أطياف

مفتي مصر الأسبق علي جمعة يزعم بأن ارتداء الرجال للقرط (الحلق) يخص المثليين في أوروبا

أثارت تصريحات الدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر، جدلًا واسعًا بعد تعليقه على ارتداء بعض المطربين للقرط (الحلق)، معتبرًا أن هذا الفعل “ليس من زينة الرجال”، وأنه في أوروبا يُنظر إليه كـ”علامة على الشذوذ”.

جاءت هذه التصريحات خلال برنامج “نور الدين والدنيا”، حيث أكد جمعة أن ارتداء الرجال للقرط يعد مخالفًا للأعراف والتقاليد، وذهب إلى القول بأن من يقوم بذلك قد يكون “خرج عن الجادة (أي انحرف عن الحق والصواب)”.

أحد أكثر النقاط المثيرة للجدل في تصريحات علي جمعة هو ربط ارتداء الرجال للقرط بالمثلية الجنسية في بعض الدول الغربية، وهو طرح قوبل بالكثير من الانتقادات. إذ أن ارتداء القرط لم يعد يُنظر إليه كرمز محدد لمجموعة معينة، بل أصبح جزءًا من التنوع في التعبير عن الهوية الشخصية، كما أن الحكم على المظهر الخارجي للأفراد لا يعكس بالضرورة ميولهم أو هويتهم، فالمثليين لا يعبرون عن أنفسهم بطريقة محددة، لأن الاشتراك في الميول الجنسية أو الهوية الجندرية لا يعني الاشتراك في التفضليات الشخصية أو غيرها.

لطالما ارتبطت المظاهر الشخصية بالثقافة والتقاليد السائدة في كل مجتمع، وفي حين أن ارتداء الرجال للأقراط قد لا يكون شائعًا في المجتمعات ذات الأغلبية المسملة أو الناطقة بالعربية، فإنه ليس أمرًا جديدًا في العديد من الثقافات الأخرى، بل كان يُمارس في مراحل تاريخية مختلفة وحتى بين بعض الشخصيات الدينية والتقليدية في عصور معينة.

أما في العصر الحديث، فالموضة أصبحت عنصرًا متغيرًا باستمرار، ولا يمكن حصرها في قوالب ثابتة، إذ يعبر الأشخاص عن أنفسهم بطرق مختلفة، سواء في الموسيقى، والأزياء، أو المظهر الشخصي، مما يجعل فرض تفسير ديني أو ثقافي معين على الجميع محل نقاش دائم. كما يبرز تساؤلات هامة عن محاولات رجال الدين السيطرة على المجتمع وأدق تصرفاته من أبسط الحريات الفردية في المظهر والممارسات.