في الوقت الحالي، ومع تزايد المخاطر الرقمية والرقابة المتزايدة على الإنترنت، أصبحت الحاجة إلى البحث عن منصات تواصل اجتماعي آمنة أمرًا ضروريًا. ينطبق هذا بشكل خاص على أفراد مجتمعات الميم الذين يواجهون تهديدات متزايدة تتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي.
وفي هذا السياق، ظهرت منصات تواصل اجتماعي بديلة تهدف إلى توفير بيئة أكثر أمانًا، بعيدًا عن سيطرة الشركات الكبرى مثل “ميتا” و”اكس”.
لماذا نحتاج إلى منصات بديلة؟
منصات التواصل الاجتماعي التقليدية مثل “ميتا” و”إكس” تعتمد على سياسات غير شفافة بشأن الخصوصية، مما يسمح لها بجمع بيانات المستخدمين لأغراض إعلانية، وأحيانًا بيعها أو تسليمها للجهات الحكومية أو غير الحكومية المعادية لمجتمعات الميم.
كما تفتقر هذه المنصات إلى سياسات فعالة لمكافحة خطابات الكراهية والمضايقات الإلكترونية، مما يجعل أفراد مجتمعات الميم عرضة لمخاطر كبيرة على الإنترنت. من هنا، ظهرت المنصات اللامركزية كبديل أفضل، إذ تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم وتوفر تجربة تواصل خالية من الإعلانات والتدخلات التجارية.
الفِدِيفِرس: شبكة لامركزية تتيح التواصل الحر
الفِدِيفِرس هي مجموعة من منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية التي تعتمد على بروتوكول ActivityPub. يسمح هذا البروتوكول بالتفاعل بين منصات مستقلة دون الحاجة لاحتكار الشركات الكبرى. بفضل هذه التقنية، يمكن للمستخدمين السيطرة على بياناتهم الشخصية واختيار الخوادم (Instances) التي تُدار من قبل مجتمعات مختلفة وفقًا لقواعدها الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، بفضل الكود المصدري المفتوح، يمكن للمطورين تعديل وتحسين المنصات بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين.
المصدر المفتوح: تعزيز الشفافية ومحاربة الاحتكار
المصدر المفتوح هو مفهوم يتعلق بالبرمجيات التي يمكن الاطلاع على الكود المصدري الخاص بها وتعديله بحرية. هذه البرمجيات تعزز الشفافية وتمكن المستخدمين من المشاركة في تطوير المنصات، مما يمنحهم قدرة أكبر على تحسين الأمان وحماية الخصوصية.
كما أن استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر يساهم في محاربة الاحتكار الذي تفرضه الشركات الكبرى على منصات التواصل الاجتماعي. من خلال هذا المفهوم، يمكن للمجتمعات الرقمية إنشاء منصات آمنة لا تخضع لسيطرة الشركات الكبيرة، مما يحافظ على حرية التعبير وحقوق المستخدمين.
البدائل الآمنة لوسائل التواصل الاجتماعي التقليدية
1. Mastodon (ماستودون)

الوصف: منصة تواصل اجتماعي لامركزية تعمل ضمن شبكة الفِدِيفِرس، بديل فيسبوك واكس.
الخصائص:
- تتيح للمستخدمين إنشاء خوادم خاصة بالمجتمعات.
- لا تعتمد على الإعلانات أو بيع بيانات المستخدمين.
- لا توجد خوارزميات تدير المحتوى، مما يعطي المستخدمين حرية أكبر.
الأمان: توفر أدوات متقدمة لحماية المستخدمين من المضايقات، كما أن مراقبة المحتوى تكون تحت إشراف المجتمع نفسه.
المزايا:
- تحكم كامل في البيانات.
- بيئة آمنة بدون إعلانات.
- مساحة للتعبير بحرية بعيدًا عن الرقابة.
2. Bluesky (بلو سكاي)

الوصف: منصة جديدة أسسها جاك دورسي، مؤسس تويتر. بديل لـ اكس.
الخصائص:
- تعتمد على بروتوكول AT Protocol الذي يمنح المستخدمين التحكم الكامل في بياناتهم.
- تتيح للمستخدمين تخصيص تجربتهم وفقًا لاحتياجاتهم.
- تعمل بنموذج لامركزي يسمح بالتواصل بين منصات مختلفة.
الأمان: يتمتع المستخدمون بدرجة عالية من التحكم في الخوارزميات التي تحدد نوع المحتوى الذي يظهر لهم.
المزايا:
- تحكم كامل في البيانات والمحتوى.
- نظام مفتوح يسمح بوجود بيئات تواصل متنوعة.
- خالية من الإعلانات المزعجة.
- شهدت موجة كبيرة من انتقال المستخدمين من مجتمعات الميم إليها مؤخرًا بعد سياسات ومواقف اكس ومالكها إيلون ماسك وميتا.
3. PixelFed (بكسلفيد)

الوصف: منصة لامركزية لمشاركة الصور، بديل انستجرام.
الخصائص:
- يتيح للمستخدمين نشر الصور ومقاطع الفيديو بدون قيود على الخوارزميات التي تحد من الوصول.
- لا يعتمد على الإعلانات أو التتبع الإعلاني.
- يمنح المستخدمين التحكم الكامل في الخصوصية لكل منشور.
الأمان: تتيح للمستخدمين تخصيص إعدادات الخصوصية لكل صورة أو منشور.
المزايا:
- لا إعلانات.
- حرية في مشاركة الصور.
- تحكم كامل في البيانات الشخصية.
4. Signal (سجنال)

الوصف: تطبيق مراسلة مشفر يوفر حماية شاملة للخصوصية، بديل واتساب.
الخصائص:
- يٌعتبر سجنال مركزي لكنه مفتوح المصدر لذلك يٌعتبر بديل أفضل لواتساب.
- رسائل مشفرة بشكل كامل، بالإضافة إلى مكالمات صوتية وفيديو.
- لا يتم الاحتفاظ ببيانات المحادثات أو المستخدمين.
- يوفر للمستخدمين رسائل نصية آمنة بين الأفراد والمجموعات.
الأمان: تشفير بين الأطراف (end to end encryption) يضمن عدم تنصت أي جهة على المحادثات.
المزايا:
- ضمان سرية المحادثات.
- لا يجمع أي بيانات شخصية.
- نظام أمني متقدم يحمي المستخدمين من الهجمات الإلكترونية.
كيف نختار المنصة المناسبة لنا؟
عند اختيار منصة تواصل اجتماعي بديلة، من المهم مراعاة النقاط التالية:
- الخصوصية: هل توفر المنصة حماية قوية لبياناتنا؟
- المجتمع والإدارة: هل تتبع المنصة سياسات واضحة لمكافحة خطابات الكراهية؟
- سهولة الاستخدام: هل توفر المنصة تجربة سلسة ومناسبة لاحتياجاتنا؟
- الحرية والأمان: هل تمنحنا المنصة حرية التعبير وتضمن تواصلًا آمنًا؟
في ظل البيئة الرقمية التي تزداد فيها المخاطر، توفر منصات مثل “ماستودون”، و”بلو سكاي”، و”سجنال” بدائل أكثر أمانًا لأفراد مجتمعات الميم. مع التركيز المستمر على الخصوصية والأمان، يمكن لهذه المنصات تقديم بيئات آمنة للتعبير والحوار، مما يعزز حرية المستخدمين وحمايتهم في حال وجود هجمات تستهدف مجتمعات الميم على وجه الخصوص. اختاروا المنصة التي تلبي احتياجاتكم، واحصرصوا دائمًا على اتباع أفضل ممارسات الأمان الرقمي.