أطياف
بولسونارو

إصابة جديدة لبولسونارو بفيروس كورونا بعد رفضه ارتداء الكمامة بزعم أنها “فعل للمثليين”

أُعلن عن إصابة الرئيس البرازيلي اليميني المتشدد، جايير بولسونارو، بفيروس كورونا المستجد للمرة الثانية، بعد أسابيع من تشخيصه بالإصابة الأولى في يوليو 2020. وتأتي هذه الإصابة الجديدة وسط موجة من الانتقادات بسبب مواقف بولسونارو المتطرفة تجاه الجائحة، أبرزها رفضه ارتداء الكمامة، حيث اعتبرها سابقًا “فعلًا خاصًا بالمثليين”، في تصريح أثار موجة من الغضب محليًا ودوليًا لما يحمله من تمييز وكراهية لمجتمع الميم/عين، فضلًا عن تجاهل صارخ للتوصيات الصحية العالمية.


بولسونارو والكمامات: خطاب كراهية مموه بـ”الرجولة”

عرف عن جايير بولسونارو، الرئيس البرازيلي منذ عام 2019، خطابه المعادي للأقليات، بما في ذلك تصريحاته المهينة تجاه النساء والمثليين والسود والسكان الأصليين.
وفي بداية أزمة فيروس كورونا، أصرّ بولسونارو على التقليل من خطر الفيروس، ووصفه بـ”الإنفلونزا الخفيفة”، ورفض فرض قيود صحية صارمة، بل وشارك في تجمعات دون اتخاذ أي احتياطات وقائية.

أحد أكثر التصريحات إثارةً للجدل جاء عندما قال إن “ارتداء الكمامة فعل يخص المثليين”، وهو ما يُعبّر عن رهاب تجاه المثلية الجنسية، وترويج لصورة مشوهة عن مفاهيم الرجولة، وربطها بالاستهتار بالصحة العامة.


إصابة ثانية تفضح التحدي للعلم

في مطلع يوليو 2020، تم الإعلان عن إصابة بولسونارو بفيروس كورونا، لكنه سرعان ما استأنف نشاطاته السياسية بعد فترة قصيرة. وفي 12 أغسطس، أكدت تقارير صحية أنه ثبتت إصابته مجددًا، مما يطرح تساؤلات حول مدى التزامه بالعزل والتوصيات الطبية.

ورغم المخاطر الصحية الكبيرة، لم يبدِ بولسونارو ندمًا على تصريحاته السابقة أو تصرفاته التي قللت من شأن الجائحة، مما دفع العديد من المراقبين إلى القول بأن سلوكه لا يهدد فقط صحته الشخصية، بل يعرض حياة ملايين البرازيليين للخطر.


ردود فعل محلية ودولية: إدانة للتمييز والاستهتار

  • منظمات حقوق الإنسان، ومنها “هيومن رايتس ووتش”، سبق وأن أدانت مواقف بولسونارو تجاه الأقليات، واعتبرتها تحريضًا على الكراهية.
  • منظمات الصحة العالمية، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، شددت على ضرورة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي كوسيلة أساسية لمكافحة الجائحة.
  • النشطاء في البرازيل عبّروا عن غضبهم إزاء ربط بولسونارو للإجراءات الصحية بمفاهيم خاطئة حول الهوية الجندرية والميول الجنسية.

الصحة ليست قضية هوية: أهمية خطاب عام مسؤول

ربط الإجراءات الصحية بمفاهيم الرجولة أو المثلية أمر خطير وغير أخلاقي. فهو لا يعرض حياة الناس للخطر فحسب، بل يرسّخ ثقافة الكراهية والتمييز ضد فئات مجتمعية تعاني أصلًا من الوصم والعنف.

في وقت تواجه فيه البشرية جائحة عابرة للحدود والطبقات والهويات، يجب على القادة السياسيين أن يكونوا قدوة في الاحترام، والتضامن، والعقلانية، وليس في نشر الأفكار المتطرفة والمعلومات المضللة.

إصابة جايير بولسونارو بفيروس كورونا للمرة الثانية ليست مجرد خبر صحي، بل رسالة مدوية عن عواقب الإنكار والعنصرية في مواجهة الأزمات.
الكمامة ليست رمزًا لفئة معينة، بل أداة وقاية جماعية. وبدلًا من ربطها بخطاب كراهية، حان الوقت لأن يتعامل القادة مع الأزمات بعقلانية وإنسانية، لأن حياة الناس على المحك.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.