أكدت الكاتبة والمحررة السينمائية تريشا كوك (Tricia Cooke)، التي شاركت في كتابة عدد من أعمالها مع زوجها المخرج الشهير إيثان كوين (Ethan Coen)، أن الجزء الثالث والأخير من ما وصفته بـ «الثلاثية المثلية من نوع B-Movie» أصبح قيد التطوير.
هذه الثلاثية، التي قادتها النجمة مارغريت كوالي (Margaret Qualley)، بدأت بفيلم «اهربوا أيتها الجميلات!» (Drive-Away Dolls) عام 2024، تلاه «لا يا هوني!» (Honey, Don’t!) الصادر في 2025، والآن تستعد لتقديم فصلها الختامي بعنوان «إلى الأمام يا جميلات!» (Go Beavers!).
البداية: «اهربوا أيتها الجميلات!» (2024)
افتتحت الثلاثية بفيلم «اهربوا أيتها الجميلات!» الذي مزج بين الكوميديا والرحلة العبثية، حيث تلتقي امرأتان في مغامرة عبر أمريكا تنقلب سريعًا إلى مطاردة مليئة بالغموض والقتل.
شاركت كوالي البطولة مع جيرالدين فيسواناثان (Geraldine Viswanathan)، بينما ظهر بيدرو باسكال (Pedro Pascal) في دور ثانوي بارز، مضيفًا لمسة كاريزماتية إلى الفيلم.
العمل قدّم نموذجًا مغايرًا لفيلم الطريق التقليدي، حيث سيطرت الهوية الكويرية النسوية على السرد بدل الحضور الرجولي المعتاد.

التحول: «لا يا هوني!» (2025)
الجزء الثاني، «لا يا هوني!»، الذي طُرح عام 2025، حمل توقيع المخرج إيثان كوين مرة أخرى وكتبته كوك، وذهب باتجاه أكثر قتامة على أسلوب الفيلم النوار.
لعبت مارغريت كوالي دور المحققة الخاصة هوني أودوناهيو (Honey O’Donahue)، التي تحقق في جريمة غامضة مرتبطة بطائفة دينية يقودها قس فاسد متجسد في أداء غير مألوف للنجم كريس إيفانز (Chris Evans).
إلى جانبها تألقت أوبري بلازا (Aubrey Plaza) في دور الشرطية الغامضة MG، وقدّمت علاقة عاطفية مثلية متوترة مع البطلة، لتصبح هذه العلاقة أحد المحاور المركزية للفيلم.
الفيلم دمج بين الكوميديا السوداء والتشويق، لكنه قدّم أيضًا نقدًا صريحًا للنفاق الديني والسلطوي، ما جعله خطوة أكثر جرأة في تمثيل النساء المثليات على الشاشة الكبيرة.

الخاتمة: «إلى الأمام يا جميلات!» (قيد التطوير)
كشفت تريشا كوك أن الفيلم الثالث والأخير سيحمل عنوان Go Beavers «إلى الأمام يا جميلات!»، وهو ما يزال في مراحله الأولى من التطوير.
القصة ستدور حول فريق تجديف نسائي يلتقي مجددًا في حفل للمّ الشمل، قبل أن تبدأ الشخصيات بالموت واحدة تلو الأخرى.
ورغم أن هذه الحبكة توحي بأجواء رعب أو إثارة، إلا أن كوك أوضحت أن العمل لن يكون فيلم رعب تقليديًا، بل أقرب إلى تجربة بصرية وفلسفية تستلهم من فيلم «Walkabout» الأسترالي الصادر عام 1971، المعروف بطابعه التجريبي والتأملي.
مارغريت كوالي عبّرت سابقًا عن رغبتها القوية بالعودة لإكمال الثلاثية، قائلة إنها ستشعر بالاستياء إن لم يتم إشراكها في الفصل الختامي، وهو ما يعكس ارتباطها العاطفي بهذه السلسلة وأبطالها.
ثلاثية نسوية مثلية فريدة
ما يميّز هذه الثلاثية أنها أعادت تعريف أفلام الـB-Movie (الأفلام المستقلة منخفضة الميزانية ذات الطابع الغريب) من منظور نسوي–كويري.
بدل أن تكون النساء مجرد موضوع للرغبة أو ضحايا في هذه الأنواع السينمائية، قدّم إيثان كوين وتريشا كوك نساء مثليات في أدوار قيادية: محققات، وعاشقات، وصانعات للقرار.
هذا التغيير منح الجمهور من مجتمع النساء المثليات والكويريات ومجتمع الميم مساحة نادرة لرؤية هوياتهم مجسدة بجرأة على الشاشة.
أثر متواصل في السينما الكويرية
مع اقتراب انتهاء هذه الثلاثية، يتضح أنها ليست مجرد مجموعة أفلام مستقلة، بل مشروع سينمائي متكامل يوسّع حدود التمثيل الكويري في هوليوود.
«اهربوا أيتها الجميلات!» فتح الطريق بكوميديا عبثية، «لا يا هوني!» عمّق المسار بجريمة نوارية، و«إلى الأمام يا جميلات!» يعد بختام فلسفي ومفاجئ.
وبذلك، تترك الثلاثية بصمة مميزة في تاريخ السينما الكويرية، وتفتح الباب أمام المزيد من السرديات النسوية المثلية في المستقبل.