أطياف

سوريا: حكومة الشرع توجه رسالة إلى مجتمعات الميم بحملة قمع للنساء الترانس

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق اعتداء لفظي وجسدي من عناصر أمنية حكومية في محافظة اللاذقية السورية على عدد من الفتيات والنساء الترانس بعد القبض عليهن من الشوارع. وقال مصدر أمني من دمشق إن الأجهزة الأمنية اعتقلت 3 أفراد ترانس بهدف “توجيه رسالة” إلى مجتمعات الميم “بعدم ظهورهم بحُرية مطلقة في المنطقة وإيقاف نشاطهم أمام الناس”. زاعمًا أن أفراد مجتمعات الميم “تمتعوا بحرية” تحت نظام الأسد المخلوع -وهو ما تنفيه تقارير منظمات حقوقية حول انتهاكات نظام الأسد لأفراد مجتمعات الميم طوال عقود-، حسبما نقلت BBC.

يدلل حادث الاعتداء الجسدي واللفظي الموثق الذي احتوى تهديدات واضحة للفتاة الترانس بقطع أجزاء من جسدها على المخاطر الجسيمة التي يواجهها أفراد مجتمعات الميم في سوريا. وأن مواقف حكومة هيئة تحرير الشام ذات التوجه السلفي الجهادي لا تختلف كثيرًا عن حكومة البعث المخلوعة من ناحية قهر واضطهاد الأقليات وأصحاب التوجهات الجنسية والهويات الجندرية المختلفة من المواطنين السوريين وأن أجندتها بتحرير الشعب السوري لا تشمل كافة أطياف المجتمع كما تزعم الحكومة في تصريحاتها المستمرة. حيث تعرض أفراد مجتمعات الميم طوال عقود تحت الحكومات السورية لانتهاكات متعددة تشمل الاعتداءات الجسدية والجنسية واللفظية، والاعتقالات التعسفية، والتمييز المجتمعي، والحد من الوصول إلى الحماية والخدمات العامة، وتصل الانتهاكات أحيانًا إلى القتل والاغتيالات بشكل مباشر.

وأعربت عدة منظمات حقوقية كويرية عن قلقها من تصاعد الانتهاكات التي تستهدف مجتمعات الميم في سوريا وجاء ذلك في لقاءات صحفية نشرت عبر مواقع إخبارية ناطقة بالعربية. وأكد عدد من تلك المنظمات أن الثقافات والممارسات العنيفة ضد أفراد مجتمعات الميم مستمرة بشكل متصاعد سواء من الأفراد المسلحين أو الحكومة الحالية والتي تستولي على الحكم منذ ديسمبر الماضي، بعد سقوط النظام، وأن بعض الفصائل المسلحة المعارضة مارست انتهاكات ضد أفراد مجتمعات الميم منذ عام 2013.

وقالت بعض المنظمات أنها تلقت شهادات متعددة عن حالات تعرض فيها أفراد للانتهاكات في أماكن عامة بسبب هويتهمن الجنسية. كما توصي المنظمات باتباع إجراءات السلامة والحماية لأفراد مجتمعات الميم وذلك بتجنب مقابلة الغرباء والاكتفاء بالدوائر المقربة، وحذف أي معلومات تدل على الهوية الجنسية والشخصية من الإنترنت والأجهزة الإلكترونية، وتجنب التجمعات الكويرية والظهور مؤقتًا، ومن الممكن تأجيل الانخراط في أي عمل سياسي أو حقوقي خصوصًا على الأرض أو اتباع إجراءات أمنية قوية، نظرًا لأن الأفراد الكويريين أكثر عرضة للاستهداف والخطر مقارنة بالآخرين، وتعزيز المعرفة الذاتية حول الحماية الرقمية والجسدية.

وتضيف المنظمات أن استمرار هذه الانتهاكات يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة وسلامة أفراد مجتمعات الميم في سوريا كما توضح مواقف النظام الجديد من حقوق الإنسان والحريات الفردية، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي لوضع حد لهذه الممارسات وضمان حماية أفراد مجتمعات الميم مع التغيرات السياسية والأمنية المتسارعة التي تمر بها سوريا.

*نمتنع عن نشر الفيديوهات المتداولة كونها عنيفة وتنتهك خصوصية النساء الترانس

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.