في صيف 2025، انطلقت بطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات (UEFA Women’s Euro 2025) في سويسرا، بمشاركة لافتة من اللاعبات المثليات والكويريات، في مشهد يؤكد ريادة كرة القدم النسائية على صعيد التمثيل الشامل لمجتمع الميم.
بينما افتتح المنتخب الفرنسي مشواره بانتصار على إنجلترا بنتيجة 2-1 يوم السبت 5 يوليو في ملعب ليتزيغروند في زيورخ، سلط هذا اللقاء الضوء أيضًا على حضور قوي للاعبات المثليات والكويريات في كلا الفريقين.
فرنسا: أسماء فخورة وهوية علنية
رغم أن لاعبات إنجلترا مثل لوسي برونز، وجيس كارتر، ولورين هيمب معروفات بكونهن من مجتمع الميم، فإن منتخب فرنسا يضم أيضًا مجموعة مؤثرة من اللاعبات المثليات والكويريات:
- بولين بيرو-ماغنان: أول لاعبة مثلية تعلن عن هويتها في المنتخب الفرنسي، نشرت صورة مع شريكتها كاميل عام 2020.
- كونستانس بيكو: أعلنت زواجها من امرأة عام 2021، ورزقتا بطفلة تُدعى آناي.
- ساندي توليتي: لاعبة ريال مدريد، مرتبطة عاطفيًا بالسويسرية فيولا كاليغاريس.
- مال لاكرار: تلعب في ريال مدريد، وفي علاقة مع الكندية ماري لوفاسور.
أرقام غير مسبوقة: أكثر من 78 لاعبة أعلنوا أنهن مثليات ومن مجتمع الميم
تضم البطولة الحالية 368 لاعبة، 78 منهن أعلنّ علنًا عن ميولهن الجنسية المثلية وكونهم من مجتمع الميم، أي أكثر من 21% من مجموع اللاعبات، وهي أعلى نسبة في تاريخ البطولات الكبرى.
في بطولة يورو 2022، بلغت النسبة 10% فقط.
في مونديال السيدات 2023، كانت النسبة 13%.
ويمثل ذلك طفرة واضحة في مدى تقبّل كرة القدم النسائية للتنوع، مقارنة بكرة القدم الرجالية التي لم تضم أي لاعب مثلي علني في بطولتي يورو 2024 أو مونديال 2022.
إنجلترا: آمال باقية رغم الخسارة
رغم الهزيمة أمام فرنسا، ما زال الأمل قائمًا أمام منتخب إنجلترا في التأهل، إذ يواجه منتخبي ويلز وهولندا في باقي مباريات المجموعة D.
اللقاء الأخير سيكون أمام ويلز يوم الأحد 13 يوليو.
القائدة ليا ويليامسون عبّرت عن خيبة الأمل وقالت: “يجب أن نتحمل المسؤولية. لم نكن جيدين كفاية”.
كرة القدم النسائية: مساحة آمنة للمثليات والكويريات
تؤكد هذه الأرقام والمشاركة الفعالة للاعبات المثليات والكويريات أن كرة القدم النسائية أصبحت واحدة من أكثر الرياضات شمولًا لمجتمع الميم، حيث لا يشكل إعلان الهوية الجنسية عائقًا أمام الاحتراف أو المشاركة.
من الجدير بالذكر أن العديد من اللاعبات المتزوجات من نساء أخريات يشاركن في البطولة، من بينهن:
- إيرين بارديس وألبا ريدوندو (إسبانيا)
- دانييل فان دي دونك وإيلز فان دير زاندن (هولندا)
- جيس فيشلوك، صوفي إنغل، أنغارهارد جيمس (ويلز)
- بيرنيل هاردر (الدنمارك) وماجدالينا إريكسون (السويد)
الفجوة بين الرجال والنساء في تمثيل المثليين ومجتمع الميم
في وقت ما زالت كرة القدم الرجالية تفتقر إلى تمثيل المثليين والكويريين، مع وجود لاعبين ضئيلين معلنين عن ميولهم الجنسية المثلية وهويتهم الكويرية، تواصل كرة القدم النسائية ريادتها في خلق بيئة آمنة ومفتوحة للتعبير عن الميول الجنسية المثلية والمزدوجة والهوية الكويرية.
هذا التفاوت يعكس تحديات الذكورية وكراهية ورهاب المثلية المهيمنة في الرياضة، لكنه أيضًا يبرز نماذج ملهمة من النساء اللواتي يتحدين القوالب النمطية ويجسدن شجاعة العيش بصدق.
فخر على العشب الأخضر
بطولة يورو 2025 ليست فقط ساحة للمنافسة الرياضية، بل أيضًا احتفال علني بالتنوع والتعددية الجنسية. ومع كل هدف وكل تصفيق، تتعزز صورة كرة القدم النسائية كمساحة تُرحب بالجميع، دون خوف أو إقصاء.
في زمن تزداد فيه التحديات السياسية والقانونية ضد مجتمع الميم، يبقى تمثيل اللاعبات الكويريات مصدر إلهام، ورسالة واضحة: “مكاننا في الملاعب، كما هو في كل مكان”.