أطياف
ميسون دواس

أول مسلمة منتخبة في مجلس مدريد تُشرف على زواج امرأتين مثليتين: ميسون دواس نموذج للتعددية والشجاعة السياسية

في لحظة استثنائية تحمل رمزية كبيرة، شاركت السياسية الإسبانية من أصول مغربية ميسون دواس، بصفتها نائبة عمدة مدريد، في الإشراف على مراسم زواج امرأتين مثليتين، مؤكدةً من خلال مشاركتها العلنية دعمها لحقوق مجتمع الميم/الكويري (LGBTQ+) في بلدها، ورافضةً كل أشكال التمييز أو التهميش.

وقد نشرت دواس صورة عبر حسابها الرسمي على تويتر أثناء حفل الزواج وعلّقت عليها قائلة:

“على الرغم من الصعوبات التي نعيشها، هناك دائمًا وقت للحب”.


من غرناطة إلى مدريد: صعود سياسي لامرأة مسلمة كويرية الحلفاء

تنحدر ميسون دواس من مدينة غرناطة جنوب إسبانيا، وهي من أبوين مغربيين مهاجرين. نشأت في بيئة متعددة الهويات الثقافية واللغوية، ما ساعد في تشكيل رؤيتها السياسية والاجتماعية المنفتحة. وقد أصبحت دواس أول امرأة مسلمة تنتخب لعضوية مجلس مدريد، وهي تُعد من أبرز الأصوات التقدمية المدافعة عن العدالة الاجتماعية والتعددية داخل المشهد السياسي الإسباني.

ميسون دواس

موقف علني لصالح الحقوق الكويرية

ما قامت به دواس لا يُعتبر مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو تصريح سياسي صريح بدعم الحق في الحب والزواج بغض النظر عن الجنس أو الهوية الجندرية. ويكتسب هذا الفعل أهمية خاصة في ظل ما تشهده العديد من الدول الأوروبية من تصاعد في الخطابات اليمينية المتطرفة التي تهاجم المهاجرين والمثليين والمسلمين.

في حديث صحفي سابق، شددت دواس على أهمية تقاطع النضالات، قائلة:

“لا يمكن فصل النضال ضد العنصرية عن النضال ضد التمييز الجنسي والجندري. جميع هذه النضالات متشابكة، ويجب أن نقف معًا.”


إسبانيا والمساواة في الزواج: نموذج إقليمي متقدم

كانت إسبانيا من أوائل الدول الأوروبية التي شرّعت زواج المثليين، وذلك في عام 2005. ومنذ ذلك الحين، تُعد البلاد واحدة من أكثر البلدان دعمًا لحقوق أفراد مجتمع الميم، رغم استمرار وجود بعض التحديات الاجتماعية والثقافية، خاصة في المناطق ذات الطابع المحافظ أو بين بعض المهاجرين ذوي الخلفيات التقليدية.

تشير استطلاعات رأي أوروبية حديثة إلى أن أكثر من 80% من الإسبان يؤيدون زواج المثليين، مما يعكس تغيرًا ثقافيًا عميقًا في بنية المجتمع خلال العقدين الماضيين.


التمثيل السياسي وتغيير الصور النمطية

وجود ميسون دواس في منصب رسمي مرموق هو خطوة مهمة نحو تفكيك الصور النمطية التي لطالما ارتبطت بالنساء المسلمات والمهاجرات، خصوصًا في الخطابات الإعلامية السائدة. فهي تُجسّد واقعًا جديدًا تكون فيه الهوية الإسلامية متصالحة مع القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية.


الحب والتمثيل السياسي في وجه الكراهية

يأتي هذا الحدث في وقت يتزايد فيه التوتر في بعض المجتمعات الغربية بسبب القضايا المتعلقة بالهوية الجنسية والدينية والهجرة. إلا أن دواس، من خلال موقفها، تؤكد أن هناك دائمًا مكانًا للحب والمساواة، حتى في أكثر اللحظات تعقيدًا سياسيًا واجتماعيًا.


دعوة للتمثيل والعدالة

الرسالة التي ترسلها ميسون دواس إلى العالم من خلال إشرافها على زواج امرأتين مثليتين واضحة: التمثيل السياسي ليس مجرد شغل منصب، بل مسؤولية في الدفاع عن الحقوق، ونقطة بداية لبناء مجتمع أكثر عدالة وشمولية.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.