أطياف
ترانس في مصر

أول امرأة ترانس في مصر… سالي عبد الله

عُرفت سالي عبد الله في مصر والدول الناطقة عربيًا في ثمانينات القرن الماضي كـ أول ترانس في مصر عندما أجرت أول عملية للعبور الجنسي معروفة إعلاميًا.

عُرفت سالي عبد الله في مصر والدول الناطقة عربيًا في ثمانينات القرن الماضي كـ أول ترانس في مصر عندما أجرت أول عملية للعبور الجنسي معروفة إعلاميًا.

وتقول سالي في مقابلة تلفزيونية مع برنامج “مساحة حرة” الذي قدمته الممثلة المصرية إسعاد يونس وأذيع في التسعينات عبر قناة أوربت، أنها كانت تشعر بأنها فتاة منذ تشكل وعيها على الحياة. وأنها كانت تخاطب نفسها بالمؤنث، لأنها “أنثى منذ البداية”.

يعني ايه ترانس؟ وكيف يحصل العبور أو التصحيح الجنسي؟

تحذير: تحتوي الحلقة التلفزيونية على مفردات وخطابات تحمل كراهية للترانس مثل استخدام ضمائر غير مناسبة

وتضيف سالي أنها لطالما فضلت اللعب والاختلاط بالفتيات عن الأولاد لأنها لم تشعر بالألفة مطلقًا معهم. وأن عائلتها حاولت جاهدة منعها من ذلك دون استجابة منها. 

وتقول سالي أنها عندما نضجت لم تشعر أبدًا أنها “ولدًا”، وأنها حاولت الانشغال عن التفكير بهويتها الجنسية بالمذاكرة، وأن والدها شعر بها، مما جعله يُلحقها بالتعليم الأزهري حيث لا يوجد اختلاط بين الطلاب والطالبات.

وتوضح سالي أن سؤالها الذاتي حول هويتها الجنسية وعدم اختبارها البلوغ، دفعها إلى الالتحاق بكلية الطب، كي تفهم أكثر عن هويتها الجنسية وجسدها.

أول ترانس في مصر وفي الأزهر

بدأت سالي العلاج الهرموني مع التحاقها بكلية الطب بجامعة الأزهر بالقاهرة وأجرت عملية العبور الجنسي عام 1988. وتقبلتها عائلتها وكنت بجانبها طوال رحلة العبور الجنسي بعدما تأكدوا أنه لا توجد فرصة لتكون “رجلاً”.

وبعد عبورها الجنسي وتغيير أوراقها الرسمية لتعكس جنسها الحقيقي، توجهت سالي إلى الجامعة بالأوراق حتى تنتقل إلى كلية الطب فرع البنات، مما صدم العاملين بالجامعة وشكلوا مجلس تأديبي في 13 أبريل عام 1988 انتهى بقرار فصلها من كلية الطب بجامعة الأزهر من كلية متعللين بأنهم “لا يعرفون الجنس الصحيح لهذه الطالبة أو هذا الطالب”، وذلك قبل تخرج سالي بفترة قليلة، حيث كانت في السنة الخامسة بالكلية. لم يكتفوا عند هذا الحد، بل تقدموا ببلاغ إلى النائب العام ضد الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية لسالي، متهمين إليه بـ”تشويه جسد” مواطن مصري.

لم أشعر ولو للحظة واحدة بالندم لإجراء العملية بل على العكس كل لحظة أحمد الله على القرار.

سالي في تصريحها إلى اليوم السابع

معارك قضائية من أجل الهوية

أحال النائب العام البلاغ إلى نيابة الجيزة التابع لها المستشفى وحققت السلطات مع عزت عشم الله وهو طبيب جراح شهير بالقاهرة، كما حققت مع سالي وأسرتها، وانتهي التحقيق بالحفظ في أول أكتوبر 1989 وبراءة الطبيب.

عُرفت حينها قضية سالي في مصر والمنطقة وكتبت الصحف ونشرت البرامج التلفزيونية عنها، وأصدر على إثر ذلك شيخ الأزهر حينها محمد سيد طنطاوي فتوى قائلاً فيها: “يجوز إجراء العمليات لمن لا يتضح جنسه وتكون واجبًا في تلك الحالة متى نصح بذلك الطبيب.”

