أطياف

5 أعمال فنية مختلفة ناقشت ووثقت حادثة كوين بوت واضطهاد المثليين

تُعد حادثة كوين بوت التي وقعت في 11 مايو 2001 من أبرز الأحداث التي ألقت الضوء على أوضاع المثليين في مصر.

في تلك الليلة، داهمت قوات الأمن المصرية ملهى ليليًا عائمًا يُعرف باسم كوين بوت في القاهرة، وألقت القبض على 52 رجلًا بتهم تتعلق بممارسة الفجور وازدراء الأديان في قضية عرفت باسم “كوين بوت” أو “القاهرة 52”.

خلال فترة احتجازهم، تعرض المعتقلون لسوء المعاملة من الضرب والإجبار على فحوصات طبية قسرية شرجية تهدف إلى إثبات ميولهم الجنسية.

في السنوات التي تلت الحادثة، تناولت عدة أعمال فنية وأدبية هذه القضية، محاولةً تسليط الضوء على معاناة الأفراد المتأثرين بها وأشكال الاضطهاد التي يواجهها المثليين في مصر والمنطقة وأفريقيا والعالم. من بين هذه الأعمال:

طول عمري (2008) – ماهر صبري

أول فيلم روائي مصري من إنتاج مستقل يتناول حادثة كوين بوت ويمثل المثليين. كتب وأخرج الفيلم الفنان ماهر صبري، وهو نفسه أحد الذين عاشوا فترة المداهمات والهجمات الأمنية في ذلك الوقت، كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن المعتقلين وتسليط الضوء عليهم وعلى معاناتهم. الفيلم يُظهر تأثير الحملة الأمنية على مجتمعات المثليين في القاهرة، ويجمع بين السرد الشخصي والنقد الاجتماعي، ويُعد وثيقة فنية مقاومة ومهمة جدًا في ذاكرة المجتمعات الكويرية المصرية.

في غرفة العنكبوت (2016) – محمد عبد النبي

في غرفة العنكبوت (2016) – محمد عبد النبي
رواية خيالية مستوحى من أحداث كوين بوت تحكي قصة هاني محفوظ، كاتب شاب خجول ومنعزل، يُلقى القبض عليه بعد حملة أمنية تستهدف المثليين في مصر، وهي واضحة الإشارة لحادثة كوين بوت، وإن لم تُذكر بالاسم. يُزج هاني في السجن، وهناك تبدأ رحلة من التأمل العميق في حياته، من الطفولة إلى علاقاته العاطفية والجنسية، ومن الخوف والعار إلى محاولات فهم الذات والتصالح معها.

بعد إطلاق سراحه، لا يعود هاني إلى الحياة كما كانت، بل يدخل غرفة العنكبوت، وهو مكان نفسي وذهني يشبه العزلة والانكماش الذاتي، حيث يكتب روايته ويُعيد تفكيك العالم من حوله.

الجهاد من أجل الحب (A Jihad for Love) – 2007

فيلم وثائقي دولي للمخرج الهندي بارفيز شارما، يناقش تجارب المثليين المسلمين في عدة دول، من بينها مصر. يظهر في الفيلم مشهد مؤلم وواقعي يسلط الضوء على حادثة كوين بوت، عبر شهادات مباشرة من بعض المعتقلين. الفيلم قدم تجربة إنسانية عميقة عن الألم والوصمة التي يواجهها المسلمون المثلييون في العالم.

Unknown Crying Man (2017) – مشروع فني وثائقي تخيلي

“متحف الرجل الباكي المجهول” هو مشروع فني وثائقي تخيلي للفنان السكندري المستقل محمود خالد ويتضمن شهادات مسجلة لبعض ممن اعتُقلوا خلال حادثة كوين بوت. من خلال السرد الصوتي والصور الرمزية، يُعيد المشروع الفني بناء لحظة الصدمة والانهيار، ويطرح أسئلة حول العدالة والانتهاك والعزلة التي تنتج عنه من تأثيره النفسي السيئ والمدمر. رغم محدودية انتشاره، يُعد من المشروع من الأعمال الوثائقية القليلة التي وثقت حادثة كوين بوت وغاصت في تأثير العنف والقمع على الذات وعلاقتها بالمحيط وحاولت الجمع بين الوثائق والتخيل.

القاهرة 52 (2014) ـــ فيلم قصير

يسلط الفيلم القصير من إخراج السويدي دومينيك بيرير تجربة القمع والعنف المؤسسي التي يواجهها أحد الأفراد المعتقلين في يوم الجمعة 11 مايو 2001، عندما داهمت قوات الشرطة ملهى ليلي على متن قارب “كوين بوت” واعتقلت 52 فردًا للاشتباه في كونهم مثليين. وقد أدينوا بـ”ممارسة الفجور” ووضعوا في السجن واستمرت المحاكمات عامين.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.