دائمًا ما يتساءل الناس عن موقف منظمة الصحة العالمية وهي المنظمة الصحية الأكبر والأهم في العالم من المثلية الجنسية قائلين “هل المثلية مرض منظمة الصحة العالمية؟”
ما هي منظمة الصحة العالمية؟
منظمة الصحّة العالمية (يرمز لها اختصارًاWHO) هي واحدةٌ من عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة متخصصة في مجال الصحة. وقد أُنشئت في 7 أبريل 1948. ومقرها الحالي في جنيف، سويسرا، ولديها ستة مكاتب إقليمية و150 مكتبًا ميدانيًا في جميع أنحاء العالم. فقط الدول ذات السيادة مؤهلة للانضمام، وهي أكبر منظمة صحية حكومية دولية على المستوى الدولي.
هل المثلية مرض منظمة الصحة العالمية
“اتخذت منظمة الصحة العالمية (WHO) موقفًا واضحًا وقاطعًا بشأن المثلية الجنسية والمثليين من حيث صلتها بالصحة والفهم العلمي.
أكدت المنظمة باستمرار أن المثلية الجنسية ليست مرضًا نفسيًا وأن المثليين ليسوا مرضى بل هم أصحاء تمامًا، ودعت إلى القضاء على التمييز ضد المثليين وحمايتهم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة والخاصة بالصحة الجنسية وغيرها.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية من موقف منظمة الصحة العالمية (WHO) بشأن المثلية الجنسية والمثليين:
المثلية الجنسية ليست مرضًا أو اضطرابًا نفسيًا
في عام 1992، أزالت منظمة الصحة العالمية (WHO) المثلية الجنسية من التصنيف الدولي للأمراض (ICD)، وهو أداة تشخيص عالمية يستخدمها أخصائي الصحة حول العالم في تشخيص وعلاج الأمراض.
وقد مثّل هذا خطوة حاسمة في الاعتراف بأن المثلية الجنسية -الشعور والانجذاب العاطفي والنفسي والجنسي للأشخاص من نفس الجنس- اختلاف طبيعي في التوجه الجنسي البشري، وليست مرضًا أو اضطرابًا.
قبل ذلك، صُنفت المثلية الجنسية كاضطراب نفسي في التصنيف الدولي للأمراض (ICD) بنسخته التاسعة في عام 1977. إلا أن هذا التصنيف كان قائمًا آراء مجتمعية ودينية وثقافية ولا يستند إلى أدلة علمية وطبية.
يعكس قرار حذف المثلية الجنسية من قائمة اضطرابات الصحة النفسية التقدمَ في الفهم العلمي والتخلص من خلط العلم والطب بالآراء الدينية والمجتمعية والثقافية والاعتماد على المنهجيات العلمية والطبية تمامًا.
معارضة “العلاج التحويلي” أو ما يعرف باسم “علاج المثلية”
أدانت منظمة الصحة العالمية (WHO) بشدة ممارسات “العلاج التحويلي” أو “العلاج الإصلاحي” أو “علاج المثلية”، والتي تهدف إلى تغيير التوجه الجنسي للمثليين. وقد ثبت أن هذه العلاجات غير فعالة وضارة ولها تأثيرات خطيرة على الصحة النفسية لضحاياها.
وتجادل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمات طبية رائدة أخرى، بما في ذلك الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (APA) والجمعية الطبية الأمريكية (AMA)، بأن محاولات تغيير التوجه الجنسي للمثليين أو ما يعرف باسم “علاج المثلية” غير علمي ويؤدي إلى ضرر نفسي، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية أو الانتحار الفعلي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن هذه الممارسات تنتهك حقوق الإنسان وليس لها أساس في العلوم الطبية.
الحق في الصحة للجميع بما فيهم المثليين
أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن لجميع الأفراد، بغض النظر عن توجههم الجنسي، الحق في التمتع بأعلى مستوى صحي ممكن. يشمل ذلك الحق في رعاية صحية غير تمييزية، والحق في العيش دون عنف، والحق في التعبير عن الهوية الجنسية دون خوف من الاضطهاد أو الأذى.
كما سلطت منظمة الصحة العالمية (WHO) الضوء على أن الوصمة والتمييز وتجريم المثلية والمثليين ومجتمعات الميم يُساهموا في نتائج صحية سلبية، بما في ذلك ارتفاع معدلات مشاكل الصحة النفسية، وتعاطي المخدرات، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
وينطبق هذا بشكل خاص على الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (MSM) في المناطق التي تُجرّم فيها المثلية الجنسية أو حيث يواجه أفراد مجتمعات الميم رفضًا مجتمعيًا كبيرًا.
المخاطر الصحية التي يواجهها المثليين بسبب التجريم القانوني والجهل المجتمعي
في حين تُؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) على أن المثلية الجنسية هي توجه جنسي طبيعي وجزء من التنوع في التوجه الجنسي البشري، فإنها تُقر بأن بعض السلوكيات الجنسية – بغض النظر عن التوجه الجنسي – قد تنطوي على مخاطر صحية. على سبيل المثال، ينبغي تثقيف الأشخاص من جميع التوجهات الجنسية حول ممارسات الجنس الآمن لمنع انتقال العدوى الجنسية، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
دعت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى تنظيم وتقديم مبادرات صحية لأفراد مجتمعات الميم، مثل تعزيز الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ورعايتهم، وخاصةً الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والذين يتأثرون بشكل غير متناسب بوباء فيروس نقص المناعة البشرية عالميًا (HIV).
التمييز العالمي والصحة النفسية للمثليين
أعربت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن قلقها إزاء الصحة النفسية للمثليين وأفراد مجتمعات الميم، وخاصةً في البلدان التي تُجرّم المثلية الجنسية أو تُوصم بها.
وسلطت المنظمة الضوء على أن الرفض الاجتماعي والتمييز والعنف ضد المثليين وأفراد مجتمعات الميم يرتبط بزيادة مخاطر الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والأفكار ومحاولات الانتحار والانتحار الفعلي.
تدعم منظمة الصحة العالمية (WHO) الجهود المبذولة للحد من الوصمة وتعزيز السياسات والممارسات التي تحمي المثليين وأفراد مجتمعات الميم من التمييز والعنف.
سياسات صحية تلبي احتياجات المثليين ومجتمعات الميم
تدعو منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى سياسات صحية شاملة تُلبّي الاحتياجات الخاصة بالمثليين وأفراد مجتمعات الميم. ويشمل ذلك تعزيز خدمات الصحة النفسية، وتقديم الدعم للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وضمان تدريب العاملين الصحيين على الكفاءة الثقافية وفهم احتياجات المثليين وأفراد مجتمعات الميم لتقديم رعاية حساسة وغير تمييزية وتراعى المرضى من مجتمعات المثليين ومجتمعات الميم.
تدعم منظمة الصحة العالمية (WHO) أيضًا حملات التوعية العامة التي تهدف إلى الحد من كراهية المثليين والجهل بهم وبحقوقهم وتعزيز فهم التنوع الجنسي والجندري.
جهود منظمة الصحة العالمية (WHO) حول العالم بشأن حقوق وصحة المثليين ومجتمعات الميم
تشارك منظمة الصحة العالمية (WHO) في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز حقوق وصحة مجتمعات الميم في سياق الحقوق الصحية كـ جزء من حقوق الإنسان العالمية.
وتعمل المنظمة مع الدول والمنظمات المحلية للمساعدة في ضمان حصول مجتمعات المثليين وأفراد مجتمعات الميم على رعاية صحية خالية من التمييز والعنف والتحيز والكراهية والجهل.
في أجزاء كثيرة من العالم، لا تزال المثلية الجنسية مُجرّمة، وتعمل منظمة الصحة العالمية (WHO) مع هيئات حقوق الإنسان الدولية للدعوة إلى إلغاء تجريم المثلية الجنسية وحماية أفراد مجتمعات الميم من العنف والتمييز من أجل توفير الخدمات والرعاية الصحية الجسدية والنفسية اللازمة دون تحديات مجتمعية أو قانونية أو غيرها.