في بادرة جديدة تجمع بين الفن والنضال الاجتماعي، نظّم الفنان اللبناني الكويري حامد سنو، المغني الرئيسي لفرقة مشروع ليلى، حفلًا موسيقيًا إلكترونيًا تم بثه مباشرة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك. وتهدف هذه المبادرة إلى جمع التبرعات لدعم اللاجئين والمجتمعات المهمشة ومواجهة العنصرية في العاصمة اللبنانية بيروت، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها البلاد.
حفل موسيقي بأهداف إنسانية
الحفل، الذي تم تنظيمه بشكل افتراضي التزامًا بإجراءات الوقاية من جائحة كورونا، جاء كمحاولة لدعم المجتمعات الضعيفة في بيروت بعد الانفجار المروّع الذي ضرب مرفأ المدينة في 4 أغسطس 2020، والذي خلّف أكثر من 200 قتيل وآلاف الجرحى والمشرّدين.
واستخدم سنو، المعروف بمواقفه الجريئة والداعمة لقضايا الحرية والعدالة، موسيقاه كوسيلة للمقاومة والنضال، مؤكدًا أن الفن يمكن أن يكون أداة فعالة للتغيير.
دعم اللاجئين ومواجهة التمييز العنصري
ركزت حملة التبرعات المصاحبة للحفل على:
- دعم اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف شديدة القسوة في لبنان.
- مساندة المهاجرين والعمال الأجانب الذين تعرضوا لموجات من العنصرية والطرد بعد الأزمات الاقتصادية.
- توفير الموارد الطبية والغذائية للمناطق المنكوبة.
- رفع الوعي بأشكال التمييز والتمييز الممنهج ضد الفئات المهمشة.
حامد سنو: صوت الفن والحقوق
يُعد حامد سنو واحدًا من أبرز الوجوه الكويرية في العالم العربي، وقد استخدم منصته مرارًا للدفاع عن حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحقوق مجتمع الميم/عين. وتتميز أعماله الفنية بجرأتها في طرح قضايا الجندر، الهوية، التحرر، والقمع السياسي.
وقد صرّح في أكثر من مناسبة بأنه يرى الموسيقى مساحة للمواجهة السياسية والاجتماعية، وليست فقط للتسلية أو الترفيه.
مشروع ليلى والمشهد الفني البديل
مشروع ليلى، الفرقة التي أسسها سنو عام 2008، عرفت بأسلوبها المختلف الذي يمزج بين الموسيقى الإلكترونية والروك والكلمات التي تتناول موضوعات محرّمة اجتماعيًا في المنطقة، كالحب المثلي، الدين، السلطة، والجنس.
ورغم النجاحات العالمية التي حققتها الفرقة، تعرضت لحملات تحريض ومنع من إقامة حفلات في عدة دول عربية، بسبب توجهاتها الجريئة ودعمها العلني لمجتمع الميم/عين.
في عالم يتزايد فيه القمع والتمييز، يثبت الفن مرة تلو الأخرى أنه لا يزال قادرًا على خلق مساحات للحرية والتضامن.
مبادرة حامد سنو ليست مجرد حفل غنائي، بل رسالة واضحة بأن الفن المقاوم يمكن أن يُحدث فرقًا، ويكون ملاذًا للفئات التي طالما عانت من التهميش والنسيان.