أطياف
كيفن هارت

كيفن هارت وجدل الأوسكار بسبب كراهية المثليين

بداية الأزمة: إعلان استضافة الأوسكار يثير الأزمة

في الخامس من ديسمبر عام 2018، أعلنت الأكاديمية الأمريكية لفنون السينما والعلوم أن الممثل الكوميدي الأمريكي كيفن هارت سيكون مقدم حفل جوائز الأوسكار لعام 2019.

كان الإعلان بمثابة حلم تحقق لهارت الذي عبّر عن سعادته الشديدة، قائلاً عبر انستجرام: “أنا سعيد جدًا لأن هذا اليوم قد جاء أخيرًا لأقدم الأوسكار.”

إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلًا. ففي اليوم التالي مباشرة، اندلعت موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تغريدات قديمة لهارت تعود إلى الفترة بين عامي 2009 و2011، تضمنت تعليقات كارهة للمثليين واستخدامه لكلمات مهينة مثل “fags”.

تغريدات قديمة تطارد الحاضر

التغريدات القديمة التي أعيد نشرها شملت نكات عن المثليين وخصوصًا عن فكرة أن يكون ابنه مثليًا.

في إحدى التغريدات، كتب: “إذا رأيت ابني يلعب بمنزل للعرائس، فسأكسره على رأسه.” كما وصف صورة ملف شخصي بأنها “لوحة إعلانية للإيدز.”

كما لم تقتصر الأمور على تويتر فقط، بل امتدت إلى عروضه الكوميدية المبكرة، مثل العرض الشهير “Seriously Funny” لعام 2010، حيث أعاد نفس النكتة عن كونه غير مرتاح لفكرة أن يكون ابنه مثليًا.

ردود الفعل الأولى: الصمت ثم الرفض

في البداية، رفض كيفن هارت الاعتذار، ونشر فيديو على انستجرام أعلن فيه أنه تلقى إنذارًا من الأكاديمية: إما الاعتذار علنًا أو التخلي عن تقديم الحفل. ورد قائلًا: “لقد تحدثت عن هذا الأمر سابقًا، ولن أعتذر مرة أخرى.”

لكن ردة الفعل كانت قوية، حيث طالب العديد من الشخصيات العامة والجمهور باعتذار واضح وصريح. بعد يوم واحد، أعلن هارت رسميًا انسحابه من تقديم الحفل وغرّد قائلاً: “اتخذت قرارًا بالتراجع عن تقديم الأوسكار لهذا العام، لأنني لا أريد أن أكون مصدر تشتيت في ليلة ينبغي الاحتفاء فيها بالفنانين الرائعين.”

وأضاف في نفس التغريدة: “أعتذر بصدق لمجتمع المثليين عن كلماتي غير الحساسة في الماضي.”

تفاعلات لاحقة: من إلين إلى دون ليمون

في يناير 2019، ظهرت مقدمة البرامج الشهيرة إلين ديجينيرس في برنامجها تطالب هارت بإعادة النظر في قراره، معتبرةً أن منتقديه “مجرد كارهين”. لكن ذلك أطلق موجة جديدة من الجدل، حيث رأى البعض أن ديجينيرس لا تمثل صوت مجتمع الميم بأكمله.

من جهة أخرى، علق الإعلامي دون ليمون من شبكة CNN قائلاً: “الاعتذار وحده لا يصنع عالمًا أفضل للمثليين والترانس. كونك حليفًا حقيقيًا هو ما يحدث الفرق.”

الاعتذار النهائي ومحاولات الترميم

في السابع من يناير، وخلال برنامجه الإذاعي “Straight from the Hart”، قدم كيفن هارت اعتذارًا نهائيًا، قال فيه: “أنا الآن محاط بأشخاص من مجتمع الميم، وأفهم كيف تؤذيهم هذه الكلمات. أنا أعتذر.”

وأكد أنه “يتطور كإنسان”، داعيًا إلى منح الناس فرصة للتغيير. كما أشار إلى أنه “أضاع فرصة ليقول ببساطة إنه لا يتسامح مع أي نوع من العنف تجاه الآخرين بسبب هويتهم.”

النهاية: لا للأوسكار، نعم للتطور

في التاسع من يناير، أكد هارت في مقابلة تلفزيونية أنه لن يعود لتقديم الأوسكار، قائلاً: “لقد انتهيت من هذا الموضوع. لا يوجد أي خلاف بيني وبين الأكاديمية.”

وفي ديسمبر 2019، أطلق هارت سلسلة وثائقية على نتفليكس بعنوان Kevin Hart: Don’t Fk This Up**، تضمنت خلفيات الأزمة، بما فيها المشادات الداخلية بين فريق عمله وطرق تعامله مع الأزمة، ليظهر كيف تأثر شخصيًا ومهنيًا.

أزمة كيفن هارت تسلط الضوء على أهمية المحاسبة على السلوك الماضي، وأيضًا على ضرورة إعطاء الفرصة للناس للتطور والتعلم. ورغم خسارته لتقديم الأوسكار، فإن هارت أظهر رغبة صادقة في التعلم والتغيير، مما قد يجعله نموذجًا لتحول إيجابي في تعامل النجوم مع قضايا العدالة الاجتماعية.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.