أصدرت مبادرة م مسلم وهي مبادرة تركز على تقاطع القضايا الكويرية مع الدين الإسلامي منشورًا يفند الروايات الدينية الشائعة التي تخص الأفراد الترانس والعبور الجنسي في الأوساط الدينية الإسلامية ويكون له أثرًا كبيرًا على حياة الأشخاص الترانس ومحيطهم.
ويقول المنشور في بدايته والذي يحمل عنوان “الإسلام وقضية الترانس” أن لدى المجتمع والناس “معايير خاصة” في التعامل مع الأشخاص حسب جنسهم البيولوجي والذي يحدد عند الولادة. ويضيف المنشور أنه مع “اختلاف تلك المعايير” حسب ثقافة كل مجتمع وعاداته إلا أن “القولبة” تظل مشكلة كبيرة للأشخاص الذين لا يتوافق جنسهم البيولوجي مع هويتهم الجندرية.
يعرف المنشور الفرق بين الجنس البيولوجي والهوية الجندرية كما يلقي نظرة علمية طبية عن تطور الأبحاث وتعاملها مع العبور الجنسي.
ويوضح المنشور أن الأشخاص الترانس يواجهون مشاكل عديدة في المجتمعات المسلمة تشمل التضييق القانوني والتعسف في إصدار الأوراق القانونية التي تعكس الجنس الحقيقي للأفراد. والتعسف في إجراءات العبور الجنسي أو المعاقبة عليها، وتستند تلك الانتهاكات إلى المرجعية الدينية وأبرز خطاباتها “تغيير خلق الله”.
يؤكد المنشور على أن هذا الإدعاء يتجاهل “ضرورة السلامة النفسية” للأفراد وأن الهوية الجندرية ليست حالة مزاجية أو مشاعر عابرة أو اختيار يمكن تغييره. موضحًا إن الهوية الجندرية لها أساس بيولوجي مرتبط بالمخ وأن هناك عدة نظريات تفسر ذلك من أبرزها أن الأعضاء الجنسية والدماغ يكتسبان سمات ذكرية أو أنثوية في مراحل مختلفة من نمو الجنين داخل الرحم، مما قد يسبب عدم تطابق بين الدماغ والأعضاء الجنسية إذا حدثت اضطرابات هرمونية للأم.
مضيفًا أن الانزعاج الجندري وتسميته الشائعة “اضطراب الهوية الجنسية/الجندرية” يحدث داخل الرحم، وهو حدث بيولوجي، مما يعني التعايش مع الانزعاج الجندري أو تجاهله مستحيلاً وتكون له أثار مدمرة على الجسد والنفس إذا لم يطابق الجسد الدماغ.
يفند المنشور الأحاديث المنتشرة والتي تستخدم في استهداف الأفراد الترانس وتصعيب حياتهم ومنعهم من عيش حياة مسالمة وكريمة. كما يسرد المنشور بعض الأحداث والوقائع التاريخية التي تخص الأشخاص الترانس أو الذين عرفوا قديمًا بمسميات مختلفة.
أنا بصنف نفسي عابرة كويرية، ورغم إني تجاوزت فكرة إني أدور على تبربر أو تقبل لوجودي من خلال الدين إلا إني شايفة إنه مهم يكون فيه ناس بتشتغل على تقاطعية القضايا الكويرية مع الإسلام، لأن فيه ناس محتاجة ده من جوة ومن برة الكوميونيتي وعلشان من وجهة لازم باب الاجتهاد والبحث يفضل دايما مفتوح حتى فيما يخص الدين نفسه عشان مايبقاش فيه ركود وتزمت.
رأي إحدى قراء المنشور – م مسلم
يعتبر المنشور الذي أصدرته م مسلم عملاً هامًا يساعد الأشخاص الترانس المسلمين على فهم هويتهمن والتوفيق بين الهوية الجندرية والمعتقد الديني. كما يمثل فرصة لإعادة التصورات والمراجعات الدينية تجاه الأفراد الترانس والعبور الجنسي حتى ينعم الأفراد الترانس بحياة وخطابات دينية مسالمة تشجع على التعايش وإنقاذ النفس ونشر روح التسامح بدلاً من الكراهية ونشر المعلومات المغلوطة والتحريض على العنف.