الجنسية”. ولم يقدم أي دليل علمي أو شرعي يربط بين الوباء وميول الأفراد الجنسية، بل اكتفى بإعادة إنتاج خطاب الكراهية الممنهج الذي طالما استخدم لتجريم وتهميش فئات كاملة من المجتمع.

وتأتي هذه التصريحات رغم التحذيرات الدولية من خطورة التحريض الديني والإعلامي، خصوصًا في أوقات الأزمات، لما لذلك من تبعات كارثية على السلم المجتمعي، ولما يشجعه من عنف لفظي وجسدي ضد الأقليات.


الوضع القانوني للمثليين في غانا: تجريم ومعاناة

تُعد غانا من الدول الإفريقية التي لا تزال تجرّم العلاقات الجنسية المثلية بشكل صريح، حيث ينص قانون العقوبات على أن “الأفعال الجنسية غير الطبيعية” تُعاقب بالسجن لعدة سنوات.

ويُواجه أفراد مجتمع الميم في غانا:

  • التمييز القانوني والمجتمعي
  • العنف الجسدي واللفظي
  • الحرمان من الرعاية الصحية والخدمات الأساسية
  • الابتزاز والاعتقال التعسفي

وتفاقمت هذه التحديات مع انتشار خطابات الكراهية الدينية والسياسية، والتي تمنح غطاءً أخلاقيًا ومجتمعيًا للاضطهاد.


دعوات محلية ودولية للتدخل

أثارت تصريحات كبير الأئمة موجة من الاستنكار بين الناشطين الحقوقيين في غانا وخارجها، والذين دعوا إلى:

  • محاسبة رجال الدين الذين يستخدمون منابرهم لنشر الكراهية.
  • إلغاء القوانين التمييزية التي تجرّم المثلية الجنسية.
  • تعزيز خطاب التسامح والعدالة الاجتماعية.

كما شددت منظمات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية على ضرورة حماية حقوق المثليين، خصوصًا في الأوقات التي تتطلب تضافر الجهود لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية، بدلًا من تفتيت المجتمعات.


الجائحة لا تبرر الكراهية

في ظل جائحة عالمية تتطلب التضامن الإنساني والتآزر، تصبح خطابات التحريض مثل تلك التي صدرت عن الشيخ شاروبوتو أكثر خطورة من أي وقت مضى. فبدلًا من أن تكون منابر الدين مصدرًا للرحمة والوحدة، تتحول إلى أدوات قمع وتمييز.

إن حقوق مجتمع الميم/عين هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، ويجب حمايتها في كل الظروف، خاصة في أوقات الأزمات، حيث تكون الفئات المهمشة أكثر عرضة للانتهاك.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.