لجأت سالي للقضاء للطعن على قرار جامعة الأزهر، وقدم دفاع سالي الدكتور بدر طه قنديل المحامي صورة من نص القانون الدستوري الذي يقر حق التعليم لكل المواطنين، فيما دافع محامي جامعة الأزهر باستهداف شخص سالي ومهنتها التي امتهنتها بعض الوقت، أن الطالبة تمارس مهنة الرقص، و”لا يصح” إلحاقها بجامعة الأزهر لأنها “جامعة إسلامية” مرفقًا عددًا من الصور لها وهي ترتدي بدلة الرقص. وقضت المحكمة بعدم قبول الطعن المقدم من سالي وأيدت قرار رئيس جامعة الأزهر.

أنا اشتغلت راقصة علشان أثبت للناس إني ست، وأثبت للأزهر أني مش جنس ثالث زي ما كانوا بيقولوا عني وأقدر أدرس فيه.

سالي

وتقدم محامي سالي باستشكال أمام المحكمة الإدارية العليا والتي أحالت القضية إلى هيئة المفوضين، وجاء ردها الذي أعده المستشار حسين محمد صابر نائب رئيس هيئة المفوضين، بعدم قبول الاستشكال استنادًا إلى عدم قبول إلحاق “راقصة” في جامعة الأزهر، باعتبارها “جامعة إسلامية”.

تحذير: تحتوي الحلقة التلفزيونية على مفردات وخطابات تحمل كراهية للترانس مثل استخدام ضمائر غير مناسبة

ايه يعني الأزهر؟ الأزهر له طبيعة خاصة آه ولكن مش ضد القانون.

محامي الدفاع عن سالي ردًا على محامي الأزهر في إحدى المرافعات

وبعد أكثر 18 عامًا في المحاكمات والمرافعات، وتحديدًا عام 2006، حكمت المحكمة الإدارية العليا بأن من حق سالي أن تكمل دراستها فى كلية الطب فى جامعة الأزهر فرع البنات، وبهذا ألغت المحكمة حكم محكمة القضاء الإدارى التي أيدت قرار جامعة الأزهر برفض قيدها في كلية الطب فرع البنات. وأكدت المحكمة أن سالي بتغيير جنسها إلى أنثي قد أصبحت في مركز قانوني جديد ويجب أن تُعامل على هذا الأساس “بصفتها ونوعها الجديد”، حسبما نقلت عنها المصري اليوم.

الأزهر قضى على حلمى الوحيد فى الحياة إني أصبح طبيبة وأرضي أمي وأبي اللي ساعدوني ووقفوا جنبي.

سالي في تصريح إلى اليوم السابع معلقةً على امتناع جامعة الأزهر عن تنفيذ الحكم القضائي

كانت سالي قد التحقت بكلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرجت فيها. كما تزوجت مرتين وعملت كـ مدرسة للأطفال بسبب حبها للأطفال ورغبتها في أن تكون أمًا.

وعملت سالي في مركز حقوقي لمساعدة الأشخاص الترانس في مصر، وهو مركز الكلمة لحقوق الإنسان، وأنها تدرس المحاماة وعرفت نفسها بأنها ناشطة حقوقية، وتحاول التعريف بالخطوات للعبور الجنسي أو “التصحيح الجنسي” حسبما تقول، وأنها تحاول مواجهة استغلال الأطباء والتي مرت هي نفسها به، حيث طالبها أطباء بأسعار مرتفعة جدًا لإجراء العملية الجراحية قبل أن تلتقي بالطبيب عزت عشم الله، حسبما نقلت عنها وسائل إعلامية مصرية.

شروط الاستخدام

محتوى أطياف مرخص برخصة المشاع الإبداعي. يسمح بإعادة نشر المواد بشرط الإشارة إلى المصدر بواسطة رابط تشعبي، وعدم إجراء تغييرات على النص، وعدم استخدامه لأغراض تجارية.