أطياف

خواطر مثلية روحانية: رمضان شهر التسامح ولكن ليس بالنسبة لأفراد مجتمعات الميم

بينما يحتفل مئات الآلاف من الأفراد حول العالم بشهر رمضان الكريم والأجواء التي تحضر معه من الروحانيات والتسامح والترابط بين كافة الأفراد وهي سمات ارتبطت بالشهر الكريم وتتزايد معه كل عام، إلا أن هذه الأجواء لا تزور أفراد مجتمعات الميم المسلمين محملة بما تحمله للآخرين.

في حين تمثل الروحانيات الكثيفة التي تنتشر في رمضان فرصة للأفراد لتحسين حياتهم ومشاعرهم النفسية والعاطفية، إلا أنها بالنسبة لمجتمعات الميم المسلمين بمثابة حصاد سنوات من خطابات الكراهية والعنف الدينية التي تستهدفهم بسبب هويتهم الجنسية وتتوعدهم بأسوء المصائر لا لشيء إلا لاختلاف هويتهم الجنسية.

تؤثر هذه الخطابات بالسلب على الصحة النفسية لأفراد مجتمعات الميم المسلمين وتعزلهم عن محيطهم وتزيد من شعورهم بالذنب وجلد وكراهية وتعنيف الذات لمجرد التصرف على أساس طبيعتهم التي ولدوا وتشكلوا عليها.

كما ترتفع خطابات العنف الدينية والروحانية التي تستهدف أفراد مجتمعات الميم على وجه الخصوص على أساس هويتهم في شهر رمضان من رجال الدين الذين يولون اهتمامًا خاصًا بأفراد مجتمعات الميم على أساس هويتهم الجنسية وتزايد هذا الاهتمام في السنوات الأخيرة تدريجيًا مع زيادة ظهور أفراد مجتمعات الميم في الدول ذات الغالبية المسلمة وحول العالم.

فبدلاً من التركيز على نشر وتعزيز روح وقيم التسامح والتعايش والحب وتقبل الآخر، يشغل بعض أفراد مجتمعات الميم المسلمين الذين يكرهون ذاتهم وهويتهم ورجال الدين أوقاتهم بالتسلط الديني على من يعيشون حياتهم حسب طبيعتهم التي لا تؤذي غيرهم، كونهم يكونون علاقات عاطفية مع آخرين بالغين راشدين. كما يبثون خطابات الكراهية الدينية تجاه الذات والآخرين مما يؤثر على الصحة النفسية والعامة لأفراد مجتمعات الميم ويزيد من معاناتهم ويدفع بهم إلى التهلكة.

أرجو أن يأتي رمضان يومًا وقد زالت كراهية الذات عن بعض أفراد مجتمعات الميم المسلمين الذين ينكرون أنفسهم وأن تكون قلوبهم قد امتلأت بالحب والطمأنينة والراحة والروحانية من تسامح إيمانهم مع هويتهم الجنسية وأن يركزوا على مشاركة أجواء الشهر الكريم مع شركائهم الذين يشاركونهم الحب والحياة والروحانيات في نهار رمضان وليله.

كما أرجو أن ينشغل رجال الدين ببث والتأكيد على القيم التي تعكس روح الشهر الكريم من التسامح والتآخي والحب بدلاً من التركيز على نشر الكراهية والعنف ضد أفراد مجتمعات الميم وإبعادهم بشكل ترهيبي عن المساحات الدينية التي يريدون أن يكونوا جزءًا منها. فهذه الخطابات لم تساعد أفراد مجتمعات الميم المسلمين يومًا بل زادت من معانتهم أكثر وأكثر وبعضهم قد خسروا حياتهم نتيجة تلك الخطابات العنيفة غير أن آخرون ارتبكوا ممارسات عنيفة باسمها.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.