توفي القس الأمريكي إيرفين باكستر، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل ضد مجتمع الميم، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بعد أيام من خضوعه للعلاج في المستشفى. وقد أعلنت وفاته الشبكة المسيحية التلفزيونية التي كان يعمل بها.
تصريحات مثيرة للجدل عن سبب الجائحة
أثار باكستر، الذي عُرف ببرنامجه التلفزيوني الديني “End of the Age”، موجة من الانتقادات في بداية عام 2020 عندما صرح بأن انتشار فيروس كورونا هو نتيجة لـ”غضب إلهي” بسبب العلاقات المثلية وقلة النساء اللواتي يحافظن على عذريتهن حتى الزواج. وقال حينها:
“كورونا هو صرخة يقظة إلهية، وهو امتياز أن نتلقى هذا التحذير من الله.”
واعتبر أن سلوك البشر، وخصوصًا المثليين، هو السبب الأساسي في تفشي الجائحة.
ردود فعل غاضبة من المجتمع المدني
قوبلت تصريحات باكستر حينها بانتقادات شديدة من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، التي وصفتها بـ”الخطيرة والمضللة والمعادية للإنسانية”، مؤكدين أن ربط الكوارث الصحية بسلوكيات الأفراد الجنسية يُعد تحريضًا على الكراهية وتبريرًا للعنف.
كما أكدت منظمات مثل GLAAD أن تصريحات رجال الدين المتطرفين ضد مجتمع الميم تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للمثليين، وتغذي ثقافة الرفض الاجتماعي والوصم والتمييز.
التناقض بين الإيمان والواقع
وفاة باكستر نتيجة الإصابة بنفس الفيروس الذي زعم أنه عقوبة إلهية للمثليين طرحت تساؤلات أخلاقية ودينية واسعة حول كيفية توظيف الدين لتبرير التمييز، خصوصًا في وقت تتطلب فيه الجائحة تضامنًا عالميًا يشمل الجميع بغض النظر عن ميولهم أو هويتهم.
وتساءل مراقبون: كيف يمكن لرجل دين أن يدعو للإقصاء، ثم يقع ضحية لنفس الكارثة التي استخدمها لتجريم الآخرين؟
الدعوة إلى خطاب ديني أكثر شمولًا
تشير هذه الحادثة إلى الحاجة الملحة لإعادة تقييم الخطاب الديني والإعلامي تجاه قضايا النوع الاجتماعي والميول الجنسية. ومع تفشي الجائحة عالميًا، بات من الضروري أن يكون الخطاب الديني داعمًا للعلم، والعدالة، وحقوق الإنسان، بدلًا من أن يكون أداة لتكريس التفرقة.