في تصريح نادر ومؤثر، عبّر الأمير البريطاني ويليام، دوق كامبريدج، عن دعمه الكامل لأطفاله لو كانوا مثليين أو من مجتمع الميم، مؤكدًا أنه كأب سيكون إلى جانبهم دون قيد أو شرط. جاء هذا التصريح في لقاء عام بمناسبة شهر الفخر العالمي (Pride Month)، ضمن فعاليات زيارته إلى منظمة مختصة بدعم الشباب من مجتمع الميم في المملكة المتحدة.
موقف داعم وموقف أبوي حذر
أوضح الأمير ويليام أن مسألة الهوية الجنسية لأطفاله ليست مصدر قلق بسبب منطلق شخصي، بل لأنه يدرك أن كونهم من العائلة المالكة قد يعرّضهم لضغوط استثنائية من الرأي العام ووسائل الإعلام وخطابات الكراهية.
وقال:
“بكل وضوح، لا يهمني إن كانوا مثليين أم لا. لكن ما يقلقني هو أن تكون أمامهم تحديات إضافية بسبب ذلك… كيف سيكون رد فعل الناس، وكيف سيُنظر إليهم في المجتمع. لا أستطيع أن أكون غير مبالٍ.”
وأضاف:
“أتمنى أن يعيش أطفالي في عالم لا يكون فيه اختلاف الهوية مشكلة، وعلينا جميعًا أن نساعد على بناء هذا العالم، وأن نترك الكراهية والتمييز في الماضي.”
خطوة غير مسبوقة في تاريخ العائلة المالكة البريطانية
تصريحات الأمير ويليام لاقت ترحيبًا واسعًا من منظمات حقوق الإنسان ومجتمع الميم في بريطانيا وحول العالم. فهذه المرة الأولى التي يُعبّر فيها عضو بارز في العائلة المالكة علنًا عن موقف داعم ومباشر لحقوق أفراد مجتمع الميم.
وقد وصفت صحيفة The Guardian التصريح بأنه “لحظة تحول رمزية تعكس انفتاحًا أكبر في مؤسسة ملكية كانت تقليديًا محافظة”، مشيرة إلى أهمية مثل هذه الرسائل في كسر الصمت والمساهمة في مناخ أكثر تقبلًا واحترامًا للتنوع.
تأثير الرموز العامة في مناهضة التمييز
أشادت منظمات مثل Stonewall وHuman Rights Campaign بموقف الأمير، معتبرة أن التصريحات من شخصيات عامة ذات مكانة مرموقة لها تأثير كبير في تقليص وصمة العار ومناهضة رهاب المثلية (الهوموفوبيا) في المجتمعات المحافظة.
وفي هذا السياق، أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة Stonewall، روث هانت، أن:
“الأمير ويليام أرسل رسالة واضحة للأهالي: أن تحبوا أطفالكم وتدافعوا عنهم، بغض النظر عن هوياتهم، هو أعظم ما يمكن أن تقوموا به.”
العائلة المالكة والمجتمع الحديث
رغم أن العائلة المالكة البريطانية تحرص على الحياد في القضايا السياسية والاجتماعية، فإن مواقف مثل تلك التي صدرت عن الأمير ويليام تُظهر تغيرًا في نهج التواصل مع المجتمع وتقبلًا أكبر للتنوع.
وقد رأى مراقبون أن هذا الموقف سيساهم في تشجيع مزيد من الأسر المحافظة على دعم أبنائها من مجتمع الميم، خاصة في البيئات التي لا تزال تنظر للمثلية بعين من التمييز والرفض.
الأبوة قبل كل شيء
في عالم لا يزال يشهد أشكالًا مختلفة من التمييز ضد الأفراد بناءً على ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية، يأتي موقف الأمير ويليام ليرسخ مبدأ إنسانيًا بسيطًا وعميقًا: أن المحبة والدعم هما جوهر الأبوة، وأن تقبل الطفل كما هو، هو أعظم أشكال الحماية.
هذا التصريح ليس مجرد لفتة رمزية، بل إعلان واضح عن ضرورة بناء مجتمعات أكثر عدلًا وإنصافًا، حيث لا يُدان الإنسان بسبب من يكون.