مصطلح “كوير” Queer هو مصطلح إنجليزي يعتقد إن أصله ألماني بيشير لأي حد مش مغاير ومش ترانس في نفس الوقت حاليًا.
تطور مصطلح “كوير” بشكل ملحوظ مع مرور الوقت، وقد يعني أشياء مختلفة حسب السياق، ولكنه عمومًا مصطلح شامل يُستخدم لوصف مجموعة واسعة من التوجهات الجنسية والهويات الجندرية والتعبيرات التي لا تقتصر على المغايرين جنسيًا أو المتوافقين جنسيًا.
معنى مصطلح “كوير” زمان
في القرن الـ16 كانوا بيستخدموه عشان يقولوا “غريب” أو “مختلف”. وفي أواخر القرن الـ19، كان الناس بيتسخدموه عشان يوصفوا أي حد بيعيش أو بيتصرف بطريقة مش مألوفة.
يعني كان بيستخدم في إهانة أي حد مختلف في هويته الجنسية زيها زي كلمة “شاذ” في اللغة العربية.
استعادة مصطلح “كوير” وإعادة تعريفه
أفراد من مجتمعات الميم في بلاد ناطقة بالإنجليزية مع بداية التمانينات قرروا يستولوا على المصطلح ويستخدموه في تعريف نفسهم وهويتهم.
أفراد مجتمعات الميم اتخلوا عن دلالاته السلبية وحولوه وسيلة لرفض التسميات التقليدية حول الجنسانية/الميول والتوجهات الجنسية والجندر/الهويات الجندرية.
ومن هنا المصطلح بقى مستخدم في الإشارة لأي حد مش مغاير ومش ترانس. وبقى مستخدم في الأوساط الأكاديمية والمعرفية.
ومع بداية القرن الـ21 بدأ تعريبه، ولكن استخدامه زاد بين أفراد مجتمعات الميم اللي بيتكلموا عربي في آخر 8 سنين تقريبًا.
وده جزء من إن المصطلح بقى واخد انتشار عالمي ومبقاش مقتصر بس على اللي بيتكلموا إنجليزي.
الاستخدام المعاصر لمصطلح “كوير”
اليوم، غالبًا ما يُستخدم مصطلح “كوير” بشكل شامل لوصف أي شخص لا تندرج توجهاته الجنسية أو هويته الجندرية ضمن المعايير الثنائية التقليدية وهي المغايرة الجنسية وانسجام الهوية الجندرية. يمكن أن يشمل ذلك:
المثليون، أو المثليات، أو مزدوجو الميول الجنسية.
الترانس/العابرين جنسيًا، أو لا ثنائيي/ات الجندر، أو غير المتوافقين جندريًا.
الأشخاص الذين لا يتوافقون مع التوقعات المجتمعية المتعلقة بالجندر والجنسانية إطلاقًا، بمن فيهم اللاجنسيون، أو متعددو التوجهات الجنسية، أو مرني الهوية الجندرية.
نتيجةً لذلك، يُستخدم مصطلح “كوير” كمصطلح شامل للأفراد الذين لا تندرج هوياتهم بدقة ضمن فئات “المغايرين جنسيًا” أو “المنسجمين أو المتوافقين جندريًا”.
النظرية الكويرية
في الأوساط الأكاديمية، أصبح مصطلح “كوير” مفهومًا محوريًا في النظرية الكويرية، وهو مجال متعدد التخصصات يتحدى الطرق التقليدية للتفكير في الجنس والجندر والجنسانية.
تسعى النظرية الكويرية إلى تفكيك الفئات والمفاهيم المجتمعية الجامدة مثل “الذكر” و”الأنثى”، و”المغاير جنسيًا” و”المثلي”، وتحدي المعايير الاجتماعية والثقافية التي تفرض التفكير الثنائي والمحدود.
تفترض النظرية الكويرية أن الهويات الجنسية والجندرية مرنة، ويجب فهمها والتعامل معها من منطلق واسع، لا أن تقتصر على فئات ثنائية أو جامدة أو ثابتة.
مرونة الجندر
بالنسبة للكثيرين، لا يشير مصطلح “كوير” إلى التوجه الجنسي فحسب، بل يشير أيضًا إلى الهوية الجندرية. قد يُعرّف بعض الأشخاص الذين يشعرون بأن هويتهم الجندرية غير ثنائية أو لا تتناسب مع الأدوار الجندرية التقليدية أنفسهم بـ”كوير” للتعبير عن عدم اتباع النمطية المجتمعية.
الاختيار الشخصي والمرونة
من المهم ملاحظة أن مصطلح “كوير” مصطلح مرن وشخصي، ويحمل معانٍ مختلفة لدى مختلف الأشخاص.
يتبنى بعض الأفراد هذا المصطلح لأنه يبدو أكثر شمولًا، بينما قد يفضل آخرون تسميات أكثر تحديدًا مثل “مثلي” أو “مثلية” ومشتقاتهم المختلفة، لأن مصطلح “كوير” يبدو واسعًا جدًا أو غامضًا بالنسبة لهم.
لا يُستخدم “كوير” دائمًا بشكل إيجابي
على الرغم من أن مصطلح “كوير” يُستخدم بشكل إيجابي على نطاق واسع داخل مجتمعات الميم، إلا أنه من المهم توخي الحذر في سياقات معينة. بالنسبة لبعض الناس، وخاصةً الأجيال الأكبر سنًا أو من واجهوا الكلمة كإهانة، قد تحمل كلمة “كوير” دلالات سلبية، وقد يكون استخدامها مسيئًا أو غير لائق حسب الموقف.
الخلاصة:
“كوير” مصطلح مرن وشامل يُستخدم لوصف الأشخاص الذين تقع ميولهم الجنسية أو هوياتهم الجندرية خارج نطاق الأعراف المجتمعية السائدة والتقليدية.
يستخدم المصطلح في إطارين، إطار شخصي للتعبير عن هوية الأفراد، وإطار نظري في المناقشات الأكاديمية داخل الجامعات والمؤسسات والأوساط الأكاديمية حول الجنسانية والجندر.
يحظى هذا المصطلح بقبول واسع من قِبل الكثيرين في مجتمعات الميم كوسيلة لرفض الحاجة إلى التسميات الجامدة وتبني التنوع في التعبير الجنسي والجندري.