تاريخيًا، لم تكن الأفلام التي تتناول مواضيع مجتمعات الميم ضمن الإنتاج الرئيسي في البلدان الإفريقية، ويرجع ذلك إلى عدم التسامح السائد في مختلف صناعات السينما في القارة.
ومع ذلك، شهد العقد الماضي تقدمًا كبيرًا في تمثيل أفراد مجتمعات الميم على الشاشة. تأتي هذه الأمثلة بشكل رئيسي من صناع الأفلام المستقلين في العديد من الدول الإفريقية. لكن الطريق لم يكن سهلاً في جميع أنحاء أفريقيا، حيث توجد قوانين لا تحظر هذه الأفلام فحسب، بل تفرض أيضًا عقوبات بالسجن على صناع الأفلام الذين بذلوا جهودًا لإنتاج قصص معقدة تعكس تجارب حياة أفراد مجتمعات الميم في الأفلام.
وللاحتفاء بجهود صناع تلك الأعمال المستوحاة من واقع أفراد مجتمعات الميم تلك قائمة بأهم الأعمال السينمائية الكويرية في أفريقيا.
Braids on a Bald Head نيجيريا (2010)
تدور أحداث الفيلم القصير حول حواء، الزوجة الخاضعة التي تعيش حياة متواضعة تحت ظل زوجها في قرية إسلامية في نيجيريا. لكن تأخذ حياتها منعطفًا غير متوقع عندما تنتقل جارتها، ساميرا، إلى الجوار.
وتبدء بينهما علاقة عاطفية تكتشف حواء من خلالها ميولها وتعيد تقييم وضعها وحياتها. كما تعطيها العلاقة الشجاعة لتقف في وجه سوء المعاملة التي كانت تعاني منها من زوجها.
الفيلم النيجيري من إنتاج 2010 ومن إخراج إيسايا باكو. فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم قصير في الدورة الثامنة لجوائز أكاديمية الأفلام الأفريقية.
Stories of Our Lives كينيا (2014)
يتألف الفيلم الدرامي من مجموعة من خمس قصص قصيرة تُدرَج ضمن أنطولوجيا درامية تروي قصصًا حقيقية لحياة أفراد مجتمعات الميم في كينيا.
الفيلم من تأليف وإخراج المخرج الكيني جيم تشوتشو ويتوفر باللغة السواحيلية والإنجليزية ومدة الفيلم ساعة.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي. وفاز بجائزة لجنة التحكيم من لجنة جائزة تيدي في مهرجان برلين الدولي السينمائي الخامس والستين.
وتعرض الفيلم وصناعة لانتقادات وحملة كراهية واسعة في كينيا عند صدور الفيلم تحت مزاعم أن الفيلم “يدعم المثلية الجنسية وهو ما يتعارض مع القيم والمعايير الوطنية” في كينيا. ولا يزال الفيلم محظورًا في كينيا.
The Wound جنوب أفريقيا (2017)
يذهب خولاني، وهو عامل مصنع وحيد، إلى الجبال الريفية مع رجال مجتمعه لتهيئة مجموعة من المراهقين لطقوس الختان السنوية الخاصة بشعب الخوسا. وعندما يكتشف أحد المبتدئين المتمردين من المدينة مثلية خولاني، تبدأ حياة خولاني بأكملها في الانهيار.
الفيلم الدرامي من كتابة وإخراج جون ترينجوف والذي أراد تحدي الفكرة القائلة بأن المثلية الجنسية منتج من الثقافة الغربية التي تشكل تهديدًا للثقافة الإفريقية التقليدية.
أُختير الفيلم لتمثيل جنوب أفريقيا في جائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار التسعين، ووصل إلى القائمة المختصرة .
Dakan غينيا (1997)
يروي الفيلم قصة شابين يواجهان صراعًا من الأهل والمجتمع بسبب حبهما. ويُعتبر أول فيلم طويل في غرب أفريقيا يتناول حياة المثليين.
الفيلم من كتابة وإخراج محمد كامارا. وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي. كما ولاقى الكثير من الهجوم عند عرضه في غينيا حيث أصدر الأئمة فتاوى ضده.
Kanarie جنوب إفريقيا (2017)
تدور أحداث الفيلم خلال فترة حروب الحدود في جنوب أفريقيا، حيث يُجند يوهان، بطل الفيلم، وينضم إلى جوقة قوات الدفاع كاناري. يأخذ الفيلم الجمهور في رحلة مع يوهان بينما يحاول فهم ميوله الجنسية وما يعنيه أن يكون شابًا جنوب أفريقيًا أبيضًا مثليًا يخدم في قوات الدفاع التابعة لحكومة الفصل العنصري.
ورغم أن الفيلم يتناول موضوعًا ثقيلًا، فإنه ممزوج بموسيقى البوب من فترة الثمانينات والرقصات التي تتماشى مع قصة اكتشافه لميوله ويخدمها فنيًا.
Ifé نيجيريا (2020)
على عكس باقي الأفلام النيجيرية الكويرية، لا يركز الفيلم على تأثير قصة الحب بين هاتين السيدتين على المجتمع الأكبر، بل يركز على الحميمية بين النساء الكويريات عندما تتاح لهن الفرصة للعيش في لحظات آمنة. ويعد هذا الفيلم أول فيلم نيجيري كتبته وأنتجته وأخرجته نساء كويريات.
Rafiki كينيا (2018)
تقع كينا وزيكي في الحب، وهما من عائلتين متنافستين سياسيًا. تواجه الفتاتان ضغوط حول إظهار عاطفتهن في العلن بسبب الحظر القانوني والكره المجتمعي للمثليين. وعندما تُكشف علاقتهما العاطفية، ترسل عائلة زيكي ابنتهما إلى لندن للابتعاد عن كينا.
الفيلم مقتبس من القصة القصيرة “شجرة الجمبولا” للكاتبة الأوغندية مونيكا أراك دي نيكو. وكلمة Rafiki تعني باللغة السواحيلي الصديق. واُختير هذا العنوان، لأنه في مجتمع لا يفهم المثليين، غالبًا ما يتم تقديم الشريك على أنه “صديق”.
حقق الفيلم ردود فعل إيجابية بشكل عام، لكن حظرته حكومة كينيا بسبب قصته. حيث رفضت المخرجة تعديل النهاية التي اعتبرتها الهيئة الكينية لتصنيف الأفلام “متفائلة”. ورغم الحظر، سُمح بعرض الفيلم لسبعة أيام ليكون مؤهلاً لجائزة الأوسكار، وحقق نجاحًا كبيرًا خلال تلك الفترة.
Reluctantly Queer غانا (2016)
يعاني شاب من حياة مضطربة بسبب محاولاته للتوفيق بين كونه ملثليًا وحبه لوالدته ورغبته في إرضاءها. ويكتب الشاب مجموعة من الرسائل يعبر فيها عن صراعاته الداخلية والمعاناة التي يواجهها كونه في مجتمع لا يتقبل ميوله الجنسية.
يعكس الفيلم ببراعة التعقيدات النفسية والاجتماعية التي يعيشها أفراد مجتمعات الميم في رحلتهم للبحث عن قبول الذات والتصالح مع هويتهمن. فاز بجائزة أفضل فيلم قصير دولي بمهرجان بالتيمور الدولي للأفلام السوداء عام 2016.
Coming out of the Nkuta الكاميرون (2011)
رحلة داخل النضال اليومي لأفراد مجتمعات الميم في الكاميرون من خلال شهادات شخصية يتحدث فيها الأفراد عن تجربتهم الشخصية وما يمرون به في حياتهم كونهم أفراد من مجتمعات الميم.
مع تركيز على المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان أليس نكوم ودفاعها عن أفراد مجتمعات الميم، وحملة تغيير المواقف داخل الأسر التي لديها أطفال مثليون في الكاميرون التي تقودها.
