في مجتمعات محافظة مثل الموجودة في مصر وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، قد يكون اكتشاف العائلة لميولنا أو هويتنا المثلية أو الكويرية لحظة مرعبة ومهددة، وتخلق توترًا كبيرًا بين الرغبة في العيش بصدق والخوف من فقدان الأمان والدعم العائلي أو التعرّض للرفض والعنف.
وفي أوقات مختلفة من العام ومؤخرًا، تزداد البلاغات حول ارتفاع العنف الأسري/العائلي على أساس الميول المثلية والعبور الجنسي والهوية الجنسية، مع غياب فرص الدعم والنجاة من تبعات هذه الحوادث وخاصةً في حالات الاعتماد المالي على العائلة.
سواء اكتشفت العائلة عن قصد أو صدفة، نحتاج لمعرفة كيف نتصرف في لحظة كهذه بوعي وهدوء، وكيف نحمي أنفسنا نفسيًا وجسديًا، ونتعامل مع التبعات المحتملة.
1- قيّموا الموقف بدقة
في اللحظات الأولى، من المهم جدًا نحاول نفهم الموقف:
- مين اللي عرف؟ فرد واحد ولا كل العيلة؟
- إيه طبيعة رد الفعل؟ هل في تهديد؟ غضب؟ صدمة؟ صمت؟
- هل عندنا مكان آمن نروح له؟ أو أشخاص نثق فيهم لدعمنا؟
- ما نتسرعش في الرد. ناخد وقتنا ونفكر في خطة لحمايتنا على المدى القصير والطويل.
2- أولويتنا الأمان الجسدي والنفسي
- لو فيه أي شكل من التهديد أو العنف الجسدي أو النفسي، لازم نأمن نفسنا أولًا.
- نحاول نلاقي مكان مؤقت آمن: عند أصدقاء، زملاء موثوقين، أو منظمات داعمة.
- نحتفظ بنسخ لكل أوراقنا المهمة (بطاقة، شهادات، أوراق شخصية) في مكان آمن وسري.
3- نلجأ لشبكة دعم موثوقة
- نتواصل مع أفراد من المجتمع نثق فيهم ومرّوا بتجارب مشابهة.
- لو فيه منظمات أو مبادرات بتقدم دعم نفسي أو قانوني أو مادي، نلجأ لها من غير تردد.
- الدعم العاطفي من الأصدقاء أو حتى من مجموعات رقمية ممكن يكون عنصر حيوي في صمودنا.
4- ما نبررش في لحظة غضب
- في حالات الرفض أو المواجهة الغاضبة، محاولاتنا لشرح أو تبرير هويتنا ممكن تؤدي لمزيد من التصعيد.
- لو حسينا إن اللحظة مش مناسبة للحوار، الأفضل ننسحب ونأجله.
- مش ملزمين نجاوب على كل الاتهامات أو نثبت إننا “كويسين” أو “طبيعيين”.
5- نخطط للمستقبل خطوة بخطوة
- لو الوضع داخل العائلة أصبح خطر أو سام:
- نبدأ نفكر في الاستقلال المادي (شغل، سكن، تعليم).
- نرسم خطة للخروج من البيئة المؤذية، حتى لو الموضوع هياخد وقت.
- نوثق كل التهديدات أو الانتهاكات، ونحتفظ بيها في مكان آمن لو احتجنا نلجأ لأي جهة قانونية أو داعمة.
6- نرعى نفسنا بعد الأزمة
- طبيعي نحس بمشاعر متضاربة زي الخوف، والحزن، والغضب، والذنب، أو حتى الراحة.
- مهم نعطي نفسنا الحق نعيش كل المشاعر دي بدون جلد للذات.
- نحاول نعمل أنشطة تساعدنا نخفف التوتر ونستعيد توازننا (رسم، مشي، دعم نفسي، كتابة، أو زي ما نحب).
بحسب تقارير من منظمات مثل Human Rights Watch وOutRight Action International، فإن الإفصاح القسري عن الهوية الجندرية أو الجنسية في مجتمعات محافظة غالبًا ما يؤدي إلى رفض، أو عنف، أو طرد من المنزل.
دراسة منشورة في Journal of LGBT Youth سنة 2021 أظهرت إن:
“الأفراد الكوير اللي بيتعرضوا لرفض عائلي معرضين للقلق والاكتئاب بمعدل الضعف، لكن اللي عندهم شبكة دعم من المجتمع، بيكون عندهم قدرة أعلى على التعافي النفسي والاستمرار في حياتهم.”
إن العيلة تكتشف هويتنا الكويرية ممكن يكون لحظة صعبة جدًا، لكن مش نهاية العالم. فيه طرق نحمي بها نفسنا، ونخلق بيئة آمنة، ونبني خطوات لحياة نعيش فيها بكرامة وصدق.
إحنا مش لوحدنا، وفيه آلاف منّا بيواجهوا نفس الظروف، وبيلاقوا طرق جديدة للصمود والاستمرار.