وقّعت ما يقرب من عشرة آلاف امرأة من النساء منسجمات الجندر(سيسجندر Cisgender)، ليسوا ترانس، في المملكة المتحدة على عريضة ترفض الخطاب الإقصائي ضد النساء الترانس مؤكدات أن هذا الخطاب لا يُمثلهن ولا يساعد على حمايتهن.
العريضة التي جاءت تحت عنوان “ليس باسمنا” (Not In Our Name)، نُشرت يوم الاثنين، وصرحت فيها الموقعات بأن من يروج لفكرة أن النساء الترانس يشكلن تهديدًا للنساء منسجمات الجندر، “لا يتحدث باسمنا”. وجمعت العريضة أكثر من 9,600 توقيع حتى الآن.
“التهديد الحقيقي هو إساءة استخدام السلطة من قبل الرجال منسجمين الجندر”
تُشدّد العريضة على أن جميع النساء يجب أن يتوحدن حول حقيقة واحدة وهي أن “الرجال منسجمين الجندر الذين يسيئون استخدام سلطاتهم هم التهديد الحقيقي”.
وجاء في نصها: “عشنا طوال حياتنا في مواجهة التحرش، والتمييز، والعنف، والإساءة بأشكال لا تُعد ولا تُحصى: من مضايقات الشوارع في الطفولة، إلى التمييز في أماكن العمل، ومن العنف الأسري إلى الاعتداء الجنسي، ومن اسكاتنا في غرف الاجتماعات إلى لومنا على الجرائم المرتكبة بحقنا. نحن نعرف جيدًا شكل التهديد الحقيقي للنساء.”
خلفية الجدل: استبعاد النساء الترانس من المساحات المخصصة للنساء
الجدل حول دخول النساء الترانس إلى المساحات أحادية الجنس والمخصصة فقط للنساء (مثل الحمامات وغرف تغيير الملابس) تصاعد مؤخرًا، مع استمرار بعض الجهات الحكومية ومنظمات مثل لجنة المساواة وحقوق الإنسان (EHRC) في الدفع نحو تغييرات تقيد دخول النساء الترانس إلى هذه المساحات، بدعوى “حماية النساء منسجمات الجندر”.
وقد اقترحت اللجنة أن تُطلب جوازات السفر من الأشخاص الترانس عند دخولهم مرافق مخصصة للجنس الذي يعرّفون به، رغم عدم وجود أدلة على أن ذلك يزيد من أمان النساء.
وفي أبريل، أدلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتصريح مثير للجدل قال فيه إنه “لا يعتبر النساء الترانس نساءً حقيقيات”، ما أثار انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان وأفراد مجتمعات الترانس ومجتمعات الميم.
العنف ضد النساء: الحقائق لا تدعم الإقصاء
تشير البيانات التي استشهدت بها العريضة إلى أن الرجال منسجمي الجندر هم المسؤولون الأساسيون عن العنف ضد النساء، حيث كشف تقرير تعداد قتل النساء لعام 2023 أن امرأة واحدة تُقتل على يد رجل كل ثلاثة أيام في المملكة المتحدة.
وأضافت العريضة:
“لقد سئمنا من جعل النساء الترانس كبش فداء من قبل الساسة الذين يرفضون مواجهة عنف الذكور.
سئمنا من الإعلام الذي يُضخّم الكراهية ويستغل معاناة النساء لتحقيق الأرباح.
وسئمنا من نسوية زائفة تتخلى عن أكثر النساء هشاشة، فتجعل الجميع في خطر أكبر.
نحن من نتحدث عن أنفسنا. نقف إلى جانب أخواتنا الترانس. ونطالب بعالم أفضل.”
شهادات داعمة
قدّمت بعض الموقعات شهاداتهن الشخصية مع العريضة. قالت تريش من سَري: “لا أصدق أننا بحاجة إلى مثل هذه العريضة أصلًا. النساء الترانس لسن تهديدًا لأي أحد. إنهن من أكثر الفئات تهميشًا، ويستحقون الحماية والمحبة.”
وأضافت آنا من ديربيشاير: “أنا ومعظم النساء منسجمات الجندر اللاتي أعرفهن تعرضن لتحرش أو اعتداء من رجال منسجمي الجندر. والنساء الترانس أيضًا عرضة – بل أكثر عرضة – لنفس الانتهاكات. إنهن لا يشكلن أي تهديد.”
الواقع المقلق: الترانسفوبيا وكراهية الترانس تُهدد الأرواح
كشفت التقارير أن أكثر من 5,000 شخص ترانس قد قُتلوا عالميًا بين عامي 2008 و2024، فيما تم الإبلاغ عن 145,214 جريمة كراهية ضد الأفراد الترانس في المملكة المتحدة وحدها خلال 2022-2023.
وقالت العريضة في ختامها:
“من المروع أن يستمر هذا العنف في مجتمع يدعي احترام الحياة الإنسانية. الأفراد الترانس يُحرَمون من الرعاية الصحية، والسكن، والعمل. يُشيطنون فقط لوجودهم، بينما تتعرض النساء منسجمات الجندر لأعنف التهديدات من رجال لا يُحاسبون. التهديد الحقيقي للنساء لم يكن أبدًا في النساء الترانس اللاتي يسعين للعيش بكرامة. التهديد الحقيقي كان دائمًا وسيبقى: ثقافة تعزز عنف الذكور وتُلقي باللوم على الجميع عدا من يرتكبونه.”