أطياف

ما هي الفحوصات الشرجية القسرية التي تستخدمها بعض الدول اعتقادًا أنها تكشف عن المثليين؟

⚠ تحذير: يتضمن المنشور ذكر عنف جنسي وجسدي

الفحوصات الشرجية القسرية (الإجبارية) هي ممارسة تتضمن إجبار الأفراد الموقفين أمنيًا للاشتباه في كونهم مثليين أو مارسوا العلاقات الجنسية المثلية على خلع ملابسهم واتخاذ وضعيات مشابهة لوضعية السجود وإبراز فتحة الشرج، ويكون ذلك على يد السلطات الحكومية أو التي تسيطر على الأمر الواقع في بعض الدول.

تعتقد الدول والجهات التي تنفذ الفحوصات الشرجية القسرية التي تساعد في معرفة الرجال والنساء الترانس الذين مارسوا الجنس الشرجي مع الرجال من خلال شكل فتحة الشرج وأن شكل فتحة الشرج عند كل إنسان واحد، وفي بعض الدول يمارس الأطباء إدخال الأصابع والأدوات داخل فتحة الشرج لاختبار مرونتها بجانب الكشف الظاهري.

ويرجع أصل ممارسات الفحوصات الشرجية القسرية إلى معتقدات قديمة بدأت في القرن الـ 19 منذ ما يزيد عن 150 ومع نشأة الطب الشرعي والعلوم الطبية الجنائية وتأثير الثقافة الفرنسية مع البعثات التعليمية واحتلال الدول.

حيث يعتقد أن فكرة الفحوصات الشرجية واستخدامها لاثبات الممارسات الجنسية بين الذكور انطلقت من فرنسا على يد الطبيب الفرنسي «أوجست أمروز تارديو» عام 1857، في كتابه «دراسة طبية-شرعية للانتهاكات الأخلاقية»، ولكن تزال هذه الاعتقادات موجودة في بعض الدول حتى يومنا هذا وخاصة التي تجرم العلاقات الجنسية المثلية بشكل قانوني أو بفعل الممارسة.

ومن الدول التي يحدث بها الفحوصات الشرجية القسرية؛ الكاميرون، ومصر، وكينيا، ولبنان، وتونس، وتركمانستان، وأوغندا، وزامبيا، والسعودية، وسوريا واليمن، ومن المتوقع أنها قد حدثت في بعض الدول الأخرى التي تمر بحروب سواء على يد جهات حكومية أو جماعات مسلحة، حسبما رصدت هيومن رايتس ووتش ونقلت تقارير إعلامية.

تنكر المنظمات الطبية والعلمية والحقوقية ممارسات الفحوصات الشرجية القسرية وتصفها بأنها غير علمية ولا أساس طبي لها، كما تصنف على أنها واحدة من ممارسات التعذيب وانتهاك كرامة وخصوصية الجسد وحرية الفرد كونها تتم بالإجبار، وعلى رأس تلك المنظمات «لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب»، و«هيومن رايتس ووتش»، و«العفو الدولية».

تؤثر الفحوصات الشرجية القسرية بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأشخاص الذين يتعرضون لها.

التأثيرات النفسية:

🔴 الصدمة النفسية (PTSD): غالبًا ما يؤدي التعرض للفحوصات الشرجية القسرية إلى صدمة نفسية شديدة، حيث يشعر الضحايا بالإهانة، والعجز، والخوف من تعرضهم لأذى جسدي أو مجتمعي وغيرها. العديد من الأشخاص الذين يخضعون لهذه الفحوصات يواجهون حالات من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، التي تشمل القلق الشديد، والاكتئاب، والكوابيس.

🔴 العزلة الاجتماعية: في بعض الحالات، قد يختار الأفراد الابتعاد عن المجتمعات المحيطة بهم أو عائلاتهم خوفًا من الاضطهاد أو وصمة العار التي ترافقهم نتيجة تعرضهم لمثل هذه الممارسات. وهذا يعزز مشاعر العزلة والشعور بالاغتراب والانقطاع عن المجتمع.

🔴 الخوف والقلق الدائم: بمجرد أن يتعرض الأفراد لهذه الممارسات، قد يصبح لديهم خوف دائم من تكرارها، مما يؤثر على حياتهم اليومية ويسبب لهم مستويات مرتفعة من القلق والخوف، مما يؤثر على صحتهم النفسية بشكل عام.

التأثيرات الجسدية:

🔴 الأضرار الجسدية المباشرة: يمكن أن تؤدي الفحوصات الشرجية القسرية إلى إصابات جسدية خطيرة. حيث أن إدخال أصابع أو أدوات طبية في فتحة الشرج بالقوة وعن غير رغبة، قد يؤدي إلى تمزقات، ونزيف، أو إصابات في الأنسجة الشرجية. كما يمكن أن تسبب هذه الممارسات مشاكل صحية طويلة الأمد مثل التهابات أو مشاكل في القولون.

🔴 الآثار على النظام الهضمي: قد تؤدي الأضرار الجسدية التي تصيب الأمعاء أو الأنسجة الشرجية إلى مشكلات صحية مستمرة، مثل النزيف، والألم المزمن، أو صعوبة في الحركة. مما قد يتطلب تدخلات طبية طويلة الأمد.

🔴 آلام مزمنة: يمكن أن يسبب الفحص الشرجي القسري ألم دائم في المنطقة المصابة.

غالبًا ما يرتبط ويتداخل التأثير النفسي مع التأثير الجسدي على ضحايا الفحوصات الشرجية القسرية وقد يتضاعف نتائج هذا على الأفراد وحياتهم لأشهر وسنوات طويلة.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.