في سابقة عالمية بعد تفشي جائحة فيروس كورونا، نظّمت تايوان أكبر مسيرة فخر (Pride Parade) لهذا العام، وذلك بمشاركة أكثر من 130,000 شخص في العاصمة تايبيه، لتؤكد مجددًا مكانتها كأكثر الدول تقدمًا في مجال حقوق مجتمع الميم في قارة آسيا، وأكثرها أمانًا واستقرارًا صحيًا خلال الأزمة العالمية.
تايوان: نموذج للحقوق والحماية في آسيا
برزت تايوان خلال السنوات الأخيرة كنموذج يحتذى به في التعامل مع قضايا المثليين والترانس، بعد أن أصبحت في عام 2019 أول دولة في آسيا تُشرّع الزواج بين أفراد من نفس الجنس، مما جعلها في طليعة الدول الآسيوية في مجال التشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان ومجتمع الميم.
كما نجحت الحكومة التايوانية في احتواء فيروس كورونا بكفاءة عالية دون الحاجة إلى فرض إغلاق شامل، ما سمح بتنظيم فعاليات عامة كمسيرة الفخر بشكل آمن نسبيًا، في وقت كانت تُلغى فيه المسيرات المشابهة في مختلف أنحاء العالم.
130 ألف مشارك في رسالة حب واعتزاز بالهوية
حملت المسيرة هذا العام رسائل متعددة أبرزها الاحتفال بالهوية الكويرية، والدعوة لمزيد من الشمول الاجتماعي والاعتراف القانوني بكافة فئات مجتمع الميم، بما يشمل الترانس واللا ثنائيين. كما عبّر المشاركون عن فخرهم بكون تايوان دولة آمنة وصحية، حيث ارتدى الكثير منهم أقنعة طبية بألوان قوس قزح، رمز الفخر العالمي.
وشهدت الفعالية أيضًا مشاركة واسعة من مؤسسات المجتمع المدني، والسفارات الأجنبية، وبعض المسؤولين الحكوميين، مما يعكس الانفتاح السياسي والدبلوماسي تجاه دعم الحقوق والحريات الفردية.
تايوان ومسار الحقوق: تحديات مستمرة رغم التقدم
رغم ما تحقق من مكتسبات، ما يزال نشطاء مجتمع الميم في تايوان يطالبون بتوسيع نطاق الحقوق القانونية، كحق تبني الأطفال للأزواج من نفس الجنس، وحماية أفضل لحقوق الأفراد الترانس في مجال الرعاية الصحية وتغيير الهوية القانونية.
تقول الناشطة التايوانية “جين هوانغ” في تصريح سابق: “الزواج لم يكن سوى الخطوة الأولى، لا نزال نكافح من أجل المساواة الحقيقية في كل مجالات الحياة”.
نموذج عالمي في زمن الجائحة
في وقت أغلقت فيه العديد من العواصم العالمية أبوابها بسبب الجائحة، استطاعت تايوان أن تُرسل رسالة أمل إلى العالم: أن احترام الحقوق والحريات يمكن أن يتعايش مع الصحة العامة والسلامة.
وقد دعت منظمات حقوقية دولية إلى الاستفادة من النموذج التايواني في حماية الأقليات الجنسية والجنسانية، باعتباره مزيجًا ناجحًا بين التقدم الاجتماعي والنجاعة الصحية.