يمرّ عام 2025 بمرحلة ذهبية للسينما الكويرية عالميًا، حيث نشهد إنتاجات متنوّعة من أفلام مثلية وكويرية تضع قصص مجتمع الميم في قلب الحكاية، بدل الاكتفاء بتهميشها أو اختزالها في أدوار ثانوية.
من الرومانسيات التاريخية إلى الكوميديا السوداء، ومن الدراما العائلية إلى تجارب سينمائية جريئة عن الهوية والجسد، تفتح هذه الأعمال نوافذ جديدة على مشاعر وتجارب نادرًا ما نجدها في السينما التجارية.
لكن في شمال أفريقيا وغرب آسيا، يظل الوصول إلى هذه الأفلام تحديًا كبيرًا، إذ لا تقوم دور السينما بعرض أي فيلم يتناول شخصيات أو قصص كويرية بشكل مباشر، وحتى الأفلام العالمية التي تحتوي على مشاهد قصيرة تظهر حضورًا مثليًا أو كويريًا غالبًا ما تُعرض بعد حذف أو تعديل تلك المشاهد. إضافة إلى ذلك، فإن معظم الجمهور في المنطقة لا يتمكن من حضور المهرجانات السينمائية الدولية التي تُعرض فيها هذه الأعمال بسبب قيود السفر أو التكاليف أو الاعتبارات الأمنية.
لهذا، فإن متابعة أخبار هذه الإصدارات، ومشاهدة ما يتاح منها عبر المنصات الرقمية أو بطرق بديلة، تمثل وسيلة للبقاء على اتصال مع روايات تشبهنا، ولمشاهدة أنفسنا ومجتمعاتنا في سياقات إنسانية شاملة ومتنوعة. في ما يلي عشرة أفلام مرتقبة في عام 2025، تحمل قصصًا عن الحب، والخسارة، والمقاومة، والبحث عن الذات.
1) Sorry, Baby (آسف يا صغيرتي)
النوع: كوميديا سوداء / دراما
الملخّص: تتابع القصة شخصية “أغنِس” عبر سنوات من حياتها وهي تحاول التعافي من اعتداء جنسي في الجامعة، بينما تعيد
اكتشاف هويتها الجندرية وتجد مساحات من الضحك وسط الحزن.
أبرز الأسماء: كتابة وإخراج وبطولة إيفا فيكتور، بمشاركة نعومي أكي.
الموعد: عُرض لأول مرة في مهرجان صنّدانس (يناير 2025)، وطرح في دور العرض الأمريكية بشكل محدود في 27 يونيو، قبل أن يتوسّع في 25 يوليو 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يقدم معالجة صادقة لرحلة التعافي مع تمثيل واضح لشخصية لا ثنائية الجندر (نون-باينري)، وهو ما نادرًا ما نراه في السينما العالمية.
2) الأخت الصغرى (La Petite Dernière / The Little Sister)
النوع: دراما المراهقة والنضج
الملخّص: “فاطمة”، فتاة فرنسية من أصول جزائرية، تحاول الموازنة بين التقاليد العائلية والدينية وبين اكتشافها لمشاعرها تجاه النساء.
أبرز الأسماء: إخراج حفصية حرزي، وبطولة ناديا ميليتي، مع مشاركة بارك جي-مين.
الموعد والجوائز: عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2025، ونال جائزة السعفة الكويرية وجائزة أفضل ممثلة. الإصدار الفرنسي في 1 أكتوبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يحكي تجربة مزدوجة الثقافة والدين، قريبة من واقع كثيرين في منطقتنا.
3) Honey Don’t! (لا يا هوني!)
النوع: نوار كوميدي
الملخّص: محققة خاصة مثلية في بلدة صغيرة تتعقّب لغز مقتل امرأة، ليقودها التحقيق إلى طائفة دينية غامضة.
أبرز الأسماء: إخراج إيثان كوين، كتابة بالاشتراك مع تريشيا كوك، بطولة مارغريت كوالي وأوبري بلازا وكريس إيفانز.
الموعد: عرض عالمي في كان 2025، وطرح أمريكي في 22 أغسطس 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يدمج التمثيل الكويري في قالب من الجريمة والتشويق والكوميديا بشكل طبيعي وبارز.
4) Twineless (التوأم الوحيد)
النوع: كوميديا سوداء
الملخّص: شابان فقدا توأمهما يلتقيان في مجموعة دعم، وتنشأ بينهما علاقة معقدة تجمع الحزن والحميمية.
أبرز الأسماء: كتابة وإخراج جيمس سويني، بطولة ديلان أوبراين وسويني نفسه.
الموعد: فاز بجائزة الجمهور في صنّدانس 2025، ويُطرح في 5 سبتمبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يتناول موضوع الفقد والعلاقات غير التقليدية بصدق ودفء.
5) The History of Sound (تاريخ الصوت)
النوع: رومانسي تاريخي
الملخّص: قصة حب بين جنديين خلال الحرب العالمية الأولى، يسافران بعد الحرب لتسجيل الأغاني الشعبية في نيو إنجلاند.
أبرز الأسماء: بطولة بول ميسكال وجوش أوكونور، إخراج أوليفر هيرمانوس.
الموعد: الإصدار في 12 سبتمبر 2025 بعد جولة مهرجانية.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يقدّم رومانسية غاية في الرقة ضمن سياق تاريخي، ويعيد الاعتبار لقصص مثليين كانت مخفية.
6) The Queen of My Dreams (ملكة أحلامي)
النوع: دراما / كوميديا موسيقية
الملخّص: شابة باكستانية-كندية مثلية تعيش حياة مزدوجة بين شغفها وحبها لامرأة، وضغوط والدتها المحافظة، لتعود بعد وفاة والدها إلى باكستان لمواجهة ماضيها.
أبرز الأسماء: كتابة وإخراج فوزية ميرزا، بطولة أَمريت كور ونمره بُتشّة.
الموعد: طرح بريطاني في 13 سبتمبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يستعرض قضايا الهوية المزدوجة والشتات الثقافي والخلفية الدينية الإسلامية والصراع بينها وبين المثلية الجنسية بأسلوب خفيف ودرامي في آن واحد.
7) Plainclothes (ثياب مدنية)
النوع: إثارة / دراما
الملخّص: شرطي متخفٍ يُكلّف باصطياد رجال مثليين في التسعينيات، لكنه يقع في حب أحد “أهدافه”.
أبرز الأسماء: إخراج كارمن إيمي، بطولة توم بليث ورَسِل توفي.
الموعد: عرض في صنّدانس 2025، وطرح أمريكي محدود في 19 سبتمبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يفتح النقاش عن القمع المؤسسي وتأثيره على الحياة الشخصية.
8) After the Hunt (بعد الصيد)
النوع: إثارة نفسية
الملخّص: أستاذة جامعية تواجه أزمة مهنية وشخصية عندما يتهم طالب نجم زميلًا لها، بينما يهدد ماضيها بالانكشاف.
أبرز الأسماء: إخراج لوكا غوادانينو، بطولة جوليا روبرتس وأيو إديبيري وأندرو غارفيلد.
الموعد: عرض في فينيسيا 29 أغسطس 2025، والطرح في أكتوبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يناقش علاقات السلطة والمعايير الأخلاقية في بيئة أكاديمية.
9) Blue Moon (قمر أزرق)
النوع: سيرة موسيقية/درامية
الملخّص: حكاية المؤلف الموسيقي لورينز هارت وصراعه مع هويته الجنسية في ظل مجده الفني على مسارح برودواي في نيويورك.
أبرز الأسماء: إخراج ريتشارد لينكليتر، بطولة إيثان هوك ومارغريت كوالي وأندرو سكوت.
الموعد: طرح محدود في 17 أكتوبر، وعرض أوسع في 24 أكتوبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يضيء على مسيرة فنان مثلي في فترة كانت المثلية محاطة بالصمت والوصم.
10) Pillion (بِليوِن)
النوع: دراما/رومانسية جريئة
الملخّص: شاب خجول يلتقي زعيم عصابة دراجات نارية لتبدأ علاقة من الربط، والسيطرة، والسادية، والمازوخية (BDSM) تختبر الحدود بين السيطرة والحميمية.
أبرز الأسماء: إخراج هاري لايتون، بطولة هاري ميلينغ وألكسندر سكارسغارد.
الموعد: عرض في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان 2025، ويطرح في بريطانيا في 28 نوفمبر 2025.
لماذا يهمّ جمهور المنطقة؟ لأنه يقدّم تمثيلًا غير اعتيادي للعلاقات المثلية داخل سياق الكِنك Kink، بعيدًا عن الصور النمطية.
هذه الأفلام العشرة ليست مجرد قائمة بمشاريع سينمائية واعدة، بل هي شهادات على تنوّع التجربة الكويرية عالميًا، وعلى قدرة السينما على مدّ الجسور بين ثقافات وواقع مختلفين.
بالنسبة لجمهور شمال أفريقيا وغرب آسيا، تمثل هذه الأعمال نافذة نادرة على تمثيل حقيقي ومعقّد لمجتمع الميم، في ظل غياب شبه تام لأي عرض علني لهذه القصص في دور السينما المحلية، وسياسات رقابية تحذف حتى المشاهد القصيرة التي تظهر أي حضور كويري.
وفي ظل صعوبة الوصول إلى المهرجانات السينمائية الدولية، تبقى المنصات الرقمية، أو نسخ المهرجانات التي تُعرض أونلاين، أو حتى النسخ البديلة التي تتداولها المجتمعات المهتمة، هي الجسر الأساسي الذي يربطنا بهذه القصص.
دعم هذه الأفلام—عبر مشاهدتها، أو مناقشتها، أو الكتابة عنها—هو شكل من أشكال المقاومة الثقافية، ورسالة بأن هذه الحكايات تستحق أن تُروى وتُسمع، حتى لو كان ذلك خارج قاعات السينما.
أي من هذه الأفلام تتطلعون لمشاهدته أولًا؟ وأي القصص شعرتُم أنها الأقرب لتجاربكم؟
