من الواضح أن أولمبياد باريس 2024 ليس مجرد مساحة رياضية عالمية فقط، بل أصبح ساحة وسبب لخطابات الكراهية ضد مجتمعات الميم، وخاصة النساء الترانس.
تواجه اللاعبات الترانس تحديات وانتقادات حادة بسبب هويتهن الجندرية، وهي قضايا ليست جديدة في الساحة الرياضية، لكنها برزت إلى الواجهة مع تزايد مشاركة الرياضيين الترانس في الأحداث الرياضية الكبرى.
وتظهر بعض الأصوات التي تستغل هذه الأحداث لنشر كراهية الترانس (الترانسفوبيا). كما في حالة اللاعبة الجزائرية إيمان خليف التي تعرضت لحملة كراهية وعنصرية وترانسفوبيا رغم أنها إمرأة متوافقة جندريًا لمجرد عدم توافق ملامحها مع الصور النمطية للنساء.
تدل موجة الكراهية التي تتعرض لها إيمان خليف متوافقة الجندر لكونها غير نمطية، على حجم الكراهية والعنف التي يتعرض لها النساء الترانس عند مشاركتهمن في أي حدث رياضي أو عام.
فاللاعبات الترانس يتعرضن لهجوم شرس من الكارهين يتضمن بعض الشخصيات العامة مثل إيلون ماسك وج. ك. رولينج وغيرهم، والذين يكرسوا منصاتهم والمتابعة والتأثير الذي يمتلكوه كلما سنحت لهم الفرصة في التحريض وتشجيع كراهية النساء الترانس من خلال نشر وتأكيد مفاهيم خاطئة مردود عليها، مما يزيد من حدة التمييز ويعمق الفجوات بين المجتمع والأفراد الترانس وأفراد مجتمعات الميم ويجعلهم أكثر عرضة للعزلة خوفًا من الكراهية والتمييز والتحريض.
يجب أن تكون الأولمبياد مساحة آمنة تعكس التنوع وتدفع المساواة وتؤكد على حقوق كافة الأفراد، حيث يتم تقييم الرياضيين بناءً على قدراتهم وإنجازاتهم، وليس على هويتهم الجندرية.
ومع ذلك، لا تزال هذه القيم مهددة من قبل أولئك الذين يروجون لكراهية الترانس (الترانسفوبيا). من الضروري أن نتخذ موقفًا معبرًا ضد هذه الحملات السامة والمؤذية والتي تحد من الفهم الحقيقي وتقبل الاختلاف والتعايش معه، وأن ندافع عن حقوق جميع الرياضيين في المشاركة العادلة والآمنة في المنافسات الرياضية المحلية والإقليمية والدولية.