وفق مجموعة من الدراسات النفسية والاجتماعية، يُدرك معظم المثليين ميولهم الجنسية خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، مع أن توقيت ووضوح هذا الإدراك والاعتراف به وتقبله قد يختلف من شخص لآخر.
حيث كشفت الأبحاث والدراسات الآتي:
1. الوعي بالميول الجنسية المثلية عند المثليين:
من سن 9 إلى 13 عامًا: يُفيد العديد من المثليين بأنهم يشعرون “بالاختلاف” عن الآخرين أو لديهم انجذابات تجاه نفس الجنس قبل البلوغ.
وفق دراسة موسعة أجرتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (APA)، قال معظم المثليين وأفراد مجتمعات الميم أنهم أدركوا انجذابهم تجاه نفس الجنس لأول مرة في مرحلة المراهقة المبكرة في سن من 10 إلى 13 عامًا تقريبًا.
كما وجد بحث أجراه علماء النفس سافين ويليامز وليزا دايموند عام (2000) أن العديد من الشباب المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي قد أدركوا انجذابهم لنفس الجنس منذ سن 10 وحتى 12 عامًا.
تشير هذه النتائج إلى أن الوعي المبكر بالميول الجنسية شائع بين المثليين في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن مدى قبول المجتمع لهم أو قبولهم هم أنفسهم لميولهم الجنسية، حيث أن الثقافة المجتمعية والمعتقدات الدينية قد تؤثر عليهم بشكل كبير وتدفعهم نحو إنكار ميولهم الجنسية وعدم الاعتراف بها بل وقمعها.
2. الاعتراف بالميول الجنسية المثلية وتعريفها عند المثليين:
من سن 14 إلى 17 عامًا: هذه هي المرحلة العمرية التي يبدأ فيها الكثيرون بتصنيف أنفسهم أو اعتبار نفسهم مثليين أو مثليات أو مزدوجي الميول الجنسية أو كوير.
وجد مركز بيو للأبحاث، وهو مؤسسة بحثية أمريكية غير حزبية مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، في دراسة ومسح بياني أجراه عام (2013)، أن حوالي 38% من بين الرجال المثليين قد قالوا أنهم شعروا لأول مرة بأنهم ليسوا مغايرين جنسيًا قبل سن العاشرة، بينما كان متوسط العمر لاعتبار أنفسهم مثليين وإطلاق مصطلح “مثلي” على أنفسهم 15 عامًا.
كما توصلت دراسة نُشرت في مجلة صحة المراهقين Journal of Adolescent Health عام (2010) إلى أن متوسط عمر تعريف الذات كمثلي أو مثلية كان حوالي 16 عامًا.
بينما كشفت جالوب، وهي شركة تحليلات واستشارات أمريكية متعددة الجنسيات مقرها العاصمة الأمريكية واشنطن في مسح أجرته عام (2024) أن 48% من البالغين من المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي ومجتمعات الميم في الولايات المتحدة قد قالوا أنهم عرفوا توجههم الجنسي في سن الرابعة عشرة وهو العمر المتوسط بالنسبة لكافة الأفراد.
وكشفت جالوب في المسح نفسه أن 10% من البالغين من المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي ومجتمعات الميم في الولايات المتحدة قد قالوا أنهم اعترفوا وأعلنوا عن توجههم الجنسي المثلي والكويري في مرحلة متأخرة من حياتهم، حيث أعلن 7% في سن الثلاثينيات، وأعلن 2% في سن الأربعينيات، وأعلن 1% في سن الخمسين أو أكثر. كان متوسط عمر الاعتراف والإفصاح عن التوجه الجنسي المثلي أو المزدوج أو الكويري 26 عامًا لمن تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر.
ملاحظات هامة:
- لا تنطبق المعلومات السابقة على جميع المثليين ومجتمعات الميم حيث لا يتبع الجميع نفس الجدول الزمني أو المعدل العمري في الوعي بالميول الجنسية والاعتراف بها للذات على الأقل. يعرف البعض ميولهم الجنسية المثلية مبكرًا أو متأخرًا بسبب عوامل شخصية أو دينية أو ثقافية أو مجتمعية.
- الوعي بالميول الجنسية المثلية لا يعني قبولها والاعتراف بها: يعرف الكثيرون ميولهم الجنسية المثلية مبكرًا، لكنهم يجدون صعوبة في قبولها أو الاعتراف بها بسبب الضغوط المجتمعية والدينية والثقافية أو الداخلية، لدرجة أن بعض المثليين ينكرون ميولهم الجنسية سنوات طويلة حتى مع أنفسهم.
- لا يؤثر المحيط على تعرف الأشخاص بميولهم الجنسية المثلية، أي أن التواجد في عائلة أو بلد شديدة التدين ومحافظة وعدائية تجاه المثليين ومزدوجي التوجهات الجنسية ومجتمعات الميم وتتعامل معهم على أنهم مجرمين، لا يعني أن الأشخاص لن يكتشفوا ميولهم الجنسية المثلية أو المزدوجة أو أنهم من مجتمعات الميم، بل يكتشفون ميولهم الجنسية بشكل طبيعي ولكن ربما تزداد مشاعر الإنكار تأثرًا بالخارج والمحيط ويكون للإنكار تأثير سلبي شديد على الصحة النفسية والجسدية.
