أطلق نشطاء ونشيطات في العالم العربي حملة تدوين إلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي تضامنًا مع الناشطة المصرية العابرة جندريًا ملك الكاشف، تزامنًا مع اليوم العالمي لظهور العابرين والعابرات جندريًا (Trans Day of Visibility) الذي يصادف 31 مارس من كل عام. وتهدف الحملة التي جاءت تحت وسم “#الحرية_لملك_الكاشف” إلى المطالبة بالإفراج الفوري عنها وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها في السجون المصرية.
اليوم العالمي لظهور العابرين/ات جندريًا: مناسبة لتكريم الشجاعة
يُحتفى باليوم العالمي لظهور العابرين والعابرات جندريًا منذ عام 2009 لتكريم أفراد هذه الفئة الذين يعيشون تجارب عبور جندري علنية، ويواجهون التمييز والإقصاء في مجتمعات محافظة. وتُعد المناسبة فرصة لرفع الوعي حول قضايا العبور الجندري، والدعوة إلى الاعتراف القانوني والحقوقي بالهويات الجندرية المتنوعة.
في هذا السياق، اختار نشطاء عرب تخصيص هذا اليوم لإبراز قضية ملك الكاشف، التي باتت رمزًا لنضال العابرين جندريًا في المنطقة.
من هي ملك الكاشف ولماذا أُطلقت الحملة؟
ملك الكاشف، ناشطة مصرية عابرة جنسيًا، اعتُقلت في مارس 2019 على خلفية اتهامات تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانتماء إلى جماعة محظورة، بحسب السلطات المصرية. إلا أن منظمات حقوق الإنسان، بينها المفوضية المصرية للحقوق والحريات، أكدت أن اعتقالها جاء في سياق استهداف ممنهج للعابرين جندريًا والنشطاء السياسيين.
اللافت أن الكاشف نُقلت إلى سجن طرة للرجال، رغم أنها تخضع لعلاج هرموني وتمتلك تقارير طبية تؤكد هويتها الجندرية كأنثى، ما اعتبره حقوقيون انتهاكًا صارخًا لكرامتها وسلامتها الجسدية، وخرقًا للمبادئ الدولية المتعلقة بحقوق المحتجزين.
دعوة للتدوين: ثلاث ساعات من التضامن الرقمي
أعلن المنظمون للحملة أن التدوين تحت الوسم #الحرية_لملك_الكاشف سيبدأ من الساعة الرابعة مساءً وحتى السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، ووجّهوا الدعوة إلى الجميع للمشاركة من خلال:
- نشر صور ورسائل تضامن مع ملك الكاشف.
- مشاركة معلومات عن العبور الجندري وحقوق العابرين/ات في المنطقة.
- تسليط الضوء على الانتهاكات التي تواجهها مجتمعات الميم-عين في السجون.
- إعادة تغريد محتوى الحملة لإيصال الصوت إلى أوسع شريحة.
كما رُبطت الحملة بالوسم العالمي #TransDayOfVisibility لربط نضال ملك بالنضال العالمي من أجل كرامة العابرين والعابرات جندريًا.
التضامن الرقمي كأداة مقاومة
في ظل تقييد حرية التعبير، يُعد الفضاء الرقمي من أبرز أدوات النضال الحقوقي في العالم العربي، خاصة لمجتمعات مهمّشة مثل العابرين جندريًا. ومن خلال هذه الحملة، يحاول النشطاء كسر الصمت المفروض، وتوفير شبكة دعم معنوية وسياسية للمطالبة بإطلاق سراح الكاشف وجميع معتقلي الرأي.
الحملة تأتي استكمالًا لموجة تضامن واسعة منذ اعتقال الكاشف، شاركت فيها منظمات مثل:
- المفوضية المصرية للحقوق والحريات
- هيومن رايتس ووتش
- المبادرة المصرية للحقوق الشخصية
- نشطاء من مصر ولبنان وتونس والمغرب
الحرية حق لا يُنتزع
قضية ملك الكاشف ليست فقط قضية اعتقال فردي، بل مرآة لواقع العابرين والعابرات جندريًا في العالم العربي، حيث لا يزال العبور الجندري محاصرًا بالقوانين التمييزية، والتجريم الاجتماعي، والحرمان من الرعاية الصحية والاعتراف القانوني.
ويأمل النشطاء أن تسهم هذه الحملة في رفع الصوت عاليًا:
الحرية لملك الكاشف، ولكل من تُسلب منه كرامته بسبب هويته الجندرية.
