تُعتبر كراهية ورهاب المثلية وكراهية ورهاب العبور الجنسي أحد أكبر التحديات التي تواجه أفراد مجتمعات الميم في العديد من المجتمعات في الدول الناطقة بالعربية.
تتجسد كراهية ورهاب أفراد مجتمعات الميم في مجموعة من التصرفات والمواقف السلبية تجاه المثليين والترانس وأفراد مجتمعات الميم وتشمل مجموعة من الأشكال التي تتراوح بين الوصم الاجتماعي والرفض والكراهية والعنف المباشر.
كما تؤدي الكراهية والرهاب إلى تشكيل واقع معقد مليء بالصراعات الداخلية والخارجية التي تؤثر بشكل عميق على صحة الأفراد النفسية والجسدية.
- الوصم الاجتماعي
الوصم الاجتماعي هو أول وأبسط أشكال الكراهية ضد أفراد مجتمعات الميم. يشير إلى التعامل مع الأشخاص كـ منبوذين أو شاذين أو مرضى بسبب (هويتهم الجنسية) ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية.
في مجتمعاتنا، يرتبط رهاب المثلية والعبور الجنسي بتصورات اجتماعية ودينية وطبية غير دقيقة، حيث يُنظر إلى تلك الهويات كأفعال غير أخلاقية أو حتى خطيئة أو مرض ومخالفة للطبيعة.
تتجلى هذه الظاهرة في استخدام الألقاب المسيئة التي تُستخدم بشكل متكرر في الأحاديث اليومية سواء في الشارع أو وسائل الإعلام.
هذا النوع من الوصم يساهم في بناء ثقافة من العزلة النفسية والاجتماعية للأفراد من مجتمعات الميم، مما يجعلهم يشعرون بالعجز، ويدفع العديد منهم إلى إخفاء هويتهم أو الانصياع للضغوط الاجتماعية.
- الصمت الاجتماعي
أحد أشكال رهاب المثلية والعبور الجنسي في المجتمعات الناطقة بالعربية هو الصمت المطبق الذي يحيط بالمثليين والترانس وأفراد مجتمعات الميم وهوياتهم.
في مجتمعاتنا، يُعتبر الحديث عن المواضيع المتعلقة بالهوية الجنسية والميول الجنسية والهوية الجندرية من المحظورات الاجتماعية.
لا يُسمح للأفراد الكويريين بالتعبير عن أنفسهم بحرية، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، مما يؤدي إلى حرمانهم من فرص الدعم والتفاعل الاجتماعي.
لا يقتصر الصمت على عدم التحدث عن القضايا الكويرية، بل يتعلق أيضًا بعدم وجود مناقشات أو منصات عامة تسلط الضوء على تلك أفراد مجتمعات الميم وقضاياهم.
ونتيجة لذلك، يظل الأفراد من مجتمعات الميم معزولين عن بعضهم البعض، ولا يجدون مساحات آمنة للتعبير عن أنفسهم أو تبادل الخبرات، مما يزيد من الشعور بالوحدة والاكتئاب.
- العنف النفسي والإجتماعي
العنف النفسي هو شكل آخر من أشكال رهاب المثلية والعبور الجنسي، ويظهر في التعاملات اليومية على شكل نكات وسخرية، وشتائم، وإهانات، وتهديدات، ورفض من الأصدقاء والعائلة، وتهديدات، وعنف.
يمكن أن يؤدي العنف إلى تداعيات نفسية عميقة، حيث يعاني الأفراد من القلق المستمر، والخوف، والاكتئاب نتيجة التعرض الدائم للرفض الاجتماعي.
يواجه أفراد مجتمعات الميم في منطقتنا تهديدات مستمرة على حياتهم الشخصية والاجتماعية، وخاصة في أماكن العمل أو في العلاقات العائلية.
يتضمن العنف النفسي التهميش من المؤسسات الاجتماعية والدينية والسياسية، والتي تُعتبر محورية في بناء الهوية المجتمعية.
- الضغط الاجتماعي والضغط الأسري
في مجتمعاتنا، يعد الضغط الاجتماعي والضغط الأسري من أكثر أشكال رهاب المثلية تأثيرًا على الأفراد المثليين والترانس ومن مجتمعات الميم.
العديد من الأشخاص الكويريين في مصر يواجهون ضغوطًا هائلة من عائلاتهم ومجتمعاتهم لتغيير هويتهم أو عزلها وإخفاؤها تمامًا.
يمكن أن يتسبب الضغط في مشاعر الذنب والشعور بأن الهوية الكويرية هي أمر غير مقبول في مجتمعاتهم. الأسوأ من ذلك، أن بعض العائلات قد تلجأ إلى العنف النفسي أو الجسدي لتصحيح هذا “الانحراف”، مما يزيد من الأعباء النفسية على الأفراد الكويريين.
- العنف الجسدي والتهديدات المباشرة
أخطر أشكال رهاب المثلية والعبور الجنسي في مجتمعاتنا، هو العنف الجسدي والتهديدات المباشرة والتي تصل إلى تهديدات بالقتل والاختطاف والسجن والتعذيب أو القتل والتعذيب والسجن الفعلي.
في بعض الحالات، قد تستخدام القوانين التي تجرم الفجور أو الفساد الأخلاقي والآداب العامة كـ أسلحة قانونية ضد أفراد مجتمعات الميم، مما يضعهم في خطر متزايد.
في السنوات الأخيرة، وثقت العديد من حالات العنف الجسدي ضد أفراد من مجتمعات الميم، سواء من قبل أفراد المجتمع أو حتى من قبل السلطات. لا يقتصر العنف على الاعتداءات الجسدية فقط، بل يشمل أيضًا الاعتقال والتعذيب في بعض الحالات.