في تطور لافت وسط التوترات السياسية والإعلامية، تعرض موقع قناة TeN الفضائية، التي تبث من مصر وتديرها كوادر مصرية بتمويل إماراتي، لعملية اختراق مساء الثلاثاء الماضي. وقد قام مجهولون بتلوين صورة رئيس القناة وعضو المجلس الأعلى للإعلام نشأت الديهي بألوان علم الفخر (قوس قزح)، في إشارة رمزية إلى تضامنهم مع مجتمع الميم وردًا على خطاب الكراهية الذي تبناه الإعلامي بحق هذه الفئة.
خلفية الهجوم الإلكتروني: تحريض وتبرير للحملات الأمنية
يأتي هذا الاختراق في أعقاب موجة تحريضية أطلقها نشأت الديهي على الهواء مباشرة ضد “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، والتي اعتُقل مديرها التنفيذي وعضوان آخران منها مؤخرًا ضمن حملة أمنية متواصلة تستهدف المنظمات الحقوقية المستقلة في مصر.
وكان الديهي قد خصّص حلقات للتهجم على المبادرة، محاولًا وصمها بأنها “تروج للشذوذ الجنسي” بسبب دفاعها عن حقوق أفراد مجتمع الميم، وهي سردية تتكرر بشكل ممنهج في الإعلام الموالي للنظام المصري لتشويه العمل الحقوقي وضرب شرعية منظماته.
المخترقون يرفعون شعارات التضامن مع المبادرة
لم يقتصر الهجوم الإلكتروني على تلوين صورة نشأت الديهي، بل تضمن أيضًا رفع شعار “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” على الموقع المُخترق، في رسالة مباشرة تؤكد أن التحريض على مجتمع الميم والمنظمات الحقوقية لن يمر دون مقاومة، حتى وإن كانت إلكترونية.
وبحسب مصادر صحفية، اضطرت القناة إلى إغلاق موقعها بشكل مؤقت في محاولة للسيطرة على الاختراق واستعادته لاحقًا، الأمر الذي أثار تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون فعلًا رمزيًا في وجه قمع الحريات والتعبير في مصر.

نشأت الديهي وسجل تحريضي طويل ضد مجتمع الميم
عرف الديهي بتصريحاته العدائية تجاه المواطنين المثليين والترانس، حيث يصفهم مرارًا بأنهم “خطر على المجتمع”، ويعتبر المطالبة بحقوقهم “أجندة أجنبية”. كما يربط دومًا بين الدفاع عن الحريات الفردية والانحلال الأخلاقي، في محاولة لتأليب الرأي العام على منظمات المجتمع المدني، مستخدمًا المنابر الإعلامية كأداة سياسية وأمنية.
بين القمع الأمني والمقاومة الرقمية
تشير هذه الواقعة إلى تزايد أشكال المقاومة ضد القمع الممنهج الذي تمارسه السلطات المصرية وأذرعها الإعلامية ضد الأصوات المعارضة، وخصوصًا ضد الناشطين المدافعين عن حقوق مجتمع الميم. وبينما تخنق الدولة الأصوات الحقوقية في الشارع، يبدو أن الإنترنت يتحول إلى مساحة جديدة للتضامن، وإن كان رمزيًا أو مؤقتًا.
ضرورة دعم الحريات ووقف التحريض
تسلط هذه الحادثة الضوء على أهمية الدفاع عن حرية التعبير، ووقف حملات الكراهية والتحريض التي يقودها الإعلام الرسمي ضد الفئات المهمشة في المجتمع. كما تعيد التأكيد على الحاجة إلى التضامن مع منظمات مثل “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” التي تمثل إحدى أهم روافد الدفاع عن الحقوق والحريات في مصر.