أطياف

من ضحية إلى مدافعة: أول شرطية باكستانية ترانس

بعد أن تحملت ريم شريف أول شرطية باكستانية ترانس العديد من التهديدات بالقتل، والتحرش الجنسي، والشتائم والإهانات المليئة بالكراهية للترانس حين كانت تدرس في الجامعة، قررت ريم شريف بأن تعمل في الشرطة من أجل الدفاع عن وحماية الأشخاص الترانس من أي إساءة أو انتهاك.

في أول شهرين عمل لها كشرطية مدافعة ومساعدة للترانس، قامت ريم بمساعدة حوالي ستة عشر شخص ترانس في مدينة “روالبيندي” في “بنجاب”، أكثر المدن سكاناً في “باكستان”، كما احتضنت و رحبت بحوالي أربعين شخص ترانس قاموا بزيارة مكان عملها بدافع الفضول. 

في حديث لـ ريم شريف مع مؤسسة “رويترز”،  أخبرتهم التالي: “تلقينا البارحة مكالمة من امرأة ترانس تخبرنا بأن إخوانها يهددونها بالقتل. ذهبت بعدها وتحدثت لإخوانها عن تقبلها وتقبل فكرة أن ظنهم بكون تلك المرأة التي اعتادوا على رؤيتها و التعامل معاها كأخ لهم، هي في الحقيقة طول تلك السنين هي أخت لهم. وفي قضية أخرى كان هناك مستأجر سيطرد من المنزل لكونه ترانس ولكن استطعت منع حدوث ذلك.”

حتى عام 2009 كانت “باكستان” تُعرّف الأشخاص الترانس تحت مسمى “جنس ثالث”، وحتى عام 2017 قامت دولة “باكستان” بالاعتراف بهم بعيداً عن هذا التصنيف، وحتى الآن تم تحديد ما يقارب من حوالي 500,000 شخص ترانس يعيش في دولة “باكستان” التي يعيش بها ما يقارب 207 مليون نسمة. 

لكن برغم ذلك الاعتراف من الدولة بالأشخاص الترانس، ما زال هناك سوء فهم، وعنف، وتمييز يمارس عليهم، فأي شخص ترانس لا تتوافق هويته الجندرية مع ما يوجد في شهادة الميلاد، يصبح من الصعب أن يتم قبولهم في أي عمل، وتوفير خدمات صحية وتعليمية مناسبة، مع هجر العائلة لهن. خاصةً أن المجتمع الباكستاني مجتمع محافظ، فالنساء تظل بالبيت أغلبية الوقت بدون حقوق لهن، والعلاقات بين الأشخاص من نفس الجنس محرمة ومجرمة ويعاقب عليها بالسجن مدى الحياة.

وأكملت ريم شريف حديثها عن تلك الأوضاع و عما تعرضت له من عنف في الجامعة قائلة: “كانت تلك أسوأ أيام حياتي، كنت حينها في حالة اكتئاب وبصحة غير جيدة وأكملت دراستي أونلاين، وعانيت حتى يتم قبولي من عائلتي، فبالنسبة لأخواتي كنت دوماً مصدراً للخجل والعار بالنسبة لهم، أخبرني أحدهم من قبل بأنه سيجد صعوبة في تزويج أطفاله إذا عرف الناس عني، تألمت لسماع هذا لكن أخبرته بأن الناس ليسوا بحاجة لأن يعرفوا عن وجودي ونحن نعيش في مدن مختلفة على أي حال وبإمكاني أن أعيل نفسي. والناس الآن تأخذني وتعاملني بجدية منذ أن بدأت أن أعمل في قسم شرطة ‘تحفظ’ أول قسم شرط يتبنى ويعمل على مشروع حماية الأشخاص الترانس منذ الثاني عشر من شهر مايو.” وأضافت ريم شريف: “قد يتبع الأشخاص الترانس خطوات من سبقوهم في امتهان العمل بالجنس التجاري أو الرقص أو التسول، ولكن هذا قد يتغير عند رؤية أشخاص ترانس آخرين كقدوة لهن يعملن أيضاً سواء في التلفاز أو في المحاماة أو في الشرطة، عندها سيدركون أنه بإمكانهم الحلم و الإنطلاق إلى النجوم.”