شهر المثليين

ما هو شهر المثليين أو شهر الفخر؟

شهر المثليين أو شهر المثلية أو شهر الفخر (البرايد مونث Pride Month) هو احتفال سنوي يُكرّم ويحتفي بـ كل أفراد مجتمعات الميم والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والعابرين جنسيًا -ترانس- واللاجنسيين وكل مختلفي التوجهات الجنسية والهويات الجندرية، حيث لا يختص الشهر بالمثليين وحدهم كما يُصدر الإعلام والشخصيات العامة في الدول الناطقة بالعربية.

يحتفل أفراد مجتمعات الميم وداعمي حقوق الإنسان والحريات الفردية وغيرهم حول العالم بـ شهر الفخر أو شهر المثليين في شهر يونيو (6) من كل عام. ويعد شهر فرصة للاعترافٌ بهوية مجتمعات الميم والتأمل في النضال المستمر من أجل المساواة في الحقوق وقبول الآخر حول العالم.

يحتفل الناس بشهر الفخر أو شهر المثليين من خلال المسيرات والمهرجانات الفنية والثقافية والفعاليات التعليمية وأنشطة الدفاع عن حقوق الإنسان. تهدف جميع هذه الأنشطة إلى تعزيز الكرامة والحقوق والمساواة والظهور لكل الأفراد المثليين والترانس وأفراد مجتمعات الميم حول العالم.

حيث أنه رغم وجود ملايين الأشخاص حول العالم من مجتمعات المثليين والترانس ومجتمعات الميم، إلا أن تجريم المثلية الجنسية أو إقامة علاقات جنسية بالتراضي بين أشخاص من نفس الجنس أمرًا غير قانوني في 65 دولة حول العالم.

كما أن العبور الجنسي غير قانوني في 14 دولة حول العالم.

​​يُعد تجريم المثلية الجنسية والمثليين والترانس والعبور الجنسي قضية حقوق إنسان خطيرة تُكرّس الرفض والكراهية والتمييز والعنف والإقصاء المجتمعي والتنكيل والتعذيب والقتل ضد المثليين والترانس ومجتمعات الميم ومن يشتبه في كونهم كذلك.

يُعد إلغاء تجريم المثلية الجنسية والعبور الجنسي مسألة ضرورية ليس فقط لكرامة وحرية وحقوق المثليين والترانس، بل أيضًا لبناء مجتمعات أكثر عدلًا وإنصافًا ورفاهيةً.

متى بدأ شهر المثليين أو شهر الفخر؟

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية، واجهت مجتمعات الميم حينها صعوبات في العيش.

حيث أجبرتهم القوانين التي تجرم العلاقات المثلية على التخفي والكتمان، فكانت الشرطة تعتقل أي شخص يشتبه في مثليته، وقد يصل الأمر إلى تعذيبهم في الشارع علنًا.

كان يشتبه في الأشخاص حسب مظهرهم الخارجي! نعم، كانت هناك قوانين حتى على الملابس التي يجب أن يرتديها الرجال والنساء.

بسبب تلك الصرامة، اعتاد الترانس والمثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية أن يتقابلوا في حانات معينة معروفة بينهم في الخفاء.

وبالرغم من وجود بعض الحانات التي كانت ترفض أن تستقبل أو تقدم خدماتها لأي شخص يشتبه في كونه من مجتمعات الميم، إلا أن حانة «ستوونوال/Stonewall» الصغيرة التي تقع في نيويورك، والمملوكة لبعض عصابات المافيا حينها، كانت تفتح أبوابها لأفراد مجتمعات الميم.

كانت تلك الحانة أكثر مكان يشعر فيه أفراد مجتمعات الميم بالتقبل والراحة بعيدًا عن مضايقات المجتمع والشرطة.

حانة ستوونوال قبل المداهمة/الانتفاضة.

ولكن في 28 يونيو عام 1969، في الساعة الواحدة صباحًا بالتحديد، حضر شرطي عند الباب وكان في إنتظار عربات الشرطة الأخرى.

كانت خطة الشرطة في ذلك اليوم تدمير وإغلاق الحانة نهائيًا، وليس مجرد مداهمة اعتيادية كـ المعتاد. هاجمت الشرطة الأشخاص بالداخل ومن كانوا حول المكان ووضعتهم في عربات الإعتقال.

نشرت هذه الصورة في الصفحة الأولى لصحيفة نيويورك ديلي نيوز يوم الأحد، 29 يونيو، 1969، تظهر مجموعة من الشباب اليافعين الذين كانوا أول من اشتبك مع الشرطة. من تصوير المصور المستقل Joseph Ambrosini.

لكن ما اختلف تلك المرة أنهم وجدوا أفراد مجتمعات الميم يدافعون عن أنفسهم، بل ويردون الهجوم. لم تعتد الشرطة من قبل على ردة الفعل هذه.

اعتادت الشرطة أن هؤلاء «الشواذ» يجب أن يكونوا دائمًا خائفين ويشعرون بالعار ويصمتون ويطيعون الاضطهاد والتنكيل والسجن والتعذيب.

في الساعات الأولى من يوم 28 يونيو، اندلع الحشد بعد أن اعتدت الشرطة بعنف على امرأة ترتدي زيًا رجوليًا. بدأ الناس يسخرون من الضباط ويدعونهم بـ«خنازير!»، ثم ألقوا عليهم الزجاجات. قام البعض في الحشد بتحطيم إطارات سيارات الشرطة. يقال إن امرأتين ترانس، هما مارشا بي. جونسون وسيلفيا ريفيرا، قاومتا الاعتقال وألقيا الزجاجة الأولى (أو الحجر الأول) على رجال الشرطة، ثم تبعهن الآخرين.

في تلك اللحظة، تحول الشارع إلى حالة من الشغب بين الشرطة وأفراد من مجتمعات الميم، اعتدت عليهم الشرطة بالضرب والسحل والقتل.

ولكن تلك الحادثة لم تمر مرور الكرام كما كان يحدث من قبل، انتشرت أخبار تلك الحادثة في شتى أنحاء العالم، وتم تناولها بكل اللغات، حتى في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية.

بثت وسائل الإعلام في تغطيتها للمداهمة/للانتفاضة خطابات كراهية وسخرية من المثليين، كما استندت إلى شهادة/مزاعم أفراد الشرطة، وتجاهلت الضحايا الذين تعرضوا للاعتداءات والاعتقالات. بعض تلك التغطية كان جيدًا بشكل ما.

وفي أيام قليلة، تجمع الناس من كافة الولايات الأمريكية عند حانة ستوونوال وقرروا أن يتحدوا في هذه اللحظة مطالبين بحقوقهم، ومعلنين عن كفايتهم من الظلم والاضطهاد.

قرر المحتجين التصدي في وجه العنف، حتى تُسمع مطالبهم. تكاتف الجميع في مسيرات لأول مرة بأعداد كبيرة مطالبين بحقوقهم. حدثت تلك الأمور سريعًا، وفي أيام قليلة بعد المداهمة/الانتفاضة.

جاء الناس من مختلف البلدان إلى حانة ستوونوال الشهيرة لتكريم أرواح الذين ماتوا في هذه الليلة، والتجمع وتنظيم المسيرات التي انضم إليها فئات المجتمع المختلفة.

شملت الاحتجاجات والمسيرات أفراد من مجتمع الترانس والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية وأصحاب البشرة الداكنة والمغايرين جنسيًا وفناني الاستعراض الأنثوي من الذكور والآباء والأمهات الداعمين لأبنائهم.

مارشا بي جونسون، أولى رائدات انتفاضة ستوونوال، حيث كانت ممن واجهوا الاعتقال وردت هجوم الشرطة بإلقاء الحجارة والزجاجات. ألتقطت لها تلك الصورة، بعد انتفاضة ستوونوال في تظاهرات جبهة تحرير المثليين أمام بلدية نيويورك.

لم تكن تلك المسيرات في البداية احتفالية، كما هو الحال اليوم في عدد كبير من الدول حول العالم، بل كانت مسيرات ثورية احتجاجية.

خرج فيها الأفراد للتمرد وللمطالبة بوقف اعتداءات الشرطة المتكررة التي طالت الأفراد غير النمطيين أو من يشتبه في كونهم مثليين أو من مجتمعات الميم.

اتحدت منظمات مجتمعات الميم وأنشأت المجلات الخاصة بالمثليين وطالبتهم وشجعهتم بالإفصاح العلني عن ميولهم الجنسية.

كما عملت على مواجهة التحريض على الكراهية والتضليل الذي تبثه الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، وكانت أول مطالبهم إنهاء رفض وكراهية المثليين وتقبلهم والتعايش مع حريتهم في التعبير عن أنفسهم.

أمهات وآباء يسيرون مع أبنائهم في مسيرة الفخر في عام 1973، وأم تحمل لافتة تقول «فخورة بابني المثلي».

تسببت تلك المسيرات في قطع شوطًا كبيرًا في تحقيق مكتسبات حقوقية منذ ذلك الوقت، ضد كراهية وعنف وسائل الإعلام والشرطة وسياسة الدولة والمؤسسات الدينية.

ومنذ ذلك الحين كل سنة في شهر يونيو تقام مسيرات الفخر أو تحتفل مجتمعات الميم بطرق أخرى في كل العالم حسب الثقافة والسياق المحلي لكل بلد.

وأصبحت حانة ستوونوال والمنطقة المحيطة بها نصب تذكاري، وتحولت إلى أول متحف وطني لأفراد مجتمعات الميم في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه من ذلك المكان بدأ شهر الفخر أو شهر المثليين.

منظر عام للواجهة الخارجية لحانة ستونوول في مدينة نيويورك، 13 مارس 2012. (تصوير: بن هايدر/جيتي إيماجز)

ما الذي يدعو إلى الفخر في الميول الجنسية للفرد؟

لا يعني مفهوم شهر الفخر أو شهر المثليين في جوهره التباهي أو التعالي تجاه الميول الجنسية للفرد -كأن يتباهي شخص لكونه مثلي- بشكلٍ سطحي، بل مفهوم شهر الفخر هو التأكيدٌ على الحقوق والحريات والكرامة والظهور والمساواة في المعاملة لكل أفراد مجتمعات الميم بغض النظر عن ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية أو هويتهم الجنسية، وذلك ردًا على تاريخٍ طويلٍ من التجريم والتعذيب والتهميش والتمييز والوصم ومحو وحذف هويات أفراد مجتمعات الميم.

فيما يلي شرحٌ لما يعنيه مفهوم “الفخر” في سياق الشهر:

1. الفخر في مواجهة العار

تاريخيًا، كان يُقال لأفراد مجتمعات الميم – غالبًا من المجتمع أو المؤسسات الدينية أو الطبية أو العائلة أو القانون – إن هوياتهم مُخزية وتدعو للخجل والتخفي أو أنها غير أخلاقية أو مخالفة للطبيعة وأنها مرض أو أنها حتى إجرامية ومخالفة للقانون.

نشأ مفهوم “الفخر” كردٍّ ومقاومة مباشرة على هذه الثقافة التحقيرية والتي تستخدم شعور العار والخجل من أجل وصم وقمع أفراد مجتمعات الميم.

لا يعني ذلك أن أفراد مجتمعات الميم يرون أنفسهم متفوقين أو أفضل من غيرهم خارج مجتمعات الميم على أساس هويتهم الجنسية، بل يعني ذلك مقاومة ورفض ثقافة العار والتأكيد على أن أفراد مجتمعات الميم يستحقون العيش بانفتاحٍ وأمانٍ وأصالة وراحة وتصالح وتسامح مع الذات وحبها وتقديرها، لأن الهوية الجنسية للفرد لا تحدد قيمته بل إنها مكون من مكونات هويته العديدة والمركبة.

2. الفخر يُؤكد الهوية ويعزز التسامح مع الذات

التوجه الجنسي والهوية الجندرية جوانب شخصيةٌ عميقةٌ تساهم في تحديد وتكوين هوية الشخص.

يشجع الفخر الأفراد على تقبّل هذه الجوانب دون خوف، لا سيما في البيئات التي غالبًا ما يُفرض فيها على أفراد مجتمعات الميم الاختباء أو إنكار الذات أو كراهية الذات أو حتى إظهار كراهية مصطنعة تجاه الذات من أجل إبعاد الشك أو الاشتباه.

3. الفخر نضال من أجل الحقوق والحريات

في أنحاء كثيرة من العالم، وحتى في الأماكن التي توفر بحماية قانونية، لا يزال أفراد مجتمعات الميم يواجهون ما يلي:

  • تجريم المثلية الجنسية والعبور الجنسي
  • التمييز في التوظيف والسكن والرعاية الصحية والتعليم
  • العنف وجرائم الكراهية
  • عوائق أمام الزواج والاعتراف القانوني
  • تحديات الصحة النفسية الناجمة عن الرفض الاجتماعي أو العزلة أو الكراهية والعنف

غالبًا ما تكون فعاليات الفخر ذات طابع سياسي بقدر ما هي احتفالية، تدفع نحو تغييرات قانونية واجتماعية تعزز المساواة.

4. الفخر يدعو الجميع للدفاع عن الحقوق والحريات

الفخر ليس حكرًا على أفراد مجتمعات الميم، بل هو دعوة للحلفاء (الأصدقاء، العائلة، زملاء العمل، المعلمين، إلخ) لإظهار الدعم، والتعرف على التحديات التي تواجه أفراد مجتمعات الميم، والدعوة والعمل على إنهاء هذه التحديات وتعزيز الحب والتعايش والحقوق والحريات للجميع. الاحتفال بشهر الفخر وسيلة للقول: “لست وحدك. هويتك مهمة. لا تستحق الرفض والكراهية والعنف”.

لماذا شهر الفخر أو شهر المثليين إذن؟

يُعدّ الفخر بالميول الجنسية أو الهوية الجندر أو الهوية الجنسية للكثيرين إنجازًا كبيرًا. كون ذلك يعني:

  • أنهم لم يعودوا مضطرين لإخفاء هويتهم الجنسية.
  • أنهم لم يعودوا يشعرون بالخجل أو الرفض أو الكراهية أو حتى الإنكار تجاه هويتهم الجنسية.
  • أنهم لن يقبلوا أن يُعاملوا على أنهم أقل شأنًا من الآخرين وأنهم لن يسمحوا لأحد أن يحدد قيمتهم على أساس هويتهم الجنسية.

الفخر لا يعني التباهي أو التعالي أو التفوق أو الشعور بالأفضلية، بل يعني قول: “أنا هنا. أنا مهم. أستحق أن أعيش حياتي كاملةً وبحرية وأمان وحب وتقبل ودون تجريم أو عنف وكراهية أو حرمان.”

إذا شعرت يومًا بالفخر بشخصيتك وكيانك رغم أن كل شخص حولك يخبرك أنك تستحق القتل أو السجن أو السحل والتعذيب أو الرفض والكراهية والتمييز بسبب هويتهك أو جزء منك موجود فيك، فأنت تفهم وتعي بالفعل معنى وأهمية أن تشعر بالفخر وكيف أن تكلفة هذا الشعور ليست سهلة بل أخذت الكثير منك ومن حياتك وصحتك العاطفية والنفسية والجسدية.

لماذا يحتفل الناس بشهر المثليين أو شهر الفخر؟

توجد أهداف عديدة ومختلفة وراء الاحتفال بشهر المثليين أو شهر المثلية أو شهر الفخر، حسب المسمى، وربما تختلف الأهداف من بلد إلى بلد، أو داخل مجتمعات الميم، وحتى من فرد لآخر.

ومن بين هذه الأهداف الشائعة:

  1. إنهاء تجريم المثليين والترانس ومجتمعات الميم

تُجرم حوالي ثلث دول العالم صراحةً المثليين والمثليات والترانس ومزدوجي التوجهات الجنسية ومجتمعات الميم بشكل أو بآخر.

ورغم أن هذا التجريم يُطبّق بطرق متنوعة ودرجات متفاوتة ومختلفة، إلا أن هذه القوانين، أينما وُجدت، تُؤثّر سلبًا على المثليين والمثليات والترانس ومزدوجي التوجهات الجنسية ومجتمعات الميم.

تجريم المثلية الجنسية والعبور الجنسي ممارسةٌ ظالمةٌ وضارةٌ، تنتهك حقوق الإنسان وتُكرّس التمييز والرفض والكراهية والعنف والمعاناة. 

يُعدّ إلغاء تجريم المثلية الجنسية والعبور الجنسي أمرًا أساسيًا لصون كرامة جميع الناس وحريتهم ومساواتهم، بغض النظر عن ميولهم الجنسية وهويتهم الجندرية.

كما إنها خطوةٌ حاسمةٌ نحو بناء مجتمعاتٍ أكثر عدلًا وصحةً وشمولًا، أماكنَ يمكن للجميع العيش فيها بحريةٍ ودون خوف.

  1. تكريم جهود المدافعين عن حقوق مجتمعات الميم 

يمثل شهر الفخر أو شهر المثليين فرصة لتكريم جهود كل أفراد مجتمعات الميم وحتى خارجها لكل الأشخاص المدافعين عن حقوق وحريات أفراد مجتمعات الميم في العالم أمام التجريم والوصم والتمييز والكراهية والعنف.

  1. إظهار التحديات التي تواجه مجتمعات الميم والعمل على حلها

يُتيح شهر الفخر أو شهر المثليين منصةً لأفراد مجتمعات الميم وخاصةً في الدول التي لا تجرم تجمعات أفراد مجتمعات الميم للتعبير عن أنفسهم بحرية وفخر وطرح التحديات والمشاكل التي تواجههم مثل الحرمان من الحقوق الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسة، مما يُساعد في مكافحة الوصم والتمييز والكراهية والعنف وتحسين مناحي الحياة لأفراد مجتمعات الميم.

  1. التعريف المجتمعي بحقوق أفراد مجتمعات الميم

يُسهم شهر الفخر في رفع مستوى الوعي بالقضايا التي يواجهها أفراد مجتمعات الميم، مثل التجريم القانوني والمعوقات القانونية، وعدم المساواة القانونية، وتفاوت الرعاية الصحية، والحرمان من التعليم والعمل، والإقصاء الاجتماعي والسياسي والحقوقي.

  1. تعزيز التضامن المجتمعي بين ومع أفراد مجتمعات الميم

يُعزز شهر الفخر أو شهر المثليين الشعور بالانتماء والوحدة بين أفراد مجتمعات الميم وحلفائهم من خلال المسيرات والفعاليات والدفاع المشترك عن حقوق الإنسان والحريات الفردية.

تتنوع الاحتفالات على نطاق واسع، من مسيرات الفخر التي تتضمن عروض فنية وثقافية وتصل إلى فعاليات تذكارية أكثر جديةً لإحياء ذكرى الراحلين والضحايا من أفراد مجتمعات الميم من فقدوا أرواحهم بسبب ثقافات وجرائم الكراهية والعنف.

ويرجع ذلك حسب سياق البلد، بما أن حوالي ثلث دول العالم تجرم المثلية الجنسية، فليس من السهل التجمع وتنظيم الفعاليات في هذه الدول، وقد يلجأ الأفراد إلى فعاليات غير تقليدية عكس الدول الأخرى من أجل إحياء شهر الفخر.

متى أصبح شهر المثليين أو شهر الفخر حدثًا دوليًا؟

في حين بدأ شهر الفخر أو شهر المثليين في الولايات المتحدة، سرعان ما لاقى صدىً عالميًا واسعًا.

بحلول ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأت مدن في كندا وأوروبا وأستراليا بتنظيم فعاليات الفخر الخاصة بها حسب سياقها وظروفها المحلية. وقد ساهم في هذا التوسع الدولي ما يلي:

  1. زيادة الوعي العالمي بحقوق أفراد مجتمعات الميم ضمن زيادة الوعي بحقوق الإنسان.
  2. الاهتمام المشترك بين أفراد مجتمعات الميم ورافضي الكراهية والعنف تجاه إنهاء تجريم المثليين والترانس ومجتمعات الميم وإنهاء ثقافات وممارسات الكراهية والعنف والوصم والتمييز والتهميش.
  3. الاهتمام المشترك بين أفراد مجتمعات الميم والمدافعين عن حقوق الإنسان والحريات الفردية تجاه تعزيز الحرية والحماية والعيش الآمن والكريم.

بحلول أوائل القرن الحادي والعشرين، اعترفت واحتفلت عشرات الدول بشهر الفخر أو شهر المثليين، من ساو باولو – البرازيل (حيث تُنظم واحدة من أكبر مسيرات الفخر في العالم والتي تصل إلى أكثر من 5 مليون مشارك)، إلى تايوان وتركيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وجنوب أفريقيا وغيرها.

مسيرة فخر شهر المثليين في ميدان تقسيم، إسطنبول، تركيا في 30 يونيو 2013. شارك في المسيرة ما يقرب من 100,000 شخص، وهي الأكبر من نوعها في تركيا. تصوير: إيفرين كالينباكاك، Dreamstime.com

ورغم أن توقيت فعاليات الفخر قد يختلف باختلاف المدينة أو البلد إلا أن الكثير منها لا يزال يتزامن مع شهر يونيو تكريمًا توحيدًا للجهود الرامية نحو إنهاء التجريم والكراهية والعنف ضد أفراد مجتمعات الميم والدعوة إلى تحسين ظروفهم المعيشية من أجل حرية وسلامة وحياة كريمة يحظى بها كل الناس بغض النظر عن ميولهم الجنسية أو هويتهم الجندرية أو هويتهم الجنسية.