قال طبيب قطري بارز وناشط في الدفاع عن حقوق مجتمعات الميم في مقابلة مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن قطريين من مجتمعات الميم قد وُعدوا بالسلامة من التعذيب الجسدي، مقابل مساعدة السلطات الأمنية في تعقب الأشخاص الآخرين من مجتمعات الميم في البلاد.
وأوضح الطبيب والناشط، ناصر محمد، الذي يعيش في الولايات المتحدة ولكنه على تواصل مع العشرات من مجتمعات الميم القطريين، أن بعض “المجموعات السرية” لمجتمعات الميم قد تعرضت للاختراق بعد اعتقالات من قبل إدارة الأمن الوقائي في قطر.
وقال محمد: “الكثير من أفراد مجتمعات الميم القطريين لا يعرفون بعضهم البعض… وهذا أكثر أمانًا لهم لأنه عندما تعثر السلطات على أحدهم، فإنهم يحاولون بدأب كشف أصدقائهم ومعارفهم”.
وأردف: “بعض أفراد مجتمعات الميم الذين جرى اعتقالهم تعرضوا للإيذاء الجسدي قبل أن يتم تجنيدهم كعملاء للحكومة”.
وأضاف: “يوجد الآن عملاء للحكومة في مجتمعات الميم وُعدوا بالسلامة من التعذيب الجسدي مقابل العمل في إدارة الأمن الوقائي والمساعدة في العثور على مجموعات من مجتمعات الميم”.
ونبه محمد إلى أن المشجعين الأجانب من مجتمعات الميم في قطر لن يتعرضوا للاضطهاد والملاحقة أثناء وجودهم في البلاد لحضور مباريات في المونديال.
ومع ذلك، حذر الطبيب القطري من أن أفراد مجتمعات الميم المحليين يواجهون واقعًا مختلفًا تمامًا، مضيفا:”إنهم يعيشون في الظل، ويتعرضون للإيذاء الجسدي والنفسي برعاية الدولة”.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد ذكرت في الشهر الماضي أن قوات الأمن الوقائي في قطر اعتقلت تعسفيًا العديد من أفراد مجتمعات الميم وعرّضتهم لسوء المعاملة أثناء الاحتجاز.
ووثقت “هيومن رايتس ووتش” ست حالات ضرب مبرح ومتكرر وخمس حالات تحرش جنسي خلال احتجازهم في أقسام الشرطة بين عامي 2019 و2022.
وقالت رشا يونس، باحثة في هيومن رايتس ووتش، لصحيفة الجارديان إن بعض الحالات كانت أكثر إثارة للصدمة، شارحة: “كانت هناك قصة عن امرأة ترانس احتُجزت في الحبس الانفرادي لمدة شهرين تحت الأرض، وفقدت وظيفتها نتيجة اعتقالها وعدم قدرتها على إخطار مديرها بغيابها”.
وتابعت: “لقد حلقوا شعرها الطويل أثناء الاحتجاز، وضربوها بشدة حتى نزفت، وحرموها من الرعاية الطبية”.
وحاولت صحيفة “الجارديان” الحصول على تعقيب من الحكومة القطرية بشأن مزاعم الطبيب ناصر محمد ومنظمة “هيومان رايتس ووتش”، دون أن تتمكن من ذلك. حسبما نقلت الحرة.
