في حملة رقمية جريئة تسعى إلى تسليط الضوء على غياب الاعتراف القانوني بالأزاوج المثليين في الصين، أطلقت منظمة LGBT Rights Advocacy China حملة تحت شعار: “ليس شريكي في السكن، إنه زوجي”. وقد لاقت الحملة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي داخل الصين، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن دعمهم للأزواج المثليين وحقهم في الاعتراف القانوني.
حملة إلكترونية تعبّر عن نضال يومي
تهدف الحملة إلى تحدي الوصمة المجتمعية التي تجبر الكثير من الأزواج المثليين على تقديم أنفسهم كمجرد “شركاء في السكن” لتفادي التمييز في مجالات متعددة مثل استئجار السكن أو الحصول على التأمين الصحي.
وقد شارك الكثيرون قصصهم الشخصية مستخدمين هاشتاغات الحملة، مشيرين إلى صعوبات قانونية واجتماعية تواجه الأزواج المثليين في حياتهم اليومية، خاصة في ظل غياب أي إطار قانوني يعترف بعلاقاتهم.
استطلاع يكشف دعم شعبي متزايد
بحسب استطلاع أجرته شركة الإعلام الصينية Ifeng، شارك فيه ما يقرب من 10 ملايين شخص، أعرب 67% منهم عن تأييدهم لتشريع قانوني يضمن حق المثليين في الزواج، ما يعكس تغيرًا تدريجيًا في مواقف الرأي العام تجاه قضايا مجتمع الميم.
بين إلغاء التجريم وتضييق التعبير
رغم أن الصين ألغت تجريم العلاقات المثلية منذ عام 1997، ورفعت تصنيف المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية عام 2001، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تشديدًا غير رسمي ضد التعبير العلني عن الهويات والتوجهات الجنسية المغايرة للمعايير السائدة.
- حظرت السلطات عرض محتوى كويري في مهرجان بكين السينمائي الدولي.
- أزال موقع “سينا ويبو” تدوينات ومحتوى داعم للمثليين.
- حظرت منصة “تاوباو” بيع منتجات تحمل رموز قوس قزح أو شعارات الفخر.
هذا التناقض بين القبول القانوني الصامت والتضييق الثقافي يعكس واقعًا مركبًا يعيشه المثليون والمثليات في الصين، حيث لا يواجهون عقوبة قانونية مباشرة لكن يُقصَون من الفضاءات العامة والتعبير الثقافي.
دعوة لتشريع زواج المثليين في الصين
تأتي هذه الحملة كجزء من جهود مستمرة تطالب بها منظمات حقوقية وأفراد من مجتمع الميم منذ سنوات، لتشريع زواج المثليين في الصين. وتعد هذه القضية بمثابة اختبار حقيقي لإرادة الحكومة الصينية في التفاعل مع التغيرات الاجتماعية ومطالب المساواة.
وتأمل المنظمات المدافعة عن الحقوق الكويرية أن تُسهم مثل هذه الحملات في بناء ضغط شعبي متصاعد يُحرّك البرلمان الصيني نحو تبني قوانين أكثر شمولًا وعدالة.
الحملة مرآة للواقع
تعكس حملة “ليس شريكي في السكن، إنه زوجي” واقعًا معقدًا يعيشه آلاف الأزواج المثليين في الصين؛ واقع يحوي آمالًا وتحديات، ويُظهر في الآن ذاته أن الاعتراف بالحب والكرامة حق لا يُقابَل بالصمت أو الإنكار